هل يخضع «الديربي التاريخي» لمقاييس فنية؟

خبراء شاركوا في مباريات سابقة: تفاصيل صغيرة تغيّر النتائج

جانب من تدريبات الاتحاد الأخيرة (الشرق الأوسط)
جانب من تدريبات الاتحاد الأخيرة (الشرق الأوسط)
TT

هل يخضع «الديربي التاريخي» لمقاييس فنية؟

جانب من تدريبات الاتحاد الأخيرة (الشرق الأوسط)
جانب من تدريبات الاتحاد الأخيرة (الشرق الأوسط)

أكد نجوم سعوديون شاركوا في ديربي جدة أن مباراة الاتحاد والأهلي اليوم الجمعة ضمن مباريات الجولة السابعة من بطولة الدوري السعودي للمحترفين لن تخضع لأي مقاييس فنية من حيث العناصر والوضع الذي عليه كل فريق، بل إن هناك عوامل أخرى تتحكم في مسار مثل هذه المباريات.
وبين اللاعبون في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن مواجهات الاتحاد والأهلي تاريخيا له نكهتها وقيمتها وتشهد الكثير من الأحداث التي يعقبها تغيير مسار الفريقين، حيث يتأثر الخاسر فيما وينتعش الفائز ويسير في بقية المباريات بشكل أفضل مما يعني أن مثل هذه المباريات تمثل انطلاقة للفريق الفائز وحتى لبعض عناصره من اللاعبين وإن كانوا غير مصنفين بكونهم يملكون تأثيرا كبيرا في الفريق قبل تلك المباراة.
واعتبروا أن تفوق الاتحاد حاليا من الناحية الفنية والمعنوية وتصدره لجدول الدوري لا يعني أنه سيواجه الأهلي مستسلما للخسارة رغم أن الأهلي يعيش فترة سلبية، حيث لم يحقق أي فوز وتلقى خسارة في مباراته الأخيرة ضد الفيحاء الصاعد، مجددين التأكيد على أن المباراة خارج الحسابات والمعايير رغم وجود عناصر مميزة يمكن أن يكون ظهورها بمستواها الفني مؤثرا يتقدمهم البرازيلي كوناردو الذي سيشارك للمرة الأولى.
وقال أحمد جميل قائد فريق الاتحاد السابق إن مباريات الاتحاد والأهلي لا تخضع للمقاييس الفنية والحسابات على الورق، بل إن هناك عوامل أخرى تتحكم فيها وفي مقدمتها الجانب النفسي والحضور الذهني والمعنوي.
وأضاف «تاريخيا ومن خلال مشاركاتي في الكثير من مباريات الديربي لا تلعب الأمور الفنية الدور الأكبر في تحقيق الفوز لأي فريق، بل تحضر العديد من المفاجآت التي لا تكون في الحسبان ويكون الفريق الأفضل فنيا قبل المباراة تحت ضغوط وقد لا يوفق على عكس الفريق الآخر وهذا ما حضر في عدة مواجهات».
وشدد النجم الدولي السابق على أنه على لاعبي الاتحاد ألا ينجرفوا ويتأثروا بالجوانب الإعلامية والترشيحات الكبيرة المنصبة تجاههم، بل عليهم العمل على الفوز فعليا، خصوصا أن الأهلي يضم أسماء لها قيمتها الفنية وليس من السهولة بمكان ضمان الفوز أمامه بغض النظر عن الظروف الحالية بالفريقين. وأشار إلى أن الأسماء المحلية والأجنبية بالفريقين مؤثرة فنيا، ولذا لا يمكن تسمية أحد ونسيان الآخر بكونه من يرجح كفة هذا الفريق عن الآخر.
وأكد جميل على أن الاتحاد متصدر وهو في وضع مميز ويجب أن يحافظ على توازنه وتفوقه الحالي من خلال الفوز في المباراة وتعزيز صدارته.
وعبر عن تفاؤله بأن يكون الاتحاد في يومه ويواصل الصدارة من خلال ملعب الأمير عبد الله الفيصل الذي شهد أكثر البطولات الاتحادية التي تحققت في مدينة جدة، بل إنه يتصدر الأندية السعودية في ذلك، ولذا سيكون الملعب في هذا الملف «فأل خير» على الاتحاد.
أما محمد الدشيشي لاعب الأهلي السابق فقد عبر عن تفاؤله بأن تشهد المباراة القادمة العودة لفريقه السابق من خلال الفوز في المباراة على الغريم التقليدي. وأضاف «في مثل هذه المباريات لا يمكن التكهن بالنتيجة أو الأحداث التي يمكن أن تخدم فريقا على آخر، وبغض النظر عن مستوى كل فريق حاليا».
وزاد بالقول: «فاز الأهلي في وقت كان الاتحاد أقل منه فنيا والعكس ولذا الأمور النفسية هي من تتحكم في هذا الجانب، وكما يعلم الجميع أن الاتحاد ظل في السنوات الأخيرة متراجعا، ولكن لم تكن مواجهات الأهلي أمامه سهلة مع وجود الفوارق الفنية حينها.
