تركيا ترى أن لديها «الحق بدخول سوريا مثل روسيا وأميركا»

TT
20

تركيا ترى أن لديها «الحق بدخول سوريا مثل روسيا وأميركا»

رأت تركيا أن من حقها دخول سوريا والبقاء فيها طالما أنه يتم الاعتراف بحق كل من روسيا والولايات المتحدة في ذلك، مؤكدة أنها لن تغادر إدلب وأن بقاءها في مناطق سيطرتها بالشمال السوري هو من أجل حماية المدنيين ولا يمكن اعتبار القوات التركية «أجنبية». وطالبت قادة أوروبا بالضغط بشكل أكبر على النظام السوري، وأكدت أن حل الأزمة السورية هي مهمة المجتمع الدولي كله.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، إنه إذا تم الاعتراف بحق روسيا والولايات المتحدة في الدخول إلى سوريا، فإن تركيا أيضاً تملك الحق ذاته، مضيفاً في تصريحات لمجلة «دير شبيغل» الألمانية، أن الغرب لا ينتظر منه إرسال قوات إلى المنطقة من أجل حماية المعارضة في إدلب.
وتابع كالين: «هذا غير وارد، واقترحنا أعوام 2015 و2016 و2017 إقامة منطقة آمنة، فلو تم إعلان منطقة حظر طيران تلك الفترة، لما كان هذا العدد من الذين اضطروا إلى مغادرة سوريا... هذه الفرصة ضاعت».
وقال المسؤول التركي إن «بعض الأصدقاء الأوروبيين» ينتقدون تركيا لنشرها قوات في سوريا، رغم أن ذلك يجب أن يرضيهم، فنحن علينا أن نبقي الناس في المناطق التي تحت سيطرتنا، فـ2.5 مليون شخص لا يغادرون المنطقة بسبب وجود الجنود الأتراك في إدلب.
وأضاف أن أصدقاء بلاده في الغرب يتصرفون كأن تركيا قوة احتلال (في سوريا)، مشدداً على أن أنقرة لم تطمع في أراضي سوريا، لكنها اضطرت إلى اتخاذ هذه الخطوة من أجل أمنها وأمن السوريين في المنطقة. وتابع أن تركيا لاقت العقوبات بدل الشكر، لأنها أضرت بوجود امتداد حزب العمال الكردستاني في سوريا، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، رافضاً ادعاءات انتهاك تركيا للقانون الدولي في سوريا، قائلاً إن من ينتهك القانون الدولي هو النظام السوري والعمال الكردستاني (الوحدات الكردية).
وتساءل: «هل حلت هاتان المشكلتان؟ لماذا يتم التركيز على تركيا؟ فنحن لنا حق مشروع في الدفاع عن النفس هناك، فإذا تم الاعتراف بحق روسيا والولايات المتحدة في دخول سوريا، فنحن نمتلك الحق نفسه». وأوضح أن أنقرة وواشنطن تتعاونان في مجال مكافحة الإرهاب، لكن الولايات المتحدة «لا تأخذ احتياجات تركيا بالحسبان في مواضيع مثل دعمها للوحدات الكردية، وهذا لا يمكن قبوله»، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن، لم يدرك أن تركيا تنظر إلى الامتداد السوري للعمال الكردستاني (الوحدات الكردية) على أنه تهديد قومي.
وشدد كالين على أن إنهاء الحرب في سوريا مهمة المجتمع الدولي، قائلاً إن «روسيا وإيران تفكران بشكل مختلف في هذه المسألة، لكن رئيس النظام السوري بشار الأسد فقد الآن كل شرعيته»، مطالباً الأوروبيين بالضغط عليه بشكل أكبر.
في سياق متصل، أصدر الجيش التركي تعميماً إلى قواته في مناطق خفض التصعيد بشمال غربي سوريا بالرد المباشر على مصادر النيران في حال تعرض أي موقع أو نقطة تركية للقصف والاستهداف من قبل النظام السوري والميليشيات الداعمة له، كما أبلغ الفصائل السورية الموالية لأنقرة المسؤولة عن المدفعية والصواريخ بعدم الاستهداف العشوائي لمواقع النظام أو مناطق سيطرته إلا بعد مراجعة لجنة الارتباط وأخذ الإحداثيات منها، حيث قامت لجنة الارتباط التي تنسق بين القوات التركية وفصيلي هيئة «تحرير الشام» و«الجبهة الوطنية» للتحرير بالتنسيق حول استخدام السلاح الثقيل في حال تعرضت المنطقة لهجوم من قِبل النظام، حيث سيكون سلاح المدفعية لهيئة تحرير الشام، وراجمات الصواريخ للجبهة الوطنية للتحرير.
وتحتوي جميع نقاط القوات التركية على مدافع هاون من مختلف العيارات للتعامل الفوري مع أي هجوم يستهدفها. وعززت القوات التركية، أول من أمس، نقاطها المتقدمة على محاور القتال بـ37 دبابة ومدرعة بدءاً من جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، وصولاً إلى محاور ريف حلب الغربي، كما زادت قواتها الموجودة على محاور القتال إلى الضعف بعد إدخالهم من النقاط الخلفية، حيث عملت القوات التركية، خلال الفترة الماضية، على إخلاء جميع النقاط الداخلية من محافظة إدلب والانتشار على محاور القتال والنقاط الرئيسية من خلفها في ريفي إدلب الجنوبي وحلب الغربي.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان أمس (السبت)، إن الجيش يبذل قصارى جهده من أجل تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين السوريين في المناطق المحررة بشمال سوريا (مناطق سيطرة تركيا والفصائل الموالية لها).



