اتهام حقوقي للميليشيات بقتل 667 مدنياً في مأرب

TT

اتهام حقوقي للميليشيات بقتل 667 مدنياً في مأرب

اتهم أحدث تقرير حقوقي يمني الميليشيات الحوثية بالتسبب في قتل وجرح أكثر من 2000 مدني في محافظة مأرب، بينهم مئات الأطفال والنساء، وذلك من خلال الهجمات بالصواريخ الباليستية، وصواريخ «الكاتيوشا»، والطائرات المسيّرة، وقذائف المدفعية، وزرع الألغام والعبوات الناسفة بكل أشكالها.
وأفاد التقرير الصادر عن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن (رصد) بأنه وثق خلال الفترة الممتدة بين ديسمبر (كانون الأول) 2014 وحتى يونيو (حزيران) 2021 تورُّط ميليشيا الحوثي في مقتل وإصابة 2032 شخصاً، بينهم 294 طفلاً و132 امرأة و104 مسنين، وذلك من خلال الاستهداف المتعمَّد للأحياء المأهولة بالسكان ومخيمات النازحين والأعيان المدنية في مأرب بالقصف الصاروخي والمدفعي وهجمات الطائرات المسيرة، فضلاً عن زراعة شبكات الألغام والعبوات الناسفة.
وبلغ إجمالي عدد القتلى بحسب التقرير 667 شخصاً، بينهم 91 طفلاً و42 امرأة و36 مسناً، بينما وصل عدد الجرحى والمصابين إلى 1365 شخصاً، بينهم 203 أطفال دون سن 18 عاماً، و90 امرأة و68 رجلاً طاعناً في السن، موزعين جميعهم على 11 مديرية كانت أو لا تزال مسرحاً للمواجهات بين ميليشيا الحوثي المدعومة من طهران وقوات الحكومة الشرعية المسنودة بتحالف دعم الشرعية، وهي: مدينة مأرب (مركز المحافظة)، وصرواح، ومجزر، وحريب، ومدغل الجدعان، ومأرب الوادي، وماهلية، والعبدية، والجوبة، ورغوان، ورحبة.
وأوضح التقرير أنه وثق مقتل 440 مدنياً، بينهم 61 طفلاً، و37 امرأة، و29 مسناً، وإصابة 914 آخرين، بينهم 124 طفلاً، و73 امرأة، و60 مسناً، جراء أعمال القصف الصاروخي التي شنتها ميليشيا الحوثي على الأحياء السكنية ومخيمات النازحين وغيرها من الأعيان المدنية في محافظة مأرب خلال الفترة التي يغطيها التقرير.
وتأتي صواريخ «كاتيوشا» التي أطلقها الحوثيون على محافظة مأرب المكتظة بالسكان في المرتبة الأولى من حيث إجمالي عدد الضحايا، حيث تسببت وحدها في مقتل 165 مدنياً بينهم 26 طفلاً و23 امرأة و12 مسناً، وإصابة 392 آخرين، بينهم 69 طفلاً، و29 امرأة، و32 مسناً، ثم تليها الصواريخ «الباليستية» إيرانية الصنع أودت بحياة 104 مدنيين، بينهم 17 طفلا و9 نساء و7 مسنين، وأصابت 322 آخرين بجروح مختلفة بينهم 29 طفلاً و24 امرأة و17 مسناً.
وبحسب التقرير، جاءت الطائرات المسيرة التي بدأت ميليشيا الحوثي استخدامها خلال السنتين الأخيرتين في المرتبة الثالثة، حيث أدت إلى مقتل 109 أشخاص بينهم طفل واحد ورجل طاعن في السن، وإصابة 83 آخرين، بينهم 3 أطفال و3 نساء، تلتها قذائف مدفعية «الهاون»، بواقع 46 قتيلاً مدنياً، بينهم 8 أطفال و3 نساء و7 مسنين، بالإضافة إلى 99 جريحاً، بينهم 16 طفلاً و14 امرأة و10 مسنين.
وذكر التقرير أن الصواريخ من نوع «أورجان» والصواريخ الحرارية تقاسمت بقية الضحايا، حيث تسببت الأولى بمقتل 8 أطفال وإصابة 14 مدنياً، بينهم 7 أطفال و 3 نساء، في واقعة قصف واحدة استهدفت حي الزراعة السكني أو ما يُعرَف بحي المهندسين، بينما قتلت الثانية عدد 8 مدنيين بينهم طفل وامرأتان ورجل مسن، وأصابت 4 مدنيين آخرين؛ أحدهم طاعن في السن.
إلى ذلك، قال التقرير إن فريق «تحالف رصد» وثَّق 678 حالة قتل وإصابة تعرض لها مدنيون في محافظة مأرب جراء حوادث انفجار الألغام والعبوات الناسفة والذخائر غير المتفجرة التي زرعتها وخلفتها ميليشيا الحوثي، وأن من بين الضحايا 109 أطفال، و22 امرأة، و15 مسناً موزعين على عدد 11 مديرية، هي: مدينة مأرب، وصرواح، ومجزر، والوادي، وحريب، ومدغل الجدعان، وماهلية، والعبدية، ورغوان، ورحبة.
وطبقاً للأرقام والإحصائيات الموثقة من قبل فرق الرصد قتل 227 مدنياً، بينهم 30 طفلاً و5 نساء و7 مسنين بسبب مخلفات الحرب الحوثية على محافظة مأرب، خلال الفترة التي يغطيها التقرير، بينما أُصيب 451 آخرون بينهم 79 طفلاً و17 امرأة و8 مسنين.
وأورد التقرير أن الألغام الأرضية بنوعيها: «الفردية» و«المضادة للمركبات»، أدت إلى قتل 132 مدنياً بينهم 21 طفلاً و5 نساء و5 مسنين، وإلى إصابة 212 آخرين بينهم 50 طفلاً و15 امرأة و4 مسنين، بينما حصدت العبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات وخلاياها النائمة بمحافظة مأرب أرواح 87 مدنياً، بينهم طفلان ورجلان مسنان، وأصابت 234 آخرين بجروح مختلفة، بينهم 25 طفلاً وامرأة واحدة، و4 مسنين. كما قُتِل 8 مدنيين بينهم 7 أطفال، وأصيب 5 آخرون بسبب الذخائر غير المتفجرة التي خلفتها ميليشيا الحوثي في عدد من المناطق التي انسحبت منها بمحافظة مأرب.
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال المدير التنفيذي للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، مطهر البذيجي، إن التقرير الذي جاء بعنوان «مأرب.. مدنيون تحت القصف والحصار» يسلط الضوء تفصيلاً على انتهاكات الحوثيين ضد المدنيين.
وطالب البذيجي الميليشيا الحوثية بالتوقف الفوري عن استهداف الأحياء السكنية ومخيمات النازحين والعمل على تطبيق مبادئ القانون الدولي الإنساني، وكذا بالتوقف عن زراعة وتصنيع الألغام والعبوات الناسفة.
وأكد البذيجي أن «تحالف رصد» سيواصل توثيق جميع الانتهاكات الخاصة بحقوق الإنسان في محافظة مأرب، وفي عموم محافظات اليمن، لأن ذلك «يمثل الخطوة الأولى نحو تحقيق العدالة والانتصاف للضحايا»، بحسب تعبيره.


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.