حملة تجنيد حوثية تستهدف نحو 80 ألف طالب من خريجي الثانوية

مطالب بالتصدي للخطوات والأسس الإيرانية التي يطبقها الانقلابيون

TT

حملة تجنيد حوثية تستهدف نحو 80 ألف طالب من خريجي الثانوية

أفادت مصادر محلية وأخرى تربوية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء بأن الميليشيات الحوثية بدأت حملات مكثفة في أحياء المدينة لاستقطاب خريجي الثانوية العامة وتجنيدهم سعياً لتعويض النقص العددي في مقاتليها إثر الخسائر التي تكبدتها في المعارك مع قوات الجيش ورجال القبائل وجراء ضربات طيران تحالف دعم الشرعية في جبهات مأرب والجوف.
ويأتي تركيز الميليشيات الانقلابية على خريجي الثانوية العامة بالتزامن مع إعلانها أخيراً نتائج الطلبة للعام المنصرم، حيث ضج أولياء الأمور على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تدني الدرجات التي حصل عليها أبناؤهم مشيرين إلى أن الجماعة تعمدت ذلك للحيلولة بينهم وبين الالتحاق بالجامعات ودفعهم للذهاب إلى جبهات القتال.
وكانت نقابة المعلمين اليمنيين اتهمت الميليشيات بأنها تستغل امتحانات ونتائج الشهادتين الأساسية والثانوية لغرض تجنيد آلاف الطلاب للقتال بجبهاتها.
وعوضاً عن استيعاب الخريجين أسوة بقرنائهم في سائر بلدان العالم في الجامعات والكليات والمعاهد والمهنية والتقنية ليواصلوا تعليمهم العالي بعد 12 عاماً من التحصيل العلمي، تحدثت المصادر عن تدشين قادة ومشرفي الجماعة منذ عشرة أيام حملات استهداف وتجنيد قسرية طالت المئات من خريجي الثانوية بأحياء متفرقة من صنعاء العاصمة.
المصادر ذاتها ذكرت، لـ«الشرق الأوسط»، أن ميليشيات التربية والتعليم استغلت معرفتها المسبقة بنسب النجاح والرسوب في الثانوية واستغلتها كعادتها كل عام لصالح إنجاح ما أسمته بـ«المرحلة الأولى» من مخطط الاستقطاب والتجنيد بصفوف خريجي الثانوية العامة.
وأشارت المصادر إلى أن الجماعة تعمدت لأسابيع المماطلة وتأخير الإعلان عن النتائج النهائية لخريجي الثانوية العامة للعام 2020 - 2021، وأرجعت ذلك لأسباب تتعلق بإتمام مهام تنفيذ حملة التجنيد.
وتحدثت عن قيام الميليشيات قبل أيام وعبر مختصين في عملية الاستقطاب والتجنيد بالتعاون مع مشرفي ومسؤولي الأحياء التابعين لها في مديريات: «آزال، معين، السبعين، بني الحارث، الوحدة، التحرير، وغيرها» بتنفيذ نزولات ميدانية التقوا خلالها المئات من خريجي الثانوية وأهاليهم لإقناعهم وأسرهم بشتى الأساليب للالتحاق بالجبهات، مقابل وعود بدفع رواتب ومساعدات غذائية.
وبينت المصادر في صنعاء أن الانقلابيين عقب كل لقاء جمعهم بالطلبة وذويهم وزعوا بعض الهدايا وبطاقات استقطاب تحض على الانضمام والقتال إلى جانب ميليشياتها، واعتبار ذلك بأنه المستقبل الحقيقي الذي ينتظرهم.
وفي سياق متصل، كشف موظفون تربويون في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، عن اعتزام الجماعة توسيع حملات الاستقطاب والتجنيد بحق خريجي الثانوية لتشمل بقية المدن والمناطق ألقابعة تحت سيطرتها.
وأشار الموظفون إلى أن الجماعة تسعى من وراء تلك الحملات لاستهداف قرابة 80 ألف طالب من الخريجين الذين ينتشرون بعموم المناطق الواقعة تحت قبضة وسيطرة الميليشيات.
وذكر بعض العاملين أن ذلك التوجه يأتي بناءً على تعليمات سابقة من زعيم الميليشيات لأتباعه في صنعاء أعقبها بفترة وجيزة صدور توجيهات أخرى مماثلة مدعومة بمعلومات وبيانات تتعلق بالطلبة الخريجين وأماكن إقامتهم في العاصمة أصدرها شقيق زعيم الجماعة يحيى بدر الدين الحوثي المعين وزيراً للتربية بحكومة الانقلاب غير المعترف بها.
إلى ذلك حذر معلمون وناشطون تربويون في صنعاء من خطورة ما تقوم به الميليشيات بالوقت الحالي من استهداف منظم لحاضر اليمن ومستقبله واستمرارها في استغلال الظروف المادية الصعبة للمئات من ذوي الطلبة الخريجين في صنعاء ومدن أخرى تحت قبضتها.
وطالب الناشطون الذين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بضرورة وضع حد لأنشطة وممارسات الانقلابيين المخترقة للتعليم وفق خطوات وأسس إيرانية عقائدية، داعين إلى مجابهة تلك الانتهاكات وتنفيذ حملات توعية لأسر وأولياء أمور الطلبة وتحذيرهم من خطورة ما تقوم به الجماعة على مستقبل ملايين الطلاب الذين تعرضوا ولا يزالون للاستهداف داخل وخارج مدارسهم. ومنذ الانقلاب على السلطة، عمدت الجماعة الحوثية إلى استخدام التعليم لتجنيد الطلبة في المدارس الحكومية في مناطق سيطرتها، والزج بهم كوقود ومحارق للموت في عديد من جبهاتها.
وكان المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين يحيي اليناعي كشف قبل نحو أسبوع عن رصد نقابته أكثر من 600 دورة أقامتها الجماعة مؤخراً وأجبرت خلالها المعلمين بمدن سيطرتها على حضورها قسراً.
وقبل أشهر وجهت ذات النقابة اتهامات عدة للجماعة الحوثية بمواصلة استغلال امتحانات ونتائج الشهادتين الأساسية والثانوية في مناطق سيطرتها لتجنيد آلاف الطلبة للحرب في جبهاتها.
ودعت حينها إلى وقف تسييس الميليشيات للامتحانات والتعليم في شكل عام وعدم تحويله إلى رافد للحرب وساحة لتجنيد الطلبة.
وقالت النقابة إنها تحصلت حينها على وثيقة تؤكد أن الحوثيين قاموا بإعفاء 2864 طالباً في المرحلة الثانوية و1976 بالمرحلة الأساسية من الامتحانات ومنحوهم معدلات نجاح تتراوح بين 75 في المائة و90 في المائة بعد انخراطهم في القتال.
وأوضح المتحدث باسم النقابة أن الوثيقة التي يعود تاريخها إلى العام 2015 تضمنت توجيهات اللجنة الثورية العليا للحوثيين بإعفاء الطلبة المنخرطين في القتال من امتحانات الثانوية العامة والشهادة الأساسية، على أن يتم احتساب المعدل العام لهم بنسب لا تقل عن 75 في المائة وألا تزيد على 90 في المائة.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.