مخاوف من عرقلة «بوكو حرام» للانتخابات الرئاسية

اختطاف أكثر من 400 امرأة وطفل في شمال نيجيريا

مخاوف من عرقلة «بوكو حرام» للانتخابات الرئاسية
TT

مخاوف من عرقلة «بوكو حرام» للانتخابات الرئاسية

مخاوف من عرقلة «بوكو حرام» للانتخابات الرئاسية

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 مارس (آذار) الحالي في نيجيريا التي توعدت جماعة «بوكو حرام» المسلحة بمنعها، يتنامى القلق حول مخيمات النازحين في شمال شرقي البلاد مع تخوف من عبوات ناسفة وتسلل مقاتلين متشددين.
وقال الخبير في الشؤون الأمنية عبد الله باوي واسي لوكالة الصحافة الفرنسية أمس: «أمام (بوكو حرام) فرص قوية للرد مع اقتراب هذا الاقتراع الذي تعتبره مخالفا للشريعة ومخيمات النازحين تشكل أحد الأهداف المحتملة».
وقد أسفر التمرد وقمعه من قبل القوات النيجيرية عن سقوط أكثر من 13 ألف قتيل منذ 2009، واضطر أكثر من مليون ونصف مليون شخص إلى ترك منازلهم للجوء إلى مخيمات بضواحي المدن وفي البلدان المجاورة. وأكد سكان بلدة دامساك النيجيرية أول من أمس أن متشددي «بوكو حرام» خطفوا أكثر من 400 امرأة وطفل، من بلدة داماساك في شمال نيجيريا التي تحررت هذا الشهر على أيدي قوات من النيجر وتشاد.
ولم يصدر على الفور تأكيد رسمي لهذا الرقم، ولكن الجماعة نفذت في الماضي عمليات خطف جماعية. وأدى خطف «بوكو حرام» في أبريل (نيسان) الماضي لنحو 300 تلميذة في المنطقة إلى حالة غضب على المستوى الدولي وإلى تسليط الأضواء العالمية على الحملة العسكرية التي تشنها الجماعة منذ 6 أعوام.
وقال تاجر يدعى سليمان علي لوكالة «رويترز» في البلدة: «أخذوا 506 شابة وطفل في داماساك. وقتلوا نحو 50 منهم قبل أن يغادروا.. لا نعلم ما إذا كانوا قد قتلوا الباقين بعد مغادرتهم، ولكنهم أخذوا الباقين معهم». وأكد علي أن زوجته و3 من بناته ضمن المخطوفين.
وقدمت قوات النيجر الغذاء والأغطية أول من أمس لعدد قليل ما زال موجودا في بلدة داماساك في شمال نيجيريا التي حررتها من متشددي جماعة «بوكو حرام» الشهر الحالي في عملية شاركت فيها قوات من النيجر وتشاد.
وقامت قوات النيجر وعلى رأسها قائد القوة التي جاءت من ديفا عبر الحدود بتوزيع الغذاء والأغطية، وقال قائد قوة النيجر إنها «على دراية بخطف (بوكو حرام) عددا من سكان البلدة».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.