القوات الإسرائيلية تقمع مسيرة منددة بالاستيطان

مقتل 13 فلسطينياً وإصابة 214 واعتقال 235 في سبتمبر

مسيرة فلسطينية في بلدة سخنين أمس إحياء للذكرى 21 للانتفاضة الثانية (أ.ف.ب)
مسيرة فلسطينية في بلدة سخنين أمس إحياء للذكرى 21 للانتفاضة الثانية (أ.ف.ب)
TT

القوات الإسرائيلية تقمع مسيرة منددة بالاستيطان

مسيرة فلسطينية في بلدة سخنين أمس إحياء للذكرى 21 للانتفاضة الثانية (أ.ف.ب)
مسيرة فلسطينية في بلدة سخنين أمس إحياء للذكرى 21 للانتفاضة الثانية (أ.ف.ب)

قمعت القوات الإسرائيلية أمس (السبت)، مسيرة فلسطينية انطلقت في جنوب الخليل دعماً للمواطنين بقرى مسافر يطا، الذين يتعرضون لاعتداءات مستمرة من قبل المستوطنين. وأطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب المشاركين في المسيرة التي نظمتها حركة «فتح» إقليم يطا وضواحيها، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، والقوى والفصائل الوطنية، ولجان الحماية والصمود جبال جنوب الخليل ومسافر يطا، والمقاومة الشعبية.
وأعلن منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان شرق يطا وجنوب الخليل، راتب الجبور، أن المسيرة انطلقت من خيمة الاعتصام في قرية التواني تجاه منطقة المفقرة، بمشاركة رسمية وشعبية رفضاً للتوسع الاستيطاني على حساب أراضي المواطنين والوجود الفلسطيني في تلك المناطق، وضد انتهاكات واعتداءات المستوطنين المتكررة على المواطنين وممتلكاتهم، الهادفة إلى تهجيرهم.
وتوجه المتظاهرون نحو الخيمة الاستيطانية التي أقيمت قبل شهر على جبل الحمامدة، من أجل اقتلاعها، ومنع التمدد الاستيطاني في تلك المنطقة، حيث قمعهم الاحتلال بقنابل الصوت والغاز السام، وأعلن المنطقة عسكرية مغلقة. كما أعاقت قوات الاحتلال الاسرائيلي، أمس (السبت)، حركة تنقل المواطنين على حاجز «دوتان» العسكري المقام على أراضي يعبد جنوب جنين، وفتشت مركباتهم. وذكرت مصادر محلية أن جنود الاحتلال أوقفوا مركبات المواطنين على الحاجز المذكور، وفتشوها ودققوا في بطاقات ركابها، ما أدى إلى إعاقة تنقلهم واضطرارهم إلى سلوك طرق بديلة.
من جانبها، رصدت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، في تقريرها الشهري الثامن حول انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، استشهاد 13 مواطناً بينهم فتى وامرأة، وإصابة 214 آخرين، واعتقال 235 خلال سبتمبر (أيلول) الماضي. كما وثق التقرير 49 انتهاكاً للمستوطنين خلال الشهر المذكور، وقرارات بالاستيلاء على 48700 دونم شرق بيت لحم، وتجريف 32 أخرى.
وأوضح التقرير مقتل 13 فلسطينياً برصاص القوات الإسرائيلية، في مختلف محافظات الوطن، من بينهم: رائد يوسف جاد الله (39 عاماً) من قرية بيت عور التحتا غرب مدينة رام الله، وأحمد مصطفى صالح (27 عاماً) من معسكر جباليا، والطبيب المقدسي حازم الجولاني من القدس المحتلة، والأسير المحرر المريض بالسرطان حسين مسالمة (39 عاماً) من بيت لحم، ومحمد علي خبيصة (28 عاماً) من بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس. كما وثق التقرير إصابة 214 مواطناً، بينهم 40 بالرصاص الحي، و131 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فيما أصيب 43 برضوض وحروق.