وفيات الكوليرا في اليمن ترتفع 37 %

نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)
نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)
TT
20

وفيات الكوليرا في اليمن ترتفع 37 %

نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)
نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)

زادت الوفيات بالكوليرا في اليمن بنسبة 37 في المائة، في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات حكومية وأخرى أممية ارتفاع عدد الإصابات بمرض حمى الضنك إلى أكثر من 1400 حالة خلال أول شهرَيْن من العام الحالي، إذ احتلّت محافظة حضرموت الصدارة في عدد الإصابات المسجلة.

ووفق بيانات منظمة الصحة العالمية، تمّ رصد 1456 حالة اشتباه بحمى الضنك في المحافظات الجنوبية الشرقية من اليمن منذ بداية هذا العام، ولهذا دشنت حملة جديدة لمكافحة الحمى في 8 محافظات بدعم من إدارة الحماية المدنية وعمليات المساعدات الإنسانية التابعة للاتحاد الأوروبي، وبهدف القضاء على مواقع تكاثر البعوض الناقل للمرض.

وتظهر بيانات المنظمة أن المحافظات الجنوبية الشرقية من اليمن سجلت العام الماضي 9901 حالة إصابة بحمى الضنك، من بينها 9 وفيات، في حين أكدت دائرة الترصد الوبائي في مكتب الصحة في منطقة ساحل حضرموت تسجيل 331 حالة اشتباه بالإصابة بحمى الضنك والكوليرا والحصبة، منذ بداية هذا العام وحتى 4 مارس (آذار) الحالي.

وحسب بيان دائرة الترصد الوبائي، فإن أغلب حالات الإصابة كانت بحمى الضنك بعدد 167 حالة، وتصدّرت مدينة المكلا عاصمة المحافظة القائمة في عدد الإصابات المسجلة بـ68 حالة، تلتها مديرية بروم ميفع بـ40، وغيل باوزير بـ19، ثم حجر بـ15، وأرياف المكلا 14، وتوزّعت بقية الحالات على مديريات الديس وغيل بن يمين، والشحر.

التصدي للكوليرا في اليمن يتطلّب تدخلات عاجلة وشاملة (الأمم المتحدة)
التصدي للكوليرا في اليمن يتطلّب تدخلات عاجلة وشاملة (الأمم المتحدة)

وأظهرت البيانات الحكومية ارتفاع حالات الاشتباه بالكوليرا إلى 81 حالة، سجلت أغلبها في مديرية حجر بعدد 36 حالة، ثم مديرية بروم ميفع 32، ومدينة المكلا 4 حالات، ومثلها في غيل باوزير، في حين بلغت حالات الاشتباه بالحصبة 83 حالة، أغلبها في عاصمة المحافظة 23 حالة، ثم مديرية غيل باوزير بـ21، ثم مديرية الديس بـ17، والشحر 11 حالة، وتوزّعت بقية الحالات على بقية مديريات ساحل حضرموت.

