كلوب: صلاح لاعب عالمي وهدفه في سيتي سيظل عالقاً بالذاكرة 50 عاماً

المهاجم المصري المبدع يواصل كتابة التاريخ في ليفربول ويتطلع لمزيد من الأرقام القياسية

صلاح (يسار) يسجل هدفه الساحر في مرمى سيتي بعد فاصل مراوغة (إ.ب.أ)
صلاح (يسار) يسجل هدفه الساحر في مرمى سيتي بعد فاصل مراوغة (إ.ب.أ)
TT

كلوب: صلاح لاعب عالمي وهدفه في سيتي سيظل عالقاً بالذاكرة 50 عاماً

صلاح (يسار) يسجل هدفه الساحر في مرمى سيتي بعد فاصل مراوغة (إ.ب.أ)
صلاح (يسار) يسجل هدفه الساحر في مرمى سيتي بعد فاصل مراوغة (إ.ب.أ)

«هدف ساحر سيظل عالقا بالأذهان لسنوات»... «هدف زين قمة ليفربول وسيتي»... «نجم عالمي يسجل هدفاً عالمياً»... إنها بعض عنوانين الصحف البريطانية التي تغنت بهدف النجم الدولي المصري محمد صلاح مهاجم ليفربول خلال التعادل 2 - 2 مع ضيفه مانشستر سيتي في قمة مباريات المرحلة السابعة للدوري الإنجليزي.
ويواصل صلاح ممارسة هوايته في هز الشباك للمباراة السابعة على التوالي مع ليفربول في مختلف المسابقات، كما كان هو أيضاً من صنع الهدف الأول لزميله السنغالي ساديو ماني في المباراة، ليؤكد جدارته بالوجود بالسجل التاريخي للنادي العريق، لا سيما بعد انطلاقته المذهلة مع الفريق الأحمر في الموسم الحالي على الصعيدين المحلي والقاري.
وانطلق صلاح بالكرة من الناحية اليمنى، ليتلاعب بدفاع الضيوف، حيث راوغ كل من جواو كانسيلو وبرناردو سيلفا وإيمريك لابورت وروبن دياز، رباعي مانشستر سيتي، قبل أن يتوغل داخل منطقة الجزاء، ويسدد كرة زاحفة بقدمه اليمنى، واضعاً الكرة على يمين البرازيلي إيدرسون مورايش، حارس سيتي وسط فرحة جنونية من مشجعي ليفربول التي ملأت مدرجات ملعب (أنفيلد).
وعقب اللقاء أبدى الألماني يورغن كلوب إعجابه بهدف «الفرعون المصري» وقال: «أفضل لاعبي العالم فقط يسجلون مثل هذا الهدف. جاء بعد فاصل مراوغة ومن أول لمسة، وضع الكرة أمام قدمه اليمنى وسدد بهذه الطريقة... إنه هدف استثنائي للغاية».
وأضاف: «الناس في ليفربول ستظل تتحدث عن هذا الهدف فترة طويلة للغاية، ربما 50 أو 60 عاماً عندما تتذكر هذه المباراة». ويعتقد كلوب أن صلاح، الذي سجل ستة أهداف في أول سبع مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز، يستحق قدراً أكبر من التقدير نظير مثل هذه الأهداف الرائعة، وأوضح: «إذا سجل ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو هذا الهدف، سيقول العالم نعم فعل ذلك لأنه لاعب من طراز عالمي. صلاح واحد من أفضل لاعبي العالم».
وتذكر صلاح نفسه قليلاً من تفاصيل الهدف، خلال تعليقاته عقب المباراة، قائلاً: «يجب مشاهدة الهدف لأرى. أنا أتذكره. كان سيكون أكثر تميزاً إذا كنا انتصرنا بالمباراة، لكن هذا ما حدث. إنها النتيجة، أعتقد أنه هدف جيد، ولا يوجد الكثير لقوله عنه».
ويتقاسم صلاح (29 عاماً) صدارة هدافي المسابقة مع جيمي فاردي مهاجم ليستر سيتي (6 أهداف لكل منهما)، وكان هذا الهدف رقم 103 له في مسيرته بالدوري الإنجليزي، ليصبح على بعد هدف وحيد لمعادلة الرقم القياسي الذي يحمله النجم الإيفواري المعتزل ديدييه دروغبا، كأكثر اللاعبين الأفارقة تسجيلاً في البطولة العريقة.
وسبق لصلاح التسجيل في مرمى تشيلسي وليدز وكريستال بالاس وبرنتفورد في المباريات الأربع الماضية لليفربول بالدوري قبل أن يزور مرمى مانشستر سيتي، علماً بأنه سجل أيضاً في مباراتي الفريق ضد ميلان الإيطالي وبورتو البرتغالي في أول جولتين من مرحلة المجموعات لدوري أبطال أوروبا.
وتمكن صلاح بذلك من معادلة إنجازه الذي حققه في أبريل (نيسان) 2018. عندما هز الشباك في 7 لقاءات متتالية بمختلف البطولات، وأصبحت الفرصة مواتية أمامه لتحقيق رقم قياسي جديد في مسيرته مع ليفربول، الذي انضم إليه في يونيو (حزيران) 2017 قادماً من روما الإيطالي، حال تمكنه من التسجيل في مرمى واتفورد، في المرحلة المقبلة.