وواصلت القوات الإسرائيلية حملات الاعتقال خلال الشهر الماضي، والتي طالت 235 مواطناً من مختلف محافظات الضفة. وهدمت السلطات 7 منشآت سكنية وتجارية، وهي: منشأة سكنية بمحافظة جنين، و3 منشآت تجارية في نابلس، ومنشأة سكنية بالقدس، ومنشأتان سكنيتان في بيت لحم، وأخطرت 4 مواطنين بتجريف أرض مزروعة بأشجار العنب ببلدة بتير غرب بيت لحم.
ورصد التقرير 49 انتهاكاً واعتداء للمستوطنين بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم في الضفة بما فيها القدس المحتلة، نتج عنها إصابة العشرات بجروح مختلفة بينهم أطفال. ومن بين الانتهاكات اقتحام عشرات المستوطنين للموقع الأثري في بلدة سبسطية شمال نابلس، بحماية جيش الاحتلال، ومهاجمة منزل في قرية بورين (جنوب) يعود للمواطنة أم أيمن صوفان، وحطموا زجاج نوافذه، والاعتداء بالحجارة على مركبتين وإتلاف مزروعات في محيطه، كما هاجموا منزلاً آخر في القرية، وهاجموا مدرسة بنات اللبن الشرقية جنوب نابلس.
وفي الخليل، منع مستوطنون وصول صهريج مياه شرب للحيلولة دون وصوله إلى سكان منطقة بيرين في مسافر يطا (جنوب)، وأصابوا طفلاً (8 سنوات) بجروح بعد دعسه بالقرب من مستوطنة «كريات أربع» المقامة شرقاً، وحطموا مركبات فلسطينيين، وهاجموا عدداً من المنازل في حارة جابر في البلدة القديمة بحماية الجيش الإسرائيلي.
كما اعتدى مستوطنون بالضرب على مواطنين من عائلات المحتسب والبيطار وقفيشة وأبو حديد، بحماية جنود الاحتلال، قرب الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة وسط الخليل، ما أدى لإصابة عدد منهم برضوض وكدمات، فيما أصيب عدد من المواطنين بجروح ورضوض، خلال اعتداء للمستوطنين في قرية سوسيا قرب يطا، بالتزامن مع زيارة لوفد من الاتحاد الأوروبي للقرية، وهاجموا رعاة الماشية ومنعوهم من رعي مواشيهم في أراضيهم، وأجبروهم على مغادرتها.
ونصب المستوطنون خيمة ومنزلاً متنقلاً على أراضي خربة المزوقح، على بعد أمتار من معسكر لجيش الاحتلال في الأغوار الشمالية، فيما أطلق مستوطن الرصاص الحي صوب ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 13 و14 عاماً، قرب مفترق بلدة الرام، شمال القدس المحتلة. وأطلق مستوطنون النار صوب منزل المواطن جمال اسعيفان، في منطقة واد الحصين بالبلدة القديمة من مدينة الخليل، والواقع بمحاذاة مستوطنة «كريات أربع»، ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية به، وحطموا 3 مركبات تعود لعائلة الرازم بالمنطقة ذاتها.
وهاجم المستوطنون المواطنين ومنازلهم في عدة تجمعات سكانية وخرب تركزت في المفقرة، واللتواني، ولصيفر، وأم الطوبا في مسافر يطا، وحطموا عدداً من مركباتهم وألواحاً للطاقة الشمسية، واقتلعوا عشرات الأشجار وأتلفوا مزروعات. وفي القدس أصيب شابان هما: وليد سمير أبو الهوى (25 عاماً) برضوض وكسور في جسمه، جراء دهسه من قبل مستوطن في بلدة الطور، ومحمد أبو ناب من بلدة سلوان، بجروح في ظهره عقب تعرضه للطعن من قبل مستوطن. وأقدمت مجموعة من مستوطني «معالي عاموس»، على الاعتداء بالضرب على الشقيقين سليمان وعودة الرشايدة في قرية الرشايدة شرق بيت لحم، وأجبرتهما على مغادرة المكان، كما قامت مجموعة من مستوطني «تقوع» بزراعة مساحة تقع في منطقة دانيان شرق بيت لحم بأشتال الزيتون، تمهيداً للاستيلاء عليها.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.