أوسيك يجرد جوشوا من ألقاب وزن الثقيل أمام 66 ألف متفرج بعقر داره

الملاكم الأوكراني فرض سيطرته تماما على البريطاني وكاد ينهي النزال بالقاضية

أوسيك يوجه لكمة مؤثرة (رويترز)
أوسيك يوجه لكمة مؤثرة (رويترز)
TT

أوسيك يجرد جوشوا من ألقاب وزن الثقيل أمام 66 ألف متفرج بعقر داره

أوسيك يوجه لكمة مؤثرة (رويترز)
أوسيك يوجه لكمة مؤثرة (رويترز)

وضع الأوكراني ألكسندر أوسيك حداً لهيمنة البريطاني أنطوني جوشوا على بطولة العالم للملاكمة في الوزن الثقيل، بالفوز عليه بإجماع الحكام الثلاثة خلال النزال الذي جمع بينهما على ملعب نادي توتنهام في لندن ما أضعف آمال توحيد الألقاب في «معركة بريطانيا» مع تايسون فيوري.
وأنهى جوشوا الجولة الثانية عشرة مترنحا وكاد أن يخسر بالقاضية لولا جرس انتهاء النهاية أمام 66 ألف متفرج كان معظمهم يساندونه. وتفوق الأوكراني 117 - 112، 116 - 112 و115 - 113، بعلامات الحكام الثلاثة.
ولطالما تطلع عشاق الملاكمة لنزال بين جوشوا ومواطنه فيوري الذي يدافع عن لقبه في المجلس العالمي للملاكمة أمام الأميركي دونتاي وايلدر في لاس فيغاس الشهر المقبل، وهي ثالثة مواجهة بينهما بعد تعادل وفوز لفيوري.
وتعين على جوشوا تخطي أوسيك، البطل الأولمبي في لندن 2012 للوزن الثقيل حيث أحرز البريطاني ذهبية الوزن السوبر ثقيل، في نزال على ألقاب الاتحاد الدولي للملاكمة «آي بي إف»، رابطة الملاكمة العالمية «دبليو بي إيه» ومنظمة الملاكمة العالمية «دبليو بي أو».
وكان من المتوقع أن يواجه جوشوا مواطنه فيوري في نزال على لقب موحد للوزن الثقيل في المملكة العربية السعودية في أغسطس (آب) الماضي، غير أنه تم إلغاء النزال بعدما أصدرت هيئة تحكيم أميركية قراراً قضى بحق الأميركي دونتاي وايلدر في خوض لقاء تحد آخر مع حامل لقب المجلس العالمي للملاكمة «دبليو بي سي» وفقاً لأسباب تعاقدية.
وأثبت أوسيك أنه بعيد المنال بالنسبة لجوشوا ووجه لكمات واضحة إلى منافسه البريطاني خلال النزال المثير الذي أنهاه بهجوم شرس في الجولة 12 بحثا عن الضربة القاضية، وسط صدمة المشجعين.
وصمد جوشوا، 31 عاما، لكن قرار الحكام كان إجراء شكليا لينتزع أوسيك ألقاب وزن الثقيل الثلاثة بعد ثالث نزال فقط في وزن الثقيل للمحترفين، ليسير على خطى مواطنيه فلاديمير وفيتالي كليتشكو اللذين هيمنا على الوزن الثقيل لعقد من الزمن في الفترة من 2004 إلى 2015.
كما أصبح ثالث بطل للعالم في وزن تحت الثقيل يتقدم إلى الوزن الأعلى ويتوج بطلا للعالم في الوزن الثقيل بعد الأميركي إيفاندر هوليفيلد والبريطاني ديفيد هاي.
ورفع أوسيك، 34 عاما، رصيده إلى 19 فوزاً من 19 نزالاً احترافياً، أما بالنسبة لجوشوا، فإنها ثاني هزيمة في مسيرته التي تتضمن 24 فوزا، وستمثل انتكاسة هائلة لآماله في خوض مواجهة لتوحيد ألقاب الوزن الثقيل ضد مواطنه البريطاني تايسون فيوري، بطل مجلس الملاكمة العالمي، والذي يواجه الأميركي دونتاي وايلدر في لاس فيغاس في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وحتى أكثر مشجعي جوشوا تشددا كان عليه أن يعترف بأن الملاكم البريطاني تلقى درسا من قبل منافس قدم أداء سلسا، ونادرا ما بدا مرتبكا حتى عندما أصيب بجرح فوق عينه. ولم يمنح جوشوا الجماهير أي سبب للاحتفال وبدا قليل الحيلة أمام منافسه الأعسر الذي كان متفوقا طيلة النزال.
قال أوسيك عقب فوزه على جوشوا: «إنه انتصار يعني الكثير لي. سار النزال بالطريقة التي كنت أتوقعها. كانت هناك لحظات ضغط على أنطوني، لكن لم يكن الأمر صعباً».
وتابع: «لم تكن نيتي بتوجيه ضربة قاضية له، لأن فريقي ضغط علي لعدم القيام بذلك. في البداية، حاولت ضربه بقوة، لكن بعدها التزمت بخطتي».
وهناك بند لمباراة تحد أخرى مع جوشوا، وقال إيدي هيرن مروج مباريات الملاكم البريطاني: «تحدثت إليه (جوشوا) وقال إن النزال كان قاسياً. هو مدمر... تهانينا لألكسندر أوسيك... قدم أداء كبيراً والأفضل حقق الفوز». وأضاف: «جوشوا لم يكن على ما يرام، سيذهب الآن إلى المستشفى، لا أعرف ما إذا كان قد كسر محجر عينه. لا يبدو الأمر جيداً، لكم المقاتل في داخل جوشوا يتحدث الآن عن الفوز في المباراة المعادة».
وغرد جوشوا بعد خسارته: «سأظل متفائلاً حتى لو كان العالم ينهار أمامي! أحبك لندن وأشكرك في كل مرة».
برغم خسارته، اعتبر بطل العالم السابق ثلاث مرات للوزن الثقيل البريطاني لينوكس لويس أن يعود جوشوا بقوة وقال في تغريدة: «يجب أن نشيد بأوسيك لأدائه التكتيكي. بالنسبة لجوشوا ليست نهاية الطريق، لكن لا يمكنك الانتظار حتى الجولة الثامنة لتشغل محركاتك، تعلم مما حصل وحاول التحسن».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».