وبين الدشيشي الذي بات مقيما فنيا في الكرة الآسيوية أن بعض المباريات لا يمكن التكهن بما يمكن أن يحدث فيها ومنها مباراة الأهلي والاتحاد ولذا قد تحصل تفاصيل صغيرة تغير مجريات اللقاء وتخدم فريقا وتخذل آخر.
وعاد ليؤكد أن هناك تكافؤا في العناصر بين الفريقين من اللاعبين وقد يبرز عدد من الأسماء الجديدة التي ترى مثل هذه المباريات فرصة كبيرة من أجل لفت الأنظار مجددا التفاؤل بأن يحصد فريق الأهلي النقاط الثلاث، ويحقق الفوز الأول له وينطلق في بطولة الدوري بشكل حقيقي.
من جانبه، اعتبر علاء رواس مدرب الحراس في المنتخب السعودي ونادي الاتحاد سابقا أن الفريقين يضمان حارسين على مستوى عال هما الأفضل في فرق الدوري، حيث يضم الاتحاد أفضل حارس أجنبي غروهي فيما يضم الأهلي أفضل حارس سعودي محمد العويس. وبين أن في مباريات الديربي يتفوق العامل النفسي على الجانب الفني والحسابات على الورق، ولذا لا يمكن القول إن العناصر في هذا الفريق أو ذاك ستجير له الفوز الأكيد.
وأشار إلى أن الاتحاد يتفوق نسبيا بوجود غروهي وبقية العناصر الموجودة لدى المدرب كونترا إلا أن ذلك لا يضمن له تحقيق الفوز مع وجود تفوق يمكن أن يتم استغلاله في حال قدم كل لاعب كل ما لديه ونجح في تجاوز الظروف النفسية التي تتحكم في مثل هذه المباريات.
وبين أنه تاريخيا قد يكون هناك فريق متفوق قبل المباراة لكنه يخسر من الفريق الأقل، وبالتالي كل التفاصيل لا يمكن أن تحضر في هذه المباريات.
وأوضح أن التجهيز لهذه المباريات يكون قبل أسبوع على الأقل من النواحي النفسية والفنية، فيما يتم عمل توجيهات خاصة للحراس تتعلق بعرض قوة الفريق المنافس ولاعبيه في خط الهجوم خصوصا وكيفية تسجيلهم للأهداف واستغلال الكرات العرضية وكيفية تصرف الحارس معها وهذا أمر مهم يخضع له الحارس قبل هذا النوع من المباريات وإن كانت مطلوبة بشكل دائم من خلال قراءة المنافسين وعناصر القوة لديهم في كل مباراة.
وجدد التأكيد على أن الاتحاد أقرب للفوز وهذا ليس مقياسا على تراجع الأهلي بل لوجود كافة العوامل التي تجعل من الاتحاد قادرا على الفوز.
من ناحية أخرى، قال علي كميخ المدرب الوطني والمحلل الفني إن مباريات الديربي لا يمكن أن تخضع لأي أحكام مسبقة بل إن هناك أسماء جديدة قد تنطلق من خلال تلك المباراة، وبالتالي يكون الدافع فيها عاليا جدا لدى اللاعبين الشبان من أجل تقديم الأفضل.
وأضاف «الجميع يعلم أن مثل هذه المباريات تحظى بمتابعة واهتمام واسع جدا من وسائل الإعلام والجمهور، ولذا يستخدم هذا الجانب من قبل إدارات الأندية والمدربين لتحفيز لاعبيهم للظهور بأفضل ما لديهم مما يعزز فرص ظهور أسماء جديدة في هذا الديربي تضع بصمة تاريخية في هذا الديربي.
واعتبر أن الفريقين عناصريا متساويان خصوصا في حال مشاركة المهاجم عمر السومة في المباراة، حيث إنه سيعزز القوة الهجومية مع وجود أسماء لها قيمة فنية عالية في الأهلي وفي مقدمتهم الحارس الدولي محمد العويس. كما أن الاتحاد يزخر بكوكبة من النجوم بات أبرزهم حاليا البرازيلي كورنادو الذي سيكون له الظهور الأول، يضاف إليه العناصر الأخرى من الأسماء المحلية والأجنبية المميزة بداية من الحارس غروهي وانتهاء بالمهاجم رومارينهو.
وشدد كميخ على أن الجميع موعود بديربي على أعلى مستوى خصوصا أن المباراة ستقام على ملعب تاريخي محبب للفريقين تحديدا وشهد الكثير من المناسبات التي جمعتهما وكذلك الأفراح التي عاشها كل فريق على ملعب الأمير عبد الله الفيصل الذي أعيد تجديده وتأهيله لاحتضان الديربي.



بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