قمعت القوات الإسرائيلية أمس (السبت)، مسيرة فلسطينية انطلقت في جنوب الخليل دعماً للمواطنين بقرى مسافر يطا، الذين يتعرضون لاعتداءات مستمرة من قبل المستوطنين. وأطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب المشاركين في المسيرة التي نظمتها حركة «فتح» إقليم يطا وضواحيها، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، والقوى والفصائل الوطنية، ولجان الحماية والصمود جبال جنوب الخليل ومسافر يطا، والمقاومة الشعبية.
وأعلن منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان شرق يطا وجنوب الخليل، راتب الجبور، أن المسيرة انطلقت من خيمة الاعتصام في قرية التواني تجاه منطقة المفقرة، بمشاركة رسمية وشعبية رفضاً للتوسع الاستيطاني على حساب أراضي المواطنين والوجود الفلسطيني في تلك المناطق، وضد انتهاكات واعتداءات المستوطنين المتكررة على المواطنين وممتلكاتهم، الهادفة إلى تهجيرهم.
وتوجه المتظاهرون نحو الخيمة الاستيطانية التي أقيمت قبل شهر على جبل الحمامدة، من أجل اقتلاعها، ومنع التمدد الاستيطاني في تلك المنطقة، حيث قمعهم الاحتلال بقنابل الصوت والغاز السام، وأعلن المنطقة عسكرية مغلقة. كما أعاقت قوات الاحتلال الاسرائيلي، أمس (السبت)، حركة تنقل المواطنين على حاجز «دوتان» العسكري المقام على أراضي يعبد جنوب جنين، وفتشت مركباتهم. وذكرت مصادر محلية أن جنود الاحتلال أوقفوا مركبات المواطنين على الحاجز المذكور، وفتشوها ودققوا في بطاقات ركابها، ما أدى إلى إعاقة تنقلهم واضطرارهم إلى سلوك طرق بديلة.
من جانبها، رصدت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، في تقريرها الشهري الثامن حول انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، استشهاد 13 مواطناً بينهم فتى وامرأة، وإصابة 214 آخرين، واعتقال 235 خلال سبتمبر (أيلول) الماضي. كما وثق التقرير 49 انتهاكاً للمستوطنين خلال الشهر المذكور، وقرارات بالاستيلاء على 48700 دونم شرق بيت لحم، وتجريف 32 أخرى.
وأوضح التقرير مقتل 13 فلسطينياً برصاص القوات الإسرائيلية، في مختلف محافظات الوطن، من بينهم: رائد يوسف جاد الله (39 عاماً) من قرية بيت عور التحتا غرب مدينة رام الله، وأحمد مصطفى صالح (27 عاماً) من معسكر جباليا، والطبيب المقدسي حازم الجولاني من القدس المحتلة، والأسير المحرر المريض بالسرطان حسين مسالمة (39 عاماً) من بيت لحم، ومحمد علي خبيصة (28 عاماً) من بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس. كما وثق التقرير إصابة 214 مواطناً، بينهم 40 بالرصاص الحي، و131 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فيما أصيب 43 برضوض وحروق.
وواصلت القوات الإسرائيلية حملات الاعتقال خلال الشهر الماضي، والتي طالت 235 مواطناً من مختلف محافظات الضفة. وهدمت السلطات 7 منشآت سكنية وتجارية، وهي: منشأة سكنية بمحافظة جنين، و3 منشآت تجارية في نابلس، ومنشأة سكنية بالقدس، ومنشأتان سكنيتان في بيت لحم، وأخطرت 4 مواطنين بتجريف أرض مزروعة بأشجار العنب ببلدة بتير غرب بيت لحم.
ورصد التقرير 49 انتهاكاً واعتداء للمستوطنين بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم في الضفة بما فيها القدس المحتلة، نتج عنها إصابة العشرات بجروح مختلفة بينهم أطفال. ومن بين الانتهاكات اقتحام عشرات المستوطنين للموقع الأثري في بلدة سبسطية شمال نابلس، بحماية جيش الاحتلال، ومهاجمة منزل في قرية بورين (جنوب) يعود للمواطنة أم أيمن صوفان، وحطموا زجاج نوافذه، والاعتداء بالحجارة على مركبتين وإتلاف مزروعات في محيطه، كما هاجموا منزلاً آخر في القرية، وهاجموا مدرسة بنات اللبن الشرقية جنوب نابلس.
وفي الخليل، منع مستوطنون وصول صهريج مياه شرب للحيلولة دون وصوله إلى سكان منطقة بيرين في مسافر يطا (جنوب)، وأصابوا طفلاً (8 سنوات) بجروح بعد دعسه بالقرب من مستوطنة «كريات أربع» المقامة شرقاً، وحطموا مركبات فلسطينيين، وهاجموا عدداً من المنازل في حارة جابر في البلدة القديمة بحماية الجيش الإسرائيلي.
كما اعتدى مستوطنون بالضرب على مواطنين من عائلات المحتسب والبيطار وقفيشة وأبو حديد، بحماية جنود الاحتلال، قرب الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة وسط الخليل، ما أدى لإصابة عدد منهم برضوض وكدمات، فيما أصيب عدد من المواطنين بجروح ورضوض، خلال اعتداء للمستوطنين في قرية سوسيا قرب يطا، بالتزامن مع زيارة لوفد من الاتحاد الأوروبي للقرية، وهاجموا رعاة الماشية ومنعوهم من رعي مواشيهم في أراضيهم، وأجبروهم على مغادرتها.
ونصب المستوطنون خيمة ومنزلاً متنقلاً على أراضي خربة المزوقح، على بعد أمتار من معسكر لجيش الاحتلال في الأغوار الشمالية، فيما أطلق مستوطن الرصاص الحي صوب ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 13 و14 عاماً، قرب مفترق بلدة الرام، شمال القدس المحتلة. وأطلق مستوطنون النار صوب منزل المواطن جمال اسعيفان، في منطقة واد الحصين بالبلدة القديمة من مدينة الخليل، والواقع بمحاذاة مستوطنة «كريات أربع»، ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية به، وحطموا 3 مركبات تعود لعائلة الرازم بالمنطقة ذاتها.
وهاجم المستوطنون المواطنين ومنازلهم في عدة تجمعات سكانية وخرب تركزت في المفقرة، واللتواني، ولصيفر، وأم الطوبا في مسافر يطا، وحطموا عدداً من مركباتهم وألواحاً للطاقة الشمسية، واقتلعوا عشرات الأشجار وأتلفوا مزروعات. وفي القدس أصيب شابان هما: وليد سمير أبو الهوى (25 عاماً) برضوض وكسور في جسمه، جراء دهسه من قبل مستوطن في بلدة الطور، ومحمد أبو ناب من بلدة سلوان، بجروح في ظهره عقب تعرضه للطعن من قبل مستوطن. وأقدمت مجموعة من مستوطني «معالي عاموس»، على الاعتداء بالضرب على الشقيقين سليمان وعودة الرشايدة في قرية الرشايدة شرق بيت لحم، وأجبرتهما على مغادرة المكان، كما قامت مجموعة من مستوطني «تقوع» بزراعة مساحة تقع في منطقة دانيان شرق بيت لحم بأشتال الزيتون، تمهيداً للاستيلاء عليها.
القوات الإسرائيلية تقمع مسيرة منددة بالاستيطان
مقتل 13 فلسطينياً وإصابة 214 واعتقال 235 في سبتمبر
القوات الإسرائيلية تقمع مسيرة منددة بالاستيطان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة