وزير الداخلية التونسي: تفادينا مقتل 300 شخص في الهجوم الإرهابي على متحف باردو

هولاند وعباس سيشاركان في المسيرة الدولية المنددة بالإرهاب بعد غد

وزير الداخلية التونسي:  تفادينا مقتل 300 شخص في الهجوم الإرهابي على متحف باردو
TT

وزير الداخلية التونسي: تفادينا مقتل 300 شخص في الهجوم الإرهابي على متحف باردو

وزير الداخلية التونسي:  تفادينا مقتل 300 شخص في الهجوم الإرهابي على متحف باردو

كشف محمد ناجم الغرسلي وزير الداخلية التونسي عن طبيعة الأحزمة الناسفة التي كان يحملها الإرهابيان جابر الخشناوي وياسين العبيدي، خلال هجومهما على متحف باردو يوم 18 مارس (آذار) الحالي. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده يوم أمس بمقر الإدارة العامة لوحدات التدخل في ثكنة بوشوشة القريبة من متحف باردو، إنها كانت تحتوي على مادة سريعة التفجير، وهي أخطر مادة تفجير في العالم إذ إن سرعة امتدادها تبلغ على حد قوله 8850 مترا في الثانية. وأضاف أن تلك المادة تعرف تحت اسم «سامتاكس»، وهي ذات استعمال عسكري، وليس استعمالا أمنيا.
وأكد أن تونس تفادت آثار كارثة حقيقية لو انفجرت تلك المادة الخطيرة في متحف باردو. وتحدث الغرسلي عن تفادي البلاد مقتل 300 شخص على الأقل بفضل التدخل السريع لقوات مكافحة الإرهاب في مسرح العملية الإرهابية، وسرعة التخلص من العنصرين الإرهابيين.
ونفى المصدر ذاته وجود أي وثيقة أمنية مسبقة تتحدث عن وجود مخطط إرهابي يستهدف متحف باردو. وصرح في المقابل بأن الوثيقة التي تحدثت عن طلب تعزيزات أمنية في محيط متحف باردو «ترتيبية بالأساس، وهي ترد على مصالح وزارة الداخلية من مختلف مناطق تونس لطلب تعزيزات، وأنها لا تشير إلى وجود مخطط إرهابي»، كما أشارت إلى ذلك وسائل إعلام محلية.
ونفى الغرسلي بذلك تهمة التقصير عن الأجهزة الأمنية التونسية في تفادي الهجوم الإرهابي على متحف باردو.
وكان الهجوم الإرهابي الذي استهدف النائب البرلماني التونسي محمد البراهمي في 25 يوليو (تموز) 2013 مسبوقا بتحذير استخباراتي حول إمكانية تعرضه للهجوم الإرهابي. وقد وردت وثيقة التحذير قبل 11 يوما من حدوث عملية الاغتيال دون أن تتخذ السلطات الأمنية ما يكفي من الاحتياطات».
وفي السياق ذاته، نفى الغرسلي مغادرة أي شخص، سواء أكان تونسيا أم أجنبيا متحف باردو يوم وقوع الهجوم الإرهابي دون الخضوع لعمليات التحري الأمنية. وقال إن عدة أشخاص بقوا على ذمة الوحدات الأمنية إلى حدود التاسعة ليلا. وكانت بعض وسائل إعلام تونسية قد تحدثت عن تهريب منتقبتين في سيارة تابعة للأمن الرئاسي لحظات قليلة بعد حصول المواجهات المسلحة، وهو ما نفته وزارة الداخلية ومختلف الأجهزة الأمنية.
وقال الغرسلي إن الوحدات المختصة في مجال مكافحة الإرهاب والوحدات المختصة التابعة للشرطة تمكنت من القبض على أكثر من 23 متهما، حيث أثبتت الأبحاث أن العناصر الإرهابية المشاركة في الهجوم الإرهابي قد انقسمت إلى 4 مجموعات، وكلفت مجموعة أولى بالرصد والمراقبة، فيما أسندت للمجموعة الثانية مهام تقديم الدعم، وأوكلت لمجموعة ثالثة مهمة التخطيط، فيما تولت المجموعة الأخيرة مهمة تأمين خروج المجموعة الإرهابية بعد التنفيذ.
وبين وزير الداخلية أن الأبحاث ما زالت جارية للقبض على عدد من الفارين، ومن بينهم مغربيان وجزائري.
وأكد مجددا على أن الجزائري خالد الشايب الملقب بـ«لقمان أبو صخر» هو الرأس المدبر للعملية الإرهابية التي استهدفت متحف باردو. وأردف المصدر ذاته أن رئيس الخلية التي نفذت العملية الإرهابية هو التونسي أمين القبلي، وقد تم إيقافه، وأحيل جميع المتهمين أمس على أنظار العدالة.
ووجهت للجزائري خالد الشايب في وقت سابق تهمة الوقوف وراء ذبح العسكريين التونسيين خلال صائفتي 2013 و2014، وهو يقود مجموعة من العناصر الإرهابية المسلحة ضمن كتيبة عقبة بن نافع التي تتحصن في الجبال الغربية للبلاد.
وبالمناسبة نفسها، أعلن وزير الداخلية عن الحصيلة النهائية لضحايا الهجوم الإرهابي على متحف باردو، وقال إن عدد السياح الأجانب الذين لقوا حتفهم بلغ 20 ضحية: 5 إيطاليين و3 يابانيين و3 بولونيين، و2 من فرنسا و2 من كولومبيا و2 من إسبانيا إضافة إلى روسية واحدة وبلجيكي وبريطاني. وأشار إلى أن عدد الجرحى كان في حدود 43 جريحا وقد غادر معظمهم المستشفيات التونسية.
على صعيد متصل، تستعد تونس بعد غد (الأحد) لتنظيم مسيرة دولية منددة بالإرهاب. وقد كان هذا الموضوع محل تشاور بين الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي والحبيب الصيد رئيس الحكومة.
وإثر اللقاء، قال الصيد إن عددا مهما من الرؤساء والشخصيات الدولية ستشارك في مسيرة الأحد التي حدد مسار انطلاقها من باب سعدون في اتجاه متحف باردو، ومن بينهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وماتيو رينزي رئيس الحكومة الإيطالية إلى جانب كثير من رؤساء البرلمانات في العالم.
وكانت لورا باييزا رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في تونس قد زارت، أمس، متحف باردو صحبة عدد من سفراء الاتحاد المعتمدين في تونس، وقالت إن الاتحاد الأوروبي سيقدم برنامج دعم بقيمة 25 مليون يورو لفائدة وزارة الداخلية التونسية بهدف مساعدتها على مكافحة الإرهاب.
كما أعلنت عن برنامج دعم لفائدة وزارة الثقافة التونسية والمحافظة على التراث بقيمة 10 ملايين يورو.
في غضون ذلك، قال أحمد زروق المتحدث باسم مجلس الوزراء التونسي في تصريح إعلامي إن مشروع قانون مكافحة الإرهاب وغسل الأموال الذي أحيل إلى البرلمان التونسي، يتضمن 60 فصلا قانونيا، وينص على عقوبات مشددة تصل إلى حد الإعدام، وهو كذلك يجرم الانتماء إلى أي تنظيم إرهابي سواء أكان داخل تونس أو خارجها.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».