أوروبا تخفف القيود الاحترازية

في انتظار معرفة التداعيات النهائية لموسم الصيف

مركز تلقيح في مدينة ديربي وسط إنجلترا (أ.ف.ب)
مركز تلقيح في مدينة ديربي وسط إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

أوروبا تخفف القيود الاحترازية

مركز تلقيح في مدينة ديربي وسط إنجلترا (أ.ف.ب)
مركز تلقيح في مدينة ديربي وسط إنجلترا (أ.ف.ب)

تبدأ غالبية البلدان الأوروبية من نهاية الأسبوع الحالي مرحلة جديدة من تخفيف معظم القيود التي كانت فرضتها لمواجهة وباء «كوفيد19»، مع فرض إبراز شهادة التلقيح لارتياد الأماكن العامة وارتداء الكمامات الواقية في وسائل النقل والأماكن المغلقة، فيما دعت منظمة الصحة العالمية إلى الحفاظ على درجة عالية من الترصّد في انتظار معرفة التداعيات النهائية لموسم الصيف والعودة إلى المدارس على المشهد الوبائي.
وكان «المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض السارية والوقاية منها» أفاد، السبت، بأن المنظومات الصحية في البلدان الأوروبية قد استعادت مستوى الخدمات والعناية التي كانت تقدمها قبل ظهور الوباء، الذي كان تدهور في العديد من البلدان إلى درجة غير مسبوقة.
في غضون ذلك؛ حضّ الرئيس الأميركي جو بايدن مواطنيه على أخذ الجرعة الثالثة من اللقاح، بعد أن أعطت «هيئة مراكز مكافحة الأمراض السارية والوقاية منها» الضوء الأخضر لتوزيعها على المسنّين والذين يعانون أمراضاً مزمنة تعرّضهم للإصابة الخطرة بالفيروس. ووعد بايدن بالسيطرة على الوباء في جميع أنحاء العالم قبل نهاية العام المقبل، معلناً أن الولايات المتحدة سوف تتبرّع بنصف مليون جرعة لقاح إضافية إلى البلدان متوسطة الدخل والفقيرة عن طريق برنامج «كوفاكس» الذي تشرف عليه منظمة الصحة، مشدداً على أن هذه الهبة لن تخضع لأي شروط أو حسابات سياسية.
من جهته؛ أفاد المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة في أوروبا بأن روسيا سجّلت رقماً قياسياً جديداً في عدد الوفيات اليومية تجاوز 800 حالة لليوم الخامس على التوالي. وكان «المركز الوطني الروسي لمكافحة (كوفيد19)» قد أفاد بأن عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة بلغ 822، وبأن عدد الإصابات المؤكدة تجاوز 20 ألفاً. وأفادت وكالة «تاس» بأن عدد الوفيات الإجمالي بلغ 7389 والإصابات تجاوزت 203 آلاف، فيما قدّرت أوساط مراقبة مستقلّة العدد الفعلي بأكثر من ذلك بكثير. وفيما تسجّل الوفيات والإصابات الجديدة تراجعاً مطرداً على الصعيد العالمي، قال ناطق باسم منظمة الصحة إن ثمّة بلداناً ما زالت تشهد بؤراً يتفشّى فيها الفيروس بمعدلات تقتضي المراقبة الشديدة وتستدعي الإسراع في اتخاذ تدابير صارمة للوقاية والاحتواء.
يذكر أن البرازيل ما زالت تسجّل أعداداً مرتفعة من الوفيات اليومية تتجاوز 700 حالة منذ مطلع هذا الشهر، فيما تواجه حملة التطعيم عقبات عدة مع إصرار رئيس الجمهورية جايير بولسونارو على عدم أخذ اللقاح.
وفي سنغافورة، أعلنت وزارة الصحة أنها ستشدّد التدابير الاحتوائية بدءاً من مطلع الأسبوع المقبل، وذلك بعد أن سجّلت الإصابات الجديدة أرقاماً قياسية في الأيام الأربعة الأخيرة.
وكانت الحكومة الإيطالية قد أعلنت أمس عن عودة جميع الموظفين الحكوميين إلى أماكن عملهم بدءاً من منتصف الشهر المقبل، وأن العمل من بُعد سيقتصر على الحالات الاستثنائية كما كان معمولاً به قبل الوباء.
يذكر أن المفوضية الأوروبية كانت قد أوصت في توجيهات سابقة بالعودة التدريجية إلى العمل في المكاتب واستئناف الأجواء الطبيعية لممارسة الوظائف العامة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».