أهالي خان الأحمر استضافوا اليهود في خيامهم المهددة بالهدم

استضاف أهالي بلدة خان الأحمر الفلسطينية، المهددون بأمر ترحيل، المئات من اليهود الإسرائيليين في خيامهم بمناسبة عيد العرش.
جاءت هذه المبادرة تعبيراً عن حسن النية، ومحاولة لإطلاعهم على معاناتهم تحت حكم الاحتلال. وقد أقام الفلسطينيون عريشة، شبيهة بالعرائش التي يقيمها اليهود في هذا العيد طيلة ثمانية أيام، وأعلنوا أنهم يستضيفون اليهود المحتفلين كما يفعل الجيران لجيرانهم. ومد الفلسطينيون مائدة تضييف للزائرين، وراحوا يشرحون لهم قصتهم مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ويدعونهم للتدخل من أجل منع ترحيلهم. ورافقت الفلسطينيين في هذا النشاط «منظمة أصدقاء الجهالين»، التي تضم نشطاء سلام من اليسار.
تقول ميخال آيزنبيرغ، من قادة هذه المنظمة، إنه في مواجهة القيادات اليمينية المتطرفة للمستوطنين الذين يحاولون ترحيل هؤلاء الناس الطيبين من بيوتهم في خان الأحمر، والسلطات الإسرائيلية التي تدعم الاستيطان وتنفذ أهدافه، كان يجب أن يأتي إسرائيليون ويتعرفوا إلى الناس هنا من عرب الجهالين، ليروا عما نتحدث. إنهم يفتحون ليس فقط خيامهم المتواضعة، بل قلوبهم المفعمة بالمحبة والإنسانية.
وقالت: «انتهينا الآن من ثلاثة أيام استضافة. مئات العائلات اليهودية جاءت إليهم تلبي دعوة الاستضافة. الجو كان جميلاً، لم ترَ إلا الابتسامات على الوجوه. الأطفال المستضيفون والأطفال المحليون لعبوا معاً، وترابطوا في الطبيعة التي لا يعرفها إلا الأطفال، طاف الكبار حول الخان وبقوا في الخيم بهدوء، النساء اللواتي طبخن استضفن كل من حضر. من وجهة نظرنا أن العمل المشترك بيننا وبين أصدقائنا بني جهالين لا يقوي إلا الرابطة الإنسانية بين البشر. هنا تتجلى أروع القيم الإنسانية؛ التعارف والإنصات والتفاهم. ورسالة الجهالين كانت واحدة: نحن بشر مثلكم... اتركونا نعِش حياتنا».
المعروف أن خان الأحمر يضم نحو 200 شخص يعيشون في خيام وأكواخ من الصفيح، بجانب الطريق السريع من القدس في اتجاه البحر الميت. وتحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترحيلهم من هناك وهدم بيوتهم وإقامة أحياء سكنية للمستوطنين اليهود مكانهم. وتتولى هذه المعركة منظمة استيطانية تدعى «رجبيم»، وقد تمكنت من استصدر قرار من محكمة العدل العليا الإسرائيلي يقضي بترحيلهم، لأنهم لا يملكون وثائق ملائمة لملكية الأرض. وقد حظي أهالي الخان الأحمر بدعم وتضامن ليس فقط من الشعب الفلسطيني وقيادته، بل أيضاً من دول، ومن اليسار الإسرائيلي. وتوجهت دول الاتحاد الأوروبي بطلب عاجل لإسرائيل؛ بأن تكف عن مطاردة هؤلاء الناس. وامتنعت الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو وكذلك حكومة نفتالي بنيت، عن تنفيذ قرار المحكمة بسبب الضغط الأوروبي، لكن اليمين الاستيطاني يواصل الضغط لتنفيذ الترحيل.