مستوطنون يقتحمون الأقصى والحرم الإبراهيمي في «عيد العرش»

وزير الأوقاف الأردني: المسجد لا يقبل الشراكة

اقتحام سابق لمستوطنين للمسجد الأقصى (وفا)
اقتحام سابق لمستوطنين للمسجد الأقصى (وفا)
TT

مستوطنون يقتحمون الأقصى والحرم الإبراهيمي في «عيد العرش»

اقتحام سابق لمستوطنين للمسجد الأقصى (وفا)
اقتحام سابق لمستوطنين للمسجد الأقصى (وفا)

اقتحم المئات من المستوطنين، للمسجد الأقصى في القدس، والحرم الإبراهيمي في الخليل، للاحتفال بعيد «العرش» اليهودي في يومه السادس، أمس، تحت حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية وقوات الجيش.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن 651 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى المبارك، خلال فترة الاقتحامات الصباحية، فيما أبعدت شرطة الاحتلال المصلين من مسارات المستوطنين لتسهيل عملية الاقتحام. ونفذ المستوطنون الاقتحامات ضمن مجموعات كبيرة ومتتالية، عبر باب المغاربة، الذي تسيطر السلطات الإسرائيلية على مفاتيحه، وأدوا طقوساً تلمودية جماعية داخل ساحات المسجد. وجاء اقتحام الأقصى استجابة لدعوات أطلقتها «جماعات الهيكل»، لإقامة الصلوات الخاصة بالأعياد في المسجد الأقصى. ونفذ المستوطنون اقتحاماً مماثلاً في الحرم الإبراهيمي الشريف، في مدينة الخليل. وأفاد مدير الحرم الإبراهيمي، الشيخ حفظي أبو سنينة، بأن أعداداً غير مسبوقة من المستوطنين اقتحموا ساحات الحرم منذ ساعات الصباح الباكر، وأدوا طقوسا تلمودية، بحجة الاحتفال بـ«عيد العرش» اليهودي.
جاء ذلك فيما شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها العسكرية في محيط الحرم الإبراهيمي، لتأمين اقتحام المستوطنين، ونصبت الحواجز العسكرية على المفارق والمداخل المؤدية للحرم، وقيدت وصول الفلسطينيين إليه. وقمست إسرائيل الحرم الإبراهيمي عام 1994 بعد أن ارتكب المستوطن الإسرائيلي المتطرف باروخ غولدشتاين، مذبحة بداخله قتل خلالها 29 مصلياً أثناء أدائهم صلاة الفجر في رمضان.
وحول الإسرائيليون جزءاً من المسجد إلى كنيس يهودي يؤدي فيه غلاة المستوطنين الصلاة.
ويقول الفلسطينيون إن هناك مخططاً إسرائيلياً لتقسيم الأقصى، وينفي الإسرائيليون ذلك فيما يحذر الأردنيون إسرائيل من مغبة الاقتراب من الأمر. وحذر وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، محمد الخلايلة، من مغبة تمكين قوات الاحتلال الإسرائيلي للمئات من اليهود المتطرفين من ممارسة اقتحامات وتدنيس باحات المسجد الأقصى المبارك - الحرم القدسي الشريف.
وقال الخلايلة، إن اقتحامات اليهود المتطرفين للمسجد الأقصى ومقبرة باب الرحمة الإسلامية، واستخدامهم الأبواق على باب الرحمة من الخارج، وكذلك اعتقال موظفي أوقاف القدس وحراس المسجد الأقصى ومنعهم من ممارسة عملهم المطلوب، جميعها أعمال مدانة ومرفوضة عقيدة وقانوناً، «وتعتبر اعتداءً صارخاً ضد حرمة الأماكن الإسلامية المقدسة وتعدياً على مشاعر ملياري مسلم في العالم».
وشدد على أن وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، تبذل كل جهد ممكن لتنفيذ وصاية الملك عبد الله الثاني، بخدمة وحماية والمدافعة عن المسجد الأقصى المبارك - الحرم القدسي الشريف، بكامل مساحته البالغة 144 دونماً، موضحاً أنه مكان عبادة خالص للمسلمين وحدهم لا يقبل الشراكة ولا التقسيم.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.