ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، زيارته المقررة لعيادة تطعيم لقاح كورونا في مدينة أم الفحم أمس الجمعة، بسبب انطلاق فعاليات ومظاهرات تقام فيها وفي مختلف البلدات العربية في الذكرى السنوية الحادية والعشرين لـ«هبة الأقصى» والزيارات التي تقام إلى أضرحة 13 قتيلا، بينهم ثلاثة من أم الفحم نفسها.
وقد كان بنيت سيزور البلدة، التي تعتبر ثالث أكبر المدن العربية في إسرائيل بعد الناصرة ورهط، برفقة شريكه في الائتلاف الحكومي، النائب منصور عباس رئيس القائمة الموحدة للحركة الاسلامية. وقد انتبهوا في اللحظة الأخيرة لهذا التاريخ. فسارعت القائمة الموحدة تعلن عن إلغاء الزيارة، «بسبب الحساسية في المجتمع العربي في هذا اليوم خاصة الذي يحيي فيه المجتمع العربي ذكرى أحداث أكتوبر عام 2000 والتي قتل فيها 13 مواطنا عربيا بنيران الشرطة خلال مواجهات وقعت في أنحاء مختلفة من البلاد».
وأثار هذا البيان ضجة كبرى في اليمين الإسرائيلي وانتقده حتى رفاق بنيت في حزب «يمينا». واتهم حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو بنيت بكلحة المشاعر، قائلاً «لا حدود لتنازلات بنيت للحركة الإسلامية». فسارع الناطق بلسان بنيت يعلن أن «زيارة رئيس الوزراء ألغيت بعد أن اتضح أنها لن تساهم في تشجيع السكان على التطعيم الأمر الذي كان أحد أهدافها المركزية».
وكانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد، بقيادة النائب السابق محمد بركة، قد دعت إلى «أوسع مشاركة في مسيرة الذكرى الـ21 لهبة القدس والأقصى، وذلك بزيارة أضرحة الشهداء والنصب التذكارية وتنظيم الفعاليات في المدارس لإطلاع الأجيال الجديدة على تاريخ شعبنا ومسيرته النضالية وتنظيم المسيرات وعقد الندوات». وبدأت هذه الفعاليات أمس وستختتم اليوم السبت بمهرجان سياسي كبير في مدينة سخنين.
وقالت المتابعة في بيان لها إن «عنوان إحياء الذكرى هذا العام، هو التصدي لاستفحال الجريمة في المجتمع العربي، إلى جانب العناوين المركزية لهبة القدس والأقصى، والأسباب التي قادت لاندلاعها، وفي أساسها اعتداءات الاحتلال على القدس والمسجد الأقصى المبارك، وعلى شعبنا عامة، وهي اعتداءات لم تتوقف في أي يوم بل تتواصل وتستفحل». وأضافت أن «الجريمة في المجتمع العربي بدأت تستفحل بشكل متصاعد خاصة بعد هبّة القدس والأقصى، حينما رأت المؤسسة الحاكمة، أن الجريمة واستفحالها وسيلة لضرب مجتمعنا العربي، بعدما أظهر مجددا وقفته البطولية مع شعبه، في أيام الهبة تلك. ومنذ ذلك الحين الجريمة تسجل ذروة بعد ذروة، دون أي فعل حقيقي على الأرض من جانب المؤسسة الحاكمة، التي تنثر الكلام، والخطط الخاوية، مع غياب نيّة حقيقية لوقف شلال الدم الذي لا يتوقف».
من جهته، أصدر مركز عدالة القانوني لحقوق الأقليّة العربيّة في إسرائيل بيانا قال فيه إنه «في الأول من أكتوبر عام 2000، وعلى خلفية سقوط الشهداء والجرحى والمسيرات والمظاهرات الحاشدة في الضفة الغربية والقدس، انطلقت مسيرات ومظاهرات الغضب في الداخل، والتي قُتل فيها 13 شابًا وأصيب المئات في النقب والمثلث والجليل برصاص قوات وقناصة الشرطة الإسرائيلية، التي لم تتغير سياستها ولا تزال تقمع أبناء شعبنا حتى اليوم وآخرها كان خلال هبة الكرامة في شهر مايو (أيار) الماضي». وأضاف: «لقد بدأت هبة الكرامة بعد تأجج الاعتداءات على سكان حي الشيخ جراح ومحاولات اقتلاعهم من منازلهم وتهويد الحي على يد الحركات الاستيطانية بحماية قوات الأمن الإسرائيلية، والتي اعتدت بدورها على المتظاهرين وعلى المصلين في المسجد الأقصى وباب العامود، وقمعت المظاهرات والاحتجاجات السلمية مستخدمة العنف المفرط، وسمحت لقطعان المستوطنين واليهود المتطرفين بالاعتداء على أبناء شعبنا في الداخل واعتقلت الشرطة، بمساعدة جهاز الأمن العام (الشاباك)، قرابة 2000 فلسطيني بحملة ترهيبية تهدف لردعهم عن ممارسة حقهم الشرعي في الاحتجاج. وشملت هذه الحملة، في بعض الحالات، تعذيبًا للمعتقلين كما حدث في مركز شرطة المسكوبية في الناصرة».
«فلسطينيو 48» يحيون ذكرى ضحايا «هبة الأقصى»
بنيت يلغي زيارة لأم الفحم
«فلسطينيو 48» يحيون ذكرى ضحايا «هبة الأقصى»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة