الفرنسيون يدقون ناقوس الخطر.. والبرازيليون يؤكدون أنهم طووا صفحة الماضي

بعد أن لقن «راقصو السامبا» منتخب «الديوك» درسًا في فنون كرة القدم على أرضه

غوستافو (الثاني من اليمين) يستقبل تهاني زملائه بعد اختتامه أهداف البرازيل (أ.ف.ب)
غوستافو (الثاني من اليمين) يستقبل تهاني زملائه بعد اختتامه أهداف البرازيل (أ.ف.ب)
TT

الفرنسيون يدقون ناقوس الخطر.. والبرازيليون يؤكدون أنهم طووا صفحة الماضي

غوستافو (الثاني من اليمين) يستقبل تهاني زملائه بعد اختتامه أهداف البرازيل (أ.ف.ب)
غوستافو (الثاني من اليمين) يستقبل تهاني زملائه بعد اختتامه أهداف البرازيل (أ.ف.ب)

أعرب مدرب منتخب البرازيل كارلوس دونغا عن سعادته بالشخصية التي أظهرها فريقه خلال المباراة الودية ضد فرنسا (منتخب الديوك) والتي أسفرت عن فوزه 3 - 1 على ملعب سان دوني في ضواحي العاصمة الفرنسية. والفوز هو السابع على التوالي لدونغا منذ توليه الإشراف على المنتخب البرازيلي (راقصو السامبا) للمرة الثانية، وذلك بعد إقالة المدرب السابق لويز فيليبي سكولاري إثر الهزيمتين القاسيتين ضد ألمانيا 1 - 7 وأمام هولندا صفر - 3 في نصف النهائي والمباراة على المركز الثالث في مونديال 2014.
وقال دونغا: «من الصعب دائما مواجهة فرنسا في ملعب مليء بالجمهور. في كرة القدم تفوز في بعض الأحيان وتخسر في أحيان أخرى، لكن من المهم دائما الفوز على منتخب قوي مثل فرنسا». وتابع: «يتعين دائما على المنتخب البرازيلي أن يفوز، لكن أيضا أن يؤدي بطريقة جيدة. نجحنا في الارتداد إلى الهجوم بسرعة واستحوذنا على الكرة بنسبة كبيرة، لكن كل شيء لم يكن مثاليا».
وأكد دونغا على أن الروح القتالية البرازيلية عادت من جديد وأن ما حدث في كأس العالم أصبح في طي النسيان. ويستعد المنتخب البرازيلي لخوض غمار بطولة أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) المقررة في تشيلي في يونيو (حزيران) المقبل، علما بأن دونغا قاده إلى اللقب القاري عندما اشرف على تدريبه للمرة الأولى عام 2007. وكشف دونغا: «تحدثنا كثيرا إلى اللاعبين وقلنا لهم إن مجرد وجودهم في المنتخب البرازيلي يعني أنهم يستحقون مكانهم هنا». وتابع: «ما أعجبني بأننا تعاملنا مع ضغوط هذه المباراة بشكل جيد وكانت ردة فعلنا جيدة بعد تلقينا الهدف. كانت المباراة صعبة جدا لأننا كنا نواجه المنتخب الفرنسي ولأننا لم نجتمع منذ قرابة 3 أشهر» وتخوض البرازيل مباراة ثانية وأخيرة قبل كوبا أميركا ضد تشيلي على استاد الإمارات في لندن غدا.
في المقابل، أعرب ديدييه ديشامب، المدير الفني للمنتخب الفرنسي، عن قبوله للهزيمة بعد أن خسر فريق «الديوك» على أرضه أمام البرازيل، مبرزا أن فريقه هزم أمام منتخب عظيم. وقال ديشامب في تصريحات للصحافيين: «اليوم رأينا منتخبا برازيليا جيدا للغاية»، في الوقت الذي حاول فيه إلقاء الضوء على الجوانب الإيجابية للمنتخب الفرنسي، مشيرا إلى أن منتخب البرازيل كان متماسكا نظرا لأنه يستعد لخوض بطولة كوبا أميركا. وأضاف ديشامب: «لقد كانت مباراة على مستوى عال أمام فريق جيد. في الشوط الثاني من المباراة تمكنا من الاستحواذ على الكرة أكثر منهم وفي الشوط الأول حاربنا كثيرا لفرض أسلوبنا في اللعب». وقال مدرب منتخب فرنسا، التي تستضيف بطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 2016». العام القادم «يمكننا أن نقدم أداء أفضل من ذلك، لكن ينبغي أن نعترف بقوة خصمنا»، مضيفا أن الأداء القوي لمنتخب البرازيل خلال المباراة اضطره إلى «بذل مجهود كبير في الدفاع»، الأمر الذي جعل المباراة صعبة بالنسبة للجميع.
