بسام فتوح.. مزين تعشقه النجمات وهو يعشق تجميل المرأة العادية

بسام فتوح أمام مجموعته الأخيرة «بيروت»
بسام فتوح أمام مجموعته الأخيرة «بيروت»
TT

بسام فتوح.. مزين تعشقه النجمات وهو يعشق تجميل المرأة العادية

بسام فتوح أمام مجموعته الأخيرة «بيروت»
بسام فتوح أمام مجموعته الأخيرة «بيروت»

مثقّف من دون فذلكة، ومتفتح على العالم من دون أن ينسى بيئته وثقافة المرأة التي يتعامل معها.. إنه فنان الماكياج والتجميل بسام فتوح، الذي تثق فيه المرأة العادية عموما ونجمات مثل إليسا لا يستغنين عن لمساته السحرية، لهذا لا يمكن الحديث عن الجمال وفنون الماكياج من دون أن يُذكر اسمه.
بدأ بسام فتوح مشواره في عالم الماكياج عندما بلغ التاسعة عشرة من عمره. بعد عامين قضاهما في العمل مع مصفف شعر معروف في بيروت، شعر بأنه يميل إلى فنون الماكياج أكثر، خصوصا أنه يعشق الرسم واللعب بالألوان ومزجها منذ صغره. يقول بسام: «لم أكن أعرف كيف أترجم موهبتي وميولي سوى بالرسم والخربشات على الورق، هذه الرسومات والخربشات هي التي أوصلتني إلى ما وصلت إليه اليوم، لأني مع الوقت اكتشفت أنه يمكنني أن أوظفها بشكل جيد في الماكياج».
اليوم أصبح بسام فتوح مرجعية يعود إليها كلّ من أراد أن يطوّر أسلوبه في هذا المجال أو يصقله، وهو مجال واسع أصبح له مواسم ومجموعات تُطرح كل بضعة أشهر حتى تتماشى مع الموضة وتغيراتها. بيد أنه يرى أن طريقة عمل فنان الماكياج تختلف عن طريقة عمل مصمم الأزياء، فهي «أصعب» كما يقول.
«لدى مصممي الأزياء قواعد واضحة ينطلقون منها ويبنون عليها في كل موسم، وهي عبارة عن عناصر متعددة تعتمد على القصات والأقمشة والعودة إلى حقب ماضية أو أرشيف غني يستقون منه، بينما في مجال الماكياج يتطلب الأمر ابتكار لوحات بالألوان على كنفس أبيض، لعدم وجود نصوص مكتوبة يمكن الاستعانة بها والبناء عليها.. ما يساعدني ويُسهل مهمتي هي المرأة، لأنها هي التي أستمد منها أفكاري».
ما لا شك فيه أن بسام فتوح عصامي بكل معنى الكلمة، فقد كون نفسه بنفسه ومن الصفر. سلاحه كان دائما المثابرة والإصرار على النجاح، لكنه لا ينكر أن نقطة التحول في حياته كانت حين تلقى مكالمة من أميرة عربية طلبت منه تجميلها، وهو ما يزال في أول الطريق ولم تطرق الشهرة بابه بعد. يعترف: «شكّلت ثقتها في إمكانياتي دافعا لكي أعطي المزيد».
الآن، ورغم أن بسام يعتبر علامة مميزة في عالم التجميل فإن اللبنة كانت في التسعينات، الحقبة التي شهدت انطلاقه. يومها قيل إنه تجرّأ حيث لا يجرؤ آخرون في مجال الماكياج والتجميل، وهو ما يرد عليه مصححا: «نعم تجرّأت لكني أيضا التزمت، لأن انقلابي اقتصر