بنيت منزعج من لقاء وزراء «ميرتس» في حكومته مع عباس

استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت، قرار البيت الأبيض رفض طلب فلسطيني بعقد لقاء بين الرئيس جو بايدن ونظيره الفلسطيني محمود عباس، ليبدي انزعاجه من وزراء حزب «ميرتس» في حكومته، الذين أبلغوه نيتهم التوجه إلى رام الله، الأسبوع المقبل، بغرض لقاء عباس وغيره من قادة السلطة.
وقال مقرب من بنيت، إنه لا يرغب، في هذه المرحلة، في منع وزراء في حكومته من إجراء لقاءات في رام الله، خصوصاً أنه كان قد سمح بذلك لوزير الأمن، بيني غانس، الذي التقى الرئيس عباس قبل أسابيع. ولكنه طلب التقليل من هذه اللقاءات والحذر من أن يفسرها الفلسطينيون بشكل خاطئ.
ونقل على لسانه القول: «نحن متفقون في هذه الحكومة على ألا يتدخل أي طرف بعمل وبرامج الطرف الآخر. فأنا لا أؤيد قيام دولة فلسطينية، ولكنني لا أبني سياسة الحكومة على أساس هذا الموقف. وحزب ميرتس يؤيد قيام الدولة الفلسطينية، وأنا لا أتدخل في شؤونهم ولا أحاول ثنيهم عن طريقهم. هذه حكومة مبنية على الاحترام المتبادل للاختلافات الفكرية. بيد أن أحداً لا يفرض على الحكومة موقفه، فالرئيس الأميركي أيضاً يؤيد قيام دولة فلسطينية، ولكنه رفض استقبال أبو مازن في هذا الوقت، حتى لا يشوش الموقف على قضايا أخرى».
وكانت قيادة حزب ميرتس اليساري، قد تلقت دعوة من الرئيس عباس للقائه في رام الله، فقرر الحزب إرسال رئيسه وزير الصحة، نتسان هوروفتش، ووزير التعاون الإقليمي، عيساوي فريج، وعدد من النواب والنشطاء. وقال هوروفتش لرفاقه في قيادة الحزب، إن «اللقاء مع عباس جاء ليقوي الروابط بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذين يؤمنون بحل الدولتين. الفرق بيننا وبين بقية السياسيين الإسرائيليين، هو أننا ننصت لشكاوى الفلسطينيين ونحاول التعاطف مع آلامهم. هناك إحباط شديد في الشارع الفلسطيني وكذلك لدى القيادة، وشبه يأس من إمكانية التقدم على طريق حل الدولتين. ويخطئ الإسرائيلي الذي يتجاهل صرخة الرئيس الفلسطيني، ليس من أجله بل من أجلنا. فنحن في إسرائيل لن نستفيد أبداً من الغضب الفلسطيني والإحباط الفلسطيني، وينبغي الحرص على استمرار الحوار بيننا كي نحدث انعطافاً في العلاقات».
يذكر أن تقريراً إسرائيلياً نشر في تل أبيب، مساء الأربعاء، أفاد بأن البيت الأبيض رفض طلباً فلسطينياً لعقد لقاء بين الرئيس الأميركي بايدن، والرئيس الفلسطيني عباس، على هامش فعاليات الدورة الـ76 للجمعية العامة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك. وقال موقع «واللا» الإخباري، نقلاً عن مصادر إسرائيلية، إن الرفض الأميركي «هو خطوة استثنائية تدل مرة أخرى على مدى ثانوية القضية الفلسطينية بالنسبة لأولويات السياسة الخارجية».
وقال التقرير إن الرئيس الفلسطيني كان قد بحث مع مساعديه، قبل بضعة أسابيع، موضوع سفره إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتوجه مساعدوه إلى البيت الأبيض وفحصوا ما إذا كان ممكناً عقد الاجتماع مع بايدن في نيويورك، أو بعد انتهاء الدورة، في واشنطن. وتلقوا جواباً سلبياً. وقال الأميركيون إن وقت الرئيس مضغوط وإنه لا ينوي عقد اجتماعات على هامش فعاليات الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وإنه سيكتفي بزيارة قصيرة إلى مقر الأمم المتحدة لإلقاء خطابه، وإن الجدول الزمني لا يسمح بإجراء اجتماع في واشنطن.
وأكد التقرير أن الرئيس الفلسطيني ومستشاريه لم يرتاحوا للرد الأميركي، وقرروا عدم السفر إلى نيويورك للمشاركة في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأرسلوا خطاب عباس مسجلاً. ولم يستبعد الإسرائيليون أن تكون لهجة عباس الحادة في الخطاب، مرتبطة بالتصرف الأميركي، علماً بأنه هدد بسحب الاعتراف بإسرائيل، بقوله: «أمام سلطات الاحتلالِ الإسرائيلي عام واحد لتنسحبَ من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذُ عام 1967، بما فيها القدسُ الشرقية. وإلا فإنه لن تكون هناك جدوى من الاعتراف بإسرائيل».
في السياق، نقل موقع «واللا»، أن المبعوث الأميركي للعلاقات الفلسطينية – الإسرائيلية، هادي عمرو، سيصل قريباً إلى القدس الغربية ورام الله، من أجل الاجتماع بكبار المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين، للتباحث معهم حول الوضع في الضفة وقطاع غزة، ودراسة سبل تعزيز السلطة الفلسطينية. وسيلقي جو الامتعاض في كواليس القيادة الفلسطينية من رفض لقاء عباس، بظلاله على الزيارة، وكذلك من كلمة الرئيس الأميركي، في الأمم المتحدة، التي أبدى فيها تماثلاً مع إسرائيل، مشيراً إلى أن «حل الدولتين مع الفلسطينيين لا يزال مطلوباً، وإن كان الطريق إليه لا يزال بعيداً». وأكد أن «التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل لا جدال فيه، ودعمنا لدولة يهودية مستقلة لا لبس فيه». مستدركاً: «لكني ما زلت أعتقد أن حل الدولتين هو أفضل طريق لضمان مستقبل إسرائيل كدولة ديمقراطية – يهودية».