نواب أميركيون يستنكرون دور «حزب الله» في تجميد التحقيق بانفجار مرفأ بيروت

انفجار مرفأ بيروت أودى بحياة أكثر من 200 شخص (أ.ب)
انفجار مرفأ بيروت أودى بحياة أكثر من 200 شخص (أ.ب)
TT

نواب أميركيون يستنكرون دور «حزب الله» في تجميد التحقيق بانفجار مرفأ بيروت

انفجار مرفأ بيروت أودى بحياة أكثر من 200 شخص (أ.ب)
انفجار مرفأ بيروت أودى بحياة أكثر من 200 شخص (أ.ب)

فيما تحفظت إدارة الرئيس جو بايدن حتى الساعة عن اتخاذ موقف من تجميد التحقيق بتفجير مرفأ بيروت، سارع المشرعون الديمقراطيون والجمهوريون في الكونغرس إلى إصدار مواقف شاجبة لتجميد التحقيق وتعليق عمل القاضي طارق البيطار. وأصدرت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بياناً أعرب فيه أعضاؤها عن قلقهم من «تجميد تحقيق القاضي طارق البيطار بتفجير بيروت المدمر في الرابع من أغسطس (آب)، والذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص وجرح الآلاف». وشدد البيان الذي وقع عليه كل من رئيس اللجنة الديمقراطي بوب مننديز والجمهوري جيم ريش على أن «الشعب اللبناني يستحق إحقاق المحاسبة على هذه الفاجعة، وأن أغلبيته عانت من تأثيرات جسدية واقتصادية بسبب الانفجار».
ولم يتوقف المشرعون عند هذا الحد بل أعربوا عن استنكارهم للدور الذي يلعبه «حزب الله» للدفع باتجاه «تجميد هذا التحقيق الحساس». مشيرين إلى أن القاضي البيطار هو «قاض محترم ومحايد خدم بلاده لأكثر من عقد». وطالب أعضاء اللجنة الحكومة اللبنانية بتأمين سلامة القضاة والمحققين كي ينفذوا مهامهم وينهوا التحقيق.
من ناحيته، أعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الديمقراطي غريغوري ميكس عن قلقه مما وصفه بـ«رضوخ الحكومة اللبنانية للضغوطات السياسية وتعليق تحقيق القاضي البيطار بتفجير مرفأ بيروت».
وقال ميكس في بيان صادر عن مكتبه إن عائلات ضحايا هذه الفاجعة يستحقون تحقيقاً محايداً وكاملاً ومحاسبة المسؤولين «بغض النظر عن مراتبهم». مشيراً إلى «فشل الحكومة الذريع». وذكّر ميكس بمشروع القرار الذي طرحه إلى جانب زملائه في مجلس النواب في شهر مايو (أيار) للدعوة إلى إجراء «تحقيق مستقل ودولي» بتفجير المرفأ والمسؤولين عنه، مشيراً إلى أن سبب طرحه لهذا المشروع هو «التسييس الدائم» في لبنان.



تفجيرات أجهزة اتصال «حزب الله» اختبار لجاهزية مستشفيات لبنان للحرب

ما حدث في لبنان كان بمثابة اختبار لقدرة القطاع الصحي على التعامل مع الوضع في حالة حدوث حرب أوسع نطاقاً مع إسرائيل (إ.ب.أ)
ما حدث في لبنان كان بمثابة اختبار لقدرة القطاع الصحي على التعامل مع الوضع في حالة حدوث حرب أوسع نطاقاً مع إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

تفجيرات أجهزة اتصال «حزب الله» اختبار لجاهزية مستشفيات لبنان للحرب

ما حدث في لبنان كان بمثابة اختبار لقدرة القطاع الصحي على التعامل مع الوضع في حالة حدوث حرب أوسع نطاقاً مع إسرائيل (إ.ب.أ)
ما حدث في لبنان كان بمثابة اختبار لقدرة القطاع الصحي على التعامل مع الوضع في حالة حدوث حرب أوسع نطاقاً مع إسرائيل (إ.ب.أ)

عندما تدفق عشرات الأشخاص الذين تخضبت أجسادهم وملابسهم بالدماء على مستشفيات لبنان أمس الثلاثاء، كان ذلك اختباراً لقدرة القطاع الصحي المتضرر من الأزمة في البلاد على التعامل مع الوضع في حالة سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى، مثل ما يمكن توقعه في حرب أوسع نطاقاً مع إسرائيل.