من جانبها، دقت الصحافة الفرنسية ناقوس الخطر بعد هزيمة المنتخب الفرنسي أمام البرازيل، وحذرت من تراجع المستوى قبل استضافة البلاد للبطولة الأوروبية. وحملت الصفحة الأولى لصحيفة (ليكيب) عنوان «بطاقة صفراء» في إشارة إلى الصورة السيئة التي تركها المنتخب الفرنسي بعد المباراة التي بدا خلالها على اللاعبين البرازيليين «الصلابة والإصرار». وأوضحت عميدة الصحافة الرياضية الفرنسية أن فريق المدير الفني ديدييه ديشامب قدم مباراة «متواضعة» أمام منتخب «قوي بحق».
واختارت صحيفة «لو باريزيان» عنوان «صفعة للبلوز» لتطلق إشارة تحذير، ونقلت في صفحاتها الداخلية تصريحات المهاجم الفرنسي ماتيو فالبوينا التي أكد فيها أن الهزيمة دليل «على تراجع المستوى». ووصفت صحيفة «لو فيغارو» المحافظة المباراة بأنها كانت «درسا» للمنتخب الفرنسي، الذي «يهبط إلى الأرض» بعد أن ظهرت «كثير من الثغرات» في طريقة لعبه. ولم تخف صحيفة «لو موند»، «السيطرة الواضحة» للمنتخب البرازيلي، مشيرة إلى أن اللاعبين الفرنسيين غادروا الملعب وسط صافرات استهجان الجماهير.
في الجانب الآخر، أوضح نيمار مهاجم منتخب البرازيل أن صفحة كأس العالم في بلاده الصيف الماضي، قد طويت وأن التطور يحصل في كل مباراة. وقال نيمار: «كانت الأمور صعبة بعد الذي حصل معنا في كأس العالم الأخيرة، لكننا تخطينا ذلك. صفحة كأس العالم طويت وأصبحت وراءنا. لقد خضنا 7 مباريات منذ ذلك المونديال، وكانت جميعها جيدة، إننا نتطور كل يوم وفي كل مباراة». وسجل نيمار (23 سنة) الهدف الثاني، أمس، في مرمى فرنسا من زاوية ضيقة من الجهة اليسرى، ليرفع رصيده إلى 43 هدفا مع المنتخب حتى الآن. وعما إذا كان يعتبر المباراة ثأرية بعد فوز فرنسا على البرازيل في نهائي مونديال 1998 على الملعب ذاته، قال نيمار: «إنه ملعب تاريخي، وتقديم مباراة جيدة عليه أمر مميز. الأمر ليس مسألة ثأر، فقد مضى وقت طويل، إنهم لاعبون آخرون، ولذلك أعتقد بأن الأمر لا علاقة له بنهائي 1998». وسقط دونغا ورونالدو ورفاقهما سقوطا مدويا في نهائي مونديال 1998 على استاد «سان دوني» أمام زين الدين زيدان، وديدييه ديشان، مدرب فرنسا الحالي، ورفاقهما بثلاثية نظيفة. وتابع النجم البرازيلي الذي حمل شارة القيادة أمام فرنسا: «أنا سعيد لتحقيق الفوز، لأنه ما كنا نبحث عنه، فلقد قدمنا مباراة كبيرة وكنا نعرف مسبقا الصعوبات التي يمكن أن يشكلها منتخب فرنسا، ولكن في النهاية سارت الأمور جيدة».
ولقن المنتخب البرازيلي نظيره الفرنسي درسا في فنون كرة القدم بعدما قلب تأخره صفر - 1 أمام منتخب «الديوك» الفرنسية لتحقيق فوز مستحق. واتسمت المباراة بالإثارة والتشويق على مدار شوطيها استمتعت بها الجماهير التي احتشدت في مدرجات ملعب دي فرانس بالعاصمة الفرنسية باريس. وفي الوقت الذي تقاسم الفريقان السيطرة في الشوط الأول، إلا أن الشوط الثاني شهد سيطرة شبه تامة من جانب المنتخب البرازيلي. وبادر منتخب فرنسا بالتسجيل في الدقيقة 22 عبر مدافعه رافاييل فاران بضربة رأس متقنة، قبل أن يتعادل أوسكار لمصلحة البرازيل في الدقيقة 40 لينتهي الشوط الأول بالتعادل بهدف لكل منهما. وتواصلت الإثارة في الشوط الثاني، بعدما أضاف نيمار الهدف الثاني لمنتخب البرازيل في الدقيقة 57. وبينما كثف منتخب فرنسا من هجماته بغية إدراك التعادل، أطلق لويس غوستافو رصاصة الرحمة على الجماهير الفرنسية التي كانت تأمل في تعديل النتيجة بعدما سجل الهدف الثالث لمنتخب البرازيل في الدقيقة 69 بضربة رأس رائعة.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.