ويتصدر صلاح حالياً ترتيب هدافي ليفربول في جميع المسابقات برصيد 9 أهداف في 9 مباريات، بواقع 6 أهداف بالدوري الإنجليزي و3 أهداف بدوري الأبطال، متفوقاً بفارق 4 أهداف على أقرب ملاحقيه ماني.
ويعد صلاح أكثر لاعبي الدوري الإنجليزي مساهمة في تسجيل الأهداف هذا الموسم، حيث شارك في إحراز 9 أهداف من إجمالي 17 سجلها ليفربول في البطولة حتى الآن، بإحرازه 6 أهداف وقيامه بثلاث تمريرات حاسمة لزملائه.
وشهد الموسم الحالي دخول «الملك المصري»، كما تطلق عليه جماهير ليفربول، نادي المائة لهدافي الدوري الإنجليزي، عندما هز شباك ليدز في مباراته رقم 162 بمسيرته بالمسابقة التي بدأت في يناير (كانون الثاني) 2014 عندما انضم لتشيلسي في تجربة لم يكتب لها النجاح، كما بات صلاح خامس أسرع لاعب يحرز هذا العدد من الأهداف بالبطولة بعد آلان شيرر والفرنسي تييري هنري والأرجنتيني سيرجيو أغويرو وهاري كين.
وبعد مرور بضعة أيام فقط على هذا الإنجاز، كان صلاح على موعد آخر مع التاريخ، بعدما أصبح أسرع لاعب يحرز 100 هدف مع ليفربول، بتسجيله في مرمى برنتفورد، بالمباراة رقم 151 له مع الفريق، محطماً رقم روجر هانت، نجم ليفربول الراحل، الذي احتاج إلى خوض 152 لتسجيل نفس العدد من الأهداف.
ويتنافس صلاح للحصول على جائزة أفضل لاعب عن شهر سبتمبر (أيلول)، حيث يطمح للحصول عليها للمرة الرابعة في مشواره الحافل بالمسابقة، بعدما سبق أن فاز بها ثلاث مرات في موسمه الأول 2017 - 2018 مع ليفربول. وبصفة عامة، أحرز صلاح 134 هدفاً وقام بـ50 تمريرة حاسمة في 212 مباراة مع ليفربول بكل المسابقات المحلية والقارية والدولية حتى الآن. ويأتي هذا التألق اللافت لنجم الكرة العربية في الوقت الذي ازدادت خلاله التكهنات بشأن تمديد تعاقده ليفربول، حيث ينتهي عقده في يونيو 2023. ويطالب صلاح بزيادة راتبه الأسبوعي من 200 ألف جنيه إسترليني إلى 500 ألف، وما زالت المفاوضات جارية بين الإدارة وممثلي اللاعب للوصول لاتفاق. ورغم ذلك، فإن الاهتمام الأكبر لصلاح حالياً ينصب على استعادة لقب الدوري الإنجليزي، الذي فقده ليفربول في الموسم الماضي لمصلحة مانشستر سيتي، ونشر صلاح صورة له تظهر احتفاله بهدفه الرائع ومعلقاً: «أردنا الفوز بهذه المباراة، لكننا مازلنا في المنافسة... نسعى للحصول على اللقب، ولدينا ما يلزم لذلك».
ويستعد صلاح لتحويل وجهته نحو منتخب مصر، الذي يستعد لخوض مواجهتين مرتقبتين ضد نظيره الليبي يومي 8 و11 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في تصفيات أفريقيا المؤهلة لمونديال 2022 في قطر. ويسعى نجم ليفربول لقيادة منتخب الفراعنة لتحقيق نتيجة إيجابية في المباراتين لإنعاش آمال بلاده في التأهل للمونديال للنسخة الثانية على التوالي، بعدما سبق أن لعب دوراً بارزاً في صعود الفريق لكأس العالم بروسيا قبل 4 أعوام. ويحتل منتخب مصر المركز الثاني حالياً في ترتيب مجموعته بالتصفيات، التي تضم أيضاً منتخبي الجابون وأنغولا، برصيد 4 نقاط، بفارق نقطتين خلف المنتخب الليبي. وعقب مشاركته مع الفراعنة، ينتظر صلاح خوض عدد من اللقاءات الهامة مع فريقه حيث يواجه واتفورد ثم مانشستر يونايتد وبرايتون بالدوري الإنجليزي، وأتليتكو مدريد الإسباني بدوري الأبطال، بالإضافة إلى بريستون نورث إيند بكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.
ويؤمن صلاح، الفائز بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا موسم 2017 - 2018، بأنه ما زال قادر على تحقيق المزيد من الإبداع وتعزيز أرقامه القياسية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».