مدعي «الجنائية الدولية» يطلب التحقيق في جرائم منسوبة لـ«طالبان» و«ولاية خراسان»

أشرف غني يؤكد عدم صحة بيان يدعو فيه إلى تأييد الحكومة الجديدة في كابل

كريم خان مدعي «الجنائية الدولية» يطلب التحقيق في جرائم  منسوبة لـ«طالبان» و«ولاية خراسان» في أفغانستان (أ.ب)
كريم خان مدعي «الجنائية الدولية» يطلب التحقيق في جرائم منسوبة لـ«طالبان» و«ولاية خراسان» في أفغانستان (أ.ب)
TT

مدعي «الجنائية الدولية» يطلب التحقيق في جرائم منسوبة لـ«طالبان» و«ولاية خراسان»

كريم خان مدعي «الجنائية الدولية» يطلب التحقيق في جرائم  منسوبة لـ«طالبان» و«ولاية خراسان» في أفغانستان (أ.ب)
كريم خان مدعي «الجنائية الدولية» يطلب التحقيق في جرائم منسوبة لـ«طالبان» و«ولاية خراسان» في أفغانستان (أ.ب)

أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، أمس (الاثنين)، أنه طلب من المحكمة الإذن بإعادة فتح تحقيق حول فظاعات حصلت في أفغانستان منذ العام 2002، موضحاً أنه ينوي تركيز تحقيقه على حركة «طالبان» و«تنظيم داعش - ولاية خراسان» و«التوقف عن منح أولوية» للاتّهامات الموجّهة للقوات الأميركية بارتكاب جرائم حرب.
وقال خان في بيان وزّعه مكتبه أمس، إنه إذا وافقت المحكمة الجنائية (مقرها لاهاي) على طلبه، فإن «التحقيقات في أفغانستان ستركز على جرائم يُزعم أنها ارتُكبت من قِبل (طالبان) و(داعش - ولاية خراسان)، وتتوقف عن إعطاء الأولوية لجوانب أخرى من هذا التحقيق». وأوضح، أن السبب في قراره هذا يعود إلى «جسامة وحجم والطبيعة المتواصلة للجرائم المفترضة التي ارتكبتها (طالبان) وتنظيم (داعش - ولاية خراسان)» والحاجة إلى «التأسيس لقضايا ذات صدقية يمكن إثباتها بما يتجاوز الشك المعقول في المحكمة».
وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية، إلى أن خان ذكر تحديداً الاعتداء الدامي الذي وقع في 26 أغسطس (آب) ضد مطار كابل والذي تبنّاه تنظيم «داعش - ولاية خراسان»، وأسفر عن مقتل 13 جندياً أميركياً وأكثر من مائة مدني أفغاني. ولفت المدعي العام أيضاً إلى أن المحكمة الجنائية ومن خلال قرارات عدة اعتبرت «أن النشاطات الإرهابية لـ(داعش) تشكل تهديداً عالمياً للسلم والأمن الدوليين». وأوضح «فيما يتعلق بهذه الجوانب من التحقيق التي لم تمنح أولوية، سيحافظ مكتبي على مسؤولياته المرتبطة بحفظ الأدلة، بقدر ورودها». وتأسست المحكمة الجنائية الدولية العام 2002 للتحقيق في أسوأ جرائم العالم في القضايا التي لم تكن الدول الأعضاء قادرة أو لديها رغبة في التحقيق فيها بنفسها.
وطلبت المدعية السابقة للمحكمة الجنائية فاتو بنسودة من قضاة المحكمة الموافقة على تحقيق رسمي في أفغانستان عام 2017، وأُعطي قضاة الاستئناف في مارس (آذار) 2020 الضوء الأخضر لإطلاق التحقيق.
وأفاد خان في بيانه أمس، بأنه طلب من قضاة المحكمة الجنائية السماح له بإعادة إطلاق التحقيق الذي تم تعليقه العام الماضي بطلب من الحكومة الأفغانية آنذاك التي أشارت حينها إلى أنها ستتولى التحقيق بنفسها في جرائم الحرب، في أعقاب سيطرة «طالبان» على السلطة في منتصف أغسطس الماضي. وشرح قائلاً، إن «التطورات الأخيرة في أفغانستان وتغيّر السلطات الوطنية تمثّل تبدلاً كبيراً في الظروف». وقال «بعد مراجعة دقيقة للأمور، توصلت إلى استنتاج مفاده، في هذه المرحلة، أنه لم يعد هناك احتمال بإجراء تحقيقات داخلية حقيقية وفعالة». وطلب بالتالي من المحكمة إذناً «مستعجلاً» لاستئناف التحقيق. وأثار إدراج الشبهات بارتكاب القوات الأميركية جرائم حرب في التحقيق حول أفغانستان حفيظة واشنطن، حسب ما ذكرت الوكالة الفرنسية التي أشارت إلى أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب فرضت عقوبات على فاتو بنسودة، التي كانت تتولى المنصب قبل خان، على خلفية القضية.
وأفاد خان بأنه سيحصر تركيزه في أفغانستان نظراً لـ«محدودية موارد» المحكمة الجنائية الدولية في وقت تجري تحقيقات عدة حول العالم.
على صعيد آخر، قال الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، الذي فرّ من أفغانستان الشهر الماضي بعد سيطرة «طالبان» على كابل، إن حسابه على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي تعرض للقرصنة. وجاء توضيح غني في تغريدة على «تويتر» بعد نحو ساعة من ظهور بيان مفاجئ على حسابه الموثق على «فيسبوك»، ينتقد ممثل الحكومة الدائم السابق في الأمم المتحدة غلام محمد إسحاق زي.
وبالإضافة إلى ذلك، طالب البيان الزائف المجتمع الدولي بالاعتراف بحكومة «طالبان» الجديدة في أفغانستان والإفراج عن الأصول المجمدة للبلاد.
وكتب غني تغريدة نفى فيها هذا البيان، وقال، إن «كل المحتوى المنشور على الصفحة غير صحيح حتى تتم استعادة الحساب» الذي تم اختراقه، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية. ويعيش الرئيس الأفغاني السابق في المنفى في الإمارات العربية المتحدة عقب فراره من أفغانستان. وقال غني آنذاك، إنه فرّ من البلاد لتجنب وقوع حمام دم في العاصمة كابل.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.