تعافي الحالات

مع ذلك، أكدت دائرة الترصد الوبائي أن نحو 99 في المائة من حالات الإصابة المسجلة بهذه الأمراض تماثلت للتعافي، بعدد 329، في حين تبيّن أن 57 في المائة من حالات الحصبة كانت لمصابين غير مطعّمين ولم يتلقوا أي جرعة من اللقاحات.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد ذكرت أن اليمن يتحمّل العبء الأكبر من حالات الإصابة بالكوليرا على الصعيد العالمي، مشيرة إلى أن البلاد عانت من سريان الكوليرا بصفة مستمرة لسنوات عديدة، وسجلت بين عامي 2017 و2020 أكبر فاشية للكوليرا في التاريخ الحديث.

57 % من حالات الإصابة بالحصبة في اليمن كانت لأطفال غير مطعّمين (الأمم المتحدة)
57 % من حالات الإصابة بالحصبة في اليمن كانت لأطفال غير مطعّمين (الأمم المتحدة)

وبيّنت أنه حتى 1 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أبلغ اليمن عن 249 ألف حالة مشتبه في إصابتها بالكوليرا، وحدوث 861 وفاة مرتبطة بهذا المرض منذ بداية العام الماضي. وذكرت أن هذا العدد يشكّل 35 في المائة من العبء العالمي للكوليرا، و18 في المائة من الوفيات المبلغ عنها عالمياً.

وقالت المنظمة الأممية إن عدد الحالات والوفيات المبلغ عنها ارتفع قبل نهاية العام الماضي بنسبة 37 في المائة و27 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الذي سبقه، وأعادت أسباب ارتفاع أرقام الإصابات والوفيات إلى إضافة بيانات أكثر تفصيلاً من جميع المحافظات اليمنية.

نقص التمويل

أكد ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها لدى اليمن، أرتورو بيسيغان، أن فاشيات الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا والإسهال المائي الحاد، تفرض عبئاً إضافياً على النظام الصحي الذي يعاني بالفعل من فاشيات أمراض متعددة.

وقال إن على المنظمة والجهات الفاعلة في مجال العمل الإنساني أن تبذل جهوداً مضنية لتلبية الاحتياجات المتزايدة في ظل النقص الحاد في التمويل. ونبه إلى أن «عدم الحصول على مياه الشرب المأمونة، وسوء ممارسات النظافة العامة في المجتمعات المحلية، ومحدودية فرص الحصول على العلاج في الوقت المناسب؛ تزيد من عرقلة الجهود الرامية إلى الوقاية من المرض ومكافحته».

صغار السن أكثر عرضة للإصابة بالإسهالات الحادة والكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)
صغار السن أكثر عرضة للإصابة بالإسهالات الحادة والكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)

وذكر المسؤول الأممي أن التصدي للكوليرا في اليمن يتطلّب تدخلات عاجلة وشاملة تشمل التنسيق، والترصد، والقدرات المختبرية، والتدبير العلاجي للحالات، ومبادرات المشاركة المجتمعية، والمياه والصرف الصحي والنظافة العامة، والتطعيمات الفموية ضد الكوليرا، مشيراً إلى أن الاستجابة للكوليرا في اليمن تواجه فجوة تمويلية قدرها 20 مليون دولار.

تدريب وتطعيم

وفق بيانات المنظمة الأممية، أُغلق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية الفموية، بسبب نقص التمويل خلال العام الماضي، وقد دعّمت المنظمة أكثر من 25 ألف بعثة لفرق الاستجابة السريعة لاستقصاء الإنذارات وبدء تدابير المكافحة على المستوى المحلي، ووفّرت الكواشف واللوازم المختبرية لدعم جهود تأكيد حالات العدوى في 12 مختبراً مركزياً للصحة العامة.

وقالت المنظمة إنها اشترت الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية وإمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة والوقاية من العدوى ومكافحتها ووزّعتها على المرافق الصحية، ومنها مراكز علاج الإسهال الثمانية عشر المدعومة من المنظمة.

وإلى جانب ذلك، درّبت منظمة الصحة العالمية أكثر من 800 عامل، ودعّمت وزارة الصحة العامة والسكان بحملة تطعيم فموي ضد الكوليرا لتوفير الحماية لنحو 3.2 مليون شخص في 34 مديرية في ست محافظات يمنية.