ووفقاً لـ«رويترز»، تحدث العاملون في القطاع الطبي عن مشاهد من الجحيم، إذ وصفوا وقائع لضحايا بالآلاف جراء انفجارات صغيرة مرتبطة بأجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) التي تستخدمها جماعة «حزب الله» اللبنانية وهم يهرعون إلى المستشفيات، وكانت الأعضاء الداخلية لبعضهم بارزة، ووجوه البعض الآخر بلا أعين أو أيديهم بلا أصابع.

وانتقل لبنان من أزمة إلى أخرى في السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك الانهيار المالي في 2019 وانفجار مرفأ بيروت في 2020، لكن وزير الصحة فراس الأبيض قال إن القطاع استجاب بشكل جيد، وإن أحد أسباب ذلك هو التحضير الجاري منذ أشهر.

وأضاف في مؤتمر صحافي، الأربعاء، أن الاستجابة كانت جيدة والأهم هو التمكن من تقديم الرعاية لمن يحتاجون إليها، ولا سيما من يعانون من إصابات خطيرة، وأشار إلى انخفاض عدد الوفيات مقارنة بالإصابات.

وتابع الأبيض أن أكثر من 2700 وصلوا إلى 20 مستشفى لبنانياً بعد الانفجارات، منهم نحو 300 في حالة حرجة. وأضاف أن عدد القتلى بلغ 12.

وأُجريت أكثر من 400 عملية جراحية أمس، وكان أغلبها إصابات في الوجه والعين.

وذكر الأبيض أن أمس كان اختباراً كبيراً للغاية، مشيراً إلى أنه لا أحد يعرف إن كان لبنان سيواجه اختبارات أكبر.

وتحدث بعض العاملين في مجال الرعاية الصحية عن وجود شعور قوي بالقلق مما قد يحدث في المستقبل مع وصول التوتر بين إسرائيل و«حزب الله» إلى ذروته، مما يثير المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقاً.

ونفدت الأموال الحكومية المخصصة للمستشفيات، وغادر آلاف الأطباء والممرضات البلاد، مما زاد من الضغوط على من بقي منهم.

وقال إلياس جرادة، جراح العيون المخضرم والنائب اللبناني، إنه أجرى عمليات جراحية لأكثر من 12 ساعة متواصلة بعد انفجارات أمس، إذ تعامل مع الحالات الأكثر خطورة التي تتطلب جراحة ترميمية.

وأضاف وهو يبكي أنه لم يفهم سبب تدريبهم على كبت مشاعرهم حتى بدأ في إجراء العمليات وحتى رأى الأشياء العديدة التي واجهها أمس، والتي قد يواجهها في المستقبل.

وفي حديثه مع «رويترز» خلال استراحة قصيرة قبل العودة إلى العمل، قارن حجم الإصابات بالانفجار الكيماوي الذي وقع في الرابع من أغسطس (آب) 2020 في مرفأ بيروت، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة نحو ستة آلاف آخرين.

وأضاف جرادة أن ترميم كل مريض هو ترميم لجزء من لبنان وإعادة لبنان إلى الحياة.

وقالت دانيا الحلاق، اختصاصية الرعاية الصحية في أحد مستشفيات بيروت، إنها تواجه صعوبة في التكيف مع ما رأته حتى الآن.

وأضافت أنها اضطرت إلى إزالة الضمادات لتشهد فقط عدم وجود الأعين في مكانها.

وتابعت أنها رأت قتلى لأول مرة، وأنها لا تعرف ما إذا كانت ستتعافى بعد المواقف التي مرت بها والمشاهد التي رأتها.