تأكيد أردني على «تسريع» نقل الغاز والكهرباء إلى سوريا

طائرات من «الملكية الأردنية» بمطار عمان في 23 فبراير العام الماضي (رويترز)
طائرات من «الملكية الأردنية» بمطار عمان في 23 فبراير العام الماضي (رويترز)
TT

تأكيد أردني على «تسريع» نقل الغاز والكهرباء إلى سوريا

طائرات من «الملكية الأردنية» بمطار عمان في 23 فبراير العام الماضي (رويترز)
طائرات من «الملكية الأردنية» بمطار عمان في 23 فبراير العام الماضي (رويترز)

أكد رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، ضرورة تسريع وتيرة نقل الغاز المصري والكهرباء إلى لبنان من خلال الأردن وسوريا، وذلك عبر تأهيل الشبكة الكهربائية في الأراضي السورية، مؤكداً أن الأردن حريص على دعم وإسناد لبنان في الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) أن القرار جاء في ختام اجتماعات عقدها وفد وزاري سوري في عمان على مدى يومين، «بهدف تعزيز التعاون الثنائي في كثير من المجالات الاقتصادية». وأوضحت الوكالة أنه تم خلال الاجتماع الاتفاق على عودة طائرات شركة الخطوط الملكية الأردنية لتسيير رحلاتها لنقل الركاب بين الأردن وسوريا، بدءاً من الثالث من أكتوبر (تشرين الأول). وكانت الملكية الأردنية قد علّقت في يوليو (تموز) 2012 رحلاتها إلى دمشق وحلب. وخلال استقبال الخصاونة وفداً وزارياً سورياً ضم وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل، ووزير الموارد المائية تمام رعد، ووزير الزراعة والإصلاح الزراعي محمد قطنا، ووزير الكهرباء غسان الزامل، شدد رئيس للوزراء على ضرورة أن تُترجم اللقاءات والزيارات المتبادلة بين البلدين في الآونة الأخيرة، في صورة مشاريع تعود بالنفع والفائدة على الشعبين الشقيقين، وتسهم في تعزيز أواصر علاقات المحبة والأخوة التاريخية التي تجمع بين الأردن وسوريا.
وبحث اللقاء الذي حضره عدد من الوزراء المعنيين، أهمية تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين الأردن وسوريا في الكثير من المجالات، واستعرض الوفد الوزاري السوري أبرز ما تضمنته الاجتماعات مع الوزراء الأردنيين يوم أول من أمس، في مجالات النقل والتجارة البينية والمياه والزراعة والطاقة.
وتوصل الجانبان خلال المباحثات إلى «رؤى مشتركة وتفاهمات لأجل تعزيز التعاون الاقتصادي في مجالات التجارة والطاقة والزراعة والمياه والنقل وبالشكل الذي يعود بالفائدة على البلدين». وأكد الوزراء من الجانبين أهمية وضع تصور لرفع مستوى التعاون الاقتصادي بين البلدين ومعالجة أي صعوبات تواجه حركة التبادل التجاري والنقل، والدفع باتجاه تعزيز الشراكة في مجالات الطاقة والمياه والزراعة خدمةً لمصالح كل طرف.
وبحث الجانبان خلال اجتماعات موسعة عُقدت في وزارة الصناعة والتجارة والتموين، وضمّت جميع الوزراء من الجانبين وفي اجتماعات ثنائية جمعت كل وزيرين نظراء، تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات التجارة والنقل والكهرباء والزراعة والموارد المائية.
وفي مجال التجارة والصناعة اتفق الجانبان على تبادل قوائم السلع ذات الأولوية لتعزيز التبادل التجاري لتتم دراستها بما يحقق المنفعة المشتركة لكلا البلدين، كما تم بحث الإجراءات التنفيذية اللازم استكمالها لإعادة عمل المنطقة الحرة الأردنية - السورية.
وفي مجال المياه، تم التوافق على إعادة تفعيل لجنة المياه المشتركة لمتابعة تنفيذ الاتفاقية الموقعة بين البلدين عام 1987، وتفعيل اللجان المشتركة في أقرب وقت، والتعاون لتعظيم الاستفادة من مياه حوض اليرموك.
وفي مجال النقل، تم بحث سبل انسياب السلع وتسهيل حركة الشحن ونقل البضائع والركاب بين البلدين ودراسة الرسوم المقررة على الشاحنات.
وتم الإعلان عن عودة الملكية الأردنية لتسيير رحلاتها لنقل الركاب بين الأردن وسوريا اعتباراً من الأحد المقبل، كما تم بحث أوضاع الشركة الأردنية - السورية للنقل لغايات إيجاد حلول للمشكلات التي تواجهها. وفي مجال الطاقة والكهرباء تم بحث أوجه التعاون المشتركة بين البلدين الشقيقين في قطاع الطاقة بشكل عام وقطاع الكهرباء على وجه الخصوص، وسبل إعادة تشغيل خط الربط الكهربائي الأردني - السوري.
وكان وزير الداخلية مازن الفراية، قد أعلن أول من أمس (الاثنين)، عن إعادة فتح معبر جابر الحدودي مع سوريا اعتباراً من أمس. تأتي اجتماعات الوفد السوري في عمان بعد سلسلة من اللقاءات بين مسؤولي البلدين؛ كان آخرها اجتماع وزيري خارجية البلدين في الأمم المتحدة الأربعاء الماضي. ويعد الأردن من بين دول عربية قليلة أبقت على علاقاتها واتصالاتها مع سوريا عقب اندلاع النزاع السوري عام 2011 لكن هذه الاتصالات كانت محدودة.
وتستقبل المملكة نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، بينما تقدر عمّان عدد الذين لجأوا إلى الأردن منذ اندلاع النزاع بنحو 1.3 مليون.
إلى ذلك، للمرة الأولى منذ انسحابها منها عام 2013 إثر سيطرة المعارضة المسلحة عليها، أعلنت دمشق أمس (الثلاثاء)، نشر قوات النظام في مناطق جديدة بمحاذاة خط فك الاشتباك في الجولان المحتل بمنطقة حوض اليرموك جنوب غربي سوريا.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.