قبائل البيضاء تفشل محاولة للحوثيين لاجتياح شبوة وأبين

مصادر قبلية تؤكد لـ«الشرق الأوسط» مقتل نجل القيادي الحوثي محمد علي الحوثي

قبائل البيضاء تفشل محاولة للحوثيين لاجتياح شبوة وأبين
TT

قبائل البيضاء تفشل محاولة للحوثيين لاجتياح شبوة وأبين

قبائل البيضاء تفشل محاولة للحوثيين لاجتياح شبوة وأبين

تجددت المواجهات بين المسلحين الحوثيين ورجال القبائل في منطقة قانية، جنوب محافظة مأرب، أمس، سقط فيها قتلى وجرحى من الجانبين بينهم قيادي حوثي.
وأكدت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» مقتل نجل القيادي الحوثي محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة العليا الثورية للحوثيين، وجرح وأسر عدد آخر من المسلحين الحوثيين بالإضافة إلى مقتل أحد مسلحي القبائل وإصابة 3 منهم إصابة أحدهم توصف بالخطيرة، خلال تجدد المواجهات بين الجانبين.
وبحسب المصدر فإن انهيار الهدنة بين الجانبين حدث بعد تسلل أحد الأطقم الخاصة بالحوثيين إلى منطقة المطارح القبلية التابعة لقبائل مأرب في قانية.
وقالت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين المدعومين من وحدات عسكرية موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، فتحوا جبهات جديدة للدخول إلى محافظتي شبوة وأبين في جنوب البلاد، في الوقت الذي تشهد فيه جبهة الضالع مواجهات ضارية أسفرت عن سقوط عشرات القتلى من الحوثيين وبعض المواقع العسكرية الموالية لصالح، وذكرت المصادر أن المقاتلين القبليين في محافظة البيضاء، تصدوا للقوات المهاجمة في شبوة وأبين، وأكدت المصادر أن الجبهات شهدت مواجهات هي الأعنف، وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين وقبائل البيضاء، في حين انهارت الهدنة بين قبائل مأرب والحوثيين، واندلعت، أمس، مواجهات مسلحة بين الطرفين في منطقة قانية.
وأشارت المصادر إلى أن معارك طاحنة بدأت صباح أمس واستمرت حتى المساء، بين الحوثيين المدعومين بوحدات عسكرية موالية للرئيس السابق، وبين قبائل آل عواض في مديرية نعمان، الواقعة في الشمال الشرقي من مدينة البيضاء وتبعد عنها 100 كيلومتر، وتقع على الحدود الفاصلة بين محافظة شبوة والبيضاء، وبحسب المصادر، فقد بدأت المواجهات التي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بعد تقدم الحوثيين مدعومين بوحدات عسكرية من الجيش موالية لصالح، بهدف الدخول إلى مديرية بيحان التابعة لمحافظة شبوة الجنوبية، وهو ما دعا قبائل آل عواض بقيادة الشيخ علي عبد ربه العواضي، الذي قتل نجله جونه و10 من رفاقه، أثناء تصديهم للمسلحين، فيما قتل من الحوثيين 30 مسلحا وجرح العشرات، بحسب المصادر.
ودارت مواجهات أخرى في منطقة مكيراس جنوب البيضاء، بين اللجان الشعبية القبلية وبين اللواء 117 مشاة (المجد)، الموالي للحوثيين والرئيس السابق، وأسفرت المواجهات عن قتلى وجرحى لم يعرف عددهم من الجانبين، ومديرية مكيراس تتبع إداريا محافظة البيضاء، بعد أن كانت ضمن محافظة أبين الجنوبية، وتعد محافظة شبوة من أهم المحافظات اليمنية الحيوية إذ يقع فيها منابع النفط وتنتج 80 ألف برميل، إضافة إلى ميناء بلحاف، وهو الميناء الرئيسي لتصدير الغاز المسال، فيما تكمن أهمية محافظة أبين في كونها مجاورة لمدينة عدن ومسقط رأس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ودارت فيها مواجهات عنيفة مع تنظيم القاعدة التي كان سيطر قبل سنوات على بعض مدنها وتم طرده منها من قبل الجيش.
وذكرت مصادر قبلية في محافظة مأرب أن الحوثيين تكبدوا خسائر فادحة على يد مقاتلين من قبيلة مراد، في مواجهات اندلعت مساء أول من أمس، وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين خرقوا اتفاق الهدنة، في منطقة قانية على الحدود الفاصلة بين محافظتي مأرب والبيضاء، وحاولوا التوغل بعدد من الأطقم، لكن القبائل تصدت لهم وحاصرتهم، ما أسفر عن مقتل اثنين من الحوثيين بينهم قائد ميداني وجرح آخر، ومن القبائل قتل شخص، وأشارت المصادر إلى أن القيادي الحوثي وجد بحوزته «خرائط تحديد المناطق ووثائق هامة لم يكشف عنها».
وفي جبهة الضالع بالجنوب، ارتفعت حدة المواجهات العسكرية بين القوات الموالية للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي والقوات التابعة للمتمردين صالح والحوثي، وذلك عقب الهجمات الجوية التي شنها طيران التحالف المؤيد للرئيس الشرعي هادي على قواعد جوية وعسكرية للمتمردين في صنعاء والحديدة وصعدة حيث كانت عملية «عاصفة الحزم» بدأت في الساعة الأولى من صباح أمس الخميس.
وفي العاصمة المؤقتة عدن بدأت المقاومة الشعبية وبدعم ومساندة من قوات الجيش الموالية للرئيس هادي معركة استعادة للمناطق التي تمت السيطرة عليها من القوات المؤيدة الحوثيين وصالح والتي كانت متموضعة في معسكر بدر الملاصق لمطار عدن وكذا في مناطق مختلفة محيطة بعدن، وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن معركة استعادة المطار بدأت، أمس، وأسفرت عن دحر مدرعات ومصفحات «اللواء 56» المرابط في معسكر بدر الواقع جزؤه الأمامي في نطاق مساحة المطار المدني، وأضاف المصدر العسكري أنه وبعد انسحاب هذه القوات من المطار والمعسكر عامة عادت بعض منها مسنودة بميليشيات حوثية وأمنية لتسيطر على المطار مستغلة حالة الفراغ الناجمة عن تقدم اللجان الشعبية وقوات الجيش والأمن التي قال إنها تخوض معركة متقدمة في تخوم عدن ولحج وتمكنت خلالها من إجبار القوات الواصلة إلى مشارف دار سعد والشيخ عثمان والمنصورة شمالا على التقهقر والانسحاب فيما المعركة ما زالت محتدمة ومنذ ما قبل ظهر أمس الخميس بين القوات المساندة للشرعية وقوات المتمردين في منطقة الحسوة غرب عدن وتحديدا في المحمية الطبيعية التي انسحبت إليها دبابات اللواء 56 المنسحبة صباحا من معسكرها بجوار مطار عدن الدولي.
وأكد شهود عيان في محافظة لحج المتاخمة لعدن من الناحيتين الشمالية والغربية لـ«الشرق الأوسط» مشاهدتهم لثلاث مصفحات وهي محترقة في الخط الرئيسب علاوة على رؤيتهم جحافل المتمردين وهي لائذة بالفرار مخلفة وراءها معدات وعتادا متوسطا وثقيلا.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.