الدبيبة يبحث مع قائد «أفريكوم» ملفي «المرتزقة» والإرهاب في ليبيا

الدبيبة رفقة قائد «أفريكوم» والمبعوث الأميركي الخاص لدى ليبيا (الحكومة الليبية)
الدبيبة رفقة قائد «أفريكوم» والمبعوث الأميركي الخاص لدى ليبيا (الحكومة الليبية)
TT

الدبيبة يبحث مع قائد «أفريكوم» ملفي «المرتزقة» والإرهاب في ليبيا

الدبيبة رفقة قائد «أفريكوم» والمبعوث الأميركي الخاص لدى ليبيا (الحكومة الليبية)
الدبيبة رفقة قائد «أفريكوم» والمبعوث الأميركي الخاص لدى ليبيا (الحكومة الليبية)

بحث عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الوطنية الليبية، أمس، مع قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) ملفات عدة، أبرزها خروج «المرتزقة» من ليبيا وملف الانتخابات المرتقبة، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب. في وقت تواصل فيه المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا الاشتغال على مسارات عدة؛ للانتهاء من التحضيرات اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية في موعدها المقرر قبل نهاية العام الحالي، في حين تسارع الولايات المتحدة بدورها، عبر مبعوثها لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، باتجاه إجراء الاستحقاق المرتقب في موعده، من خلال دعم جهود المفوضية العليا للانتخابات، ومساعدتها في إنجاز مهامها.
وأوضحت السفارة الأميركية لدى ليبيا، أن رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» التقى بصفته وزيراً للدفاع، قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، الجنرال تاونسند في طرابلس أمس، مبرزة أن اللقاء تطرق إلى مناقشة التطورات الأمنية في ليبيا، و«كيف ستكون الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر (كانون الأول) خطوة مهمة نحو استقرار ليبيا على المدى الطويل، في ظل حكومة وطنية منتخبة، واستقرار إقليمي من دون تدخل أجنبي». ونقل المكتب الإعلامي لرئيس حكومة «الوحدة» الوطنية، أن الدبيبة بحث مع الجانب الأميركي «تنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب بالجنوب الليبي»، وملف إخراج «المرتزقة»، وتواجد القوات الأجنبية بمدن الجنوب، والجهود المبذولة مع الدول الحدودية حيال هذا الشأن. وأشار الدبيبة إلى أنه تم الاتفاق على مواصلة التعاون الاستراتيجي المشترك بين دولة ليبيا والولايات المتحدة بما يخدم استقرار المنطقة وأمنها.
وبخصوص الجهود الأميركية لدعم المفوضية العليا، قال نورلاند، أمس، إنه التقى مدير المؤسسة الدولية للأنظمة الانتخابية (IFES) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، السفير دانيال روبنستين؛ «لمناقشة دعم الولايات المتحدة لجهود المفوضية الوطنية العليا للانتخابات لضمان أن تكون ليبيا مستعدة تماماً لإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل». وتتحرك المفوضية العليا للانتخابات على مسارات عدة، سواء فيما يتعلق بتسليم بطاقات الناخب، أو كيفية التعامل مع وسائل الإعلام بخصوص رفع مستويات التواصل لدعم مسارات التوعية الانتخابية.
وفي هذا السياق، قالت المفوضية، أمس، إنها اختتمت الدورة الخاصة بالتدريب على توزيع بطاقة الناخب، التي نظّمها وأشرف عليها قسم التدريب والإجراءات بإدارة العمليات بالمفوضية.
من جهة ثانية اجتمعت اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» أمس في العاصمة طرابلس، للمرة الأولى منذ تأسيسها بحضور قائد قوات «أفريكوم» والمبعوث الأميركي الخاص لدى ليبيا. ووصفت السفارة الأميركة هذا الاجتماع بأنه «خطوة تاريخية في التقريب بين الليبيين، لا سيما في المجال الأمني»، وقالت إن «الولايات المتحدة ملتزمة بتسهيل التنفيذ الكامل لاتفاقية جنيف لوقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل لجميع القوات الأجنبية والمقاتلين، فضلاً عن التوحيد الكامل للمؤسسات العسكرية الليبية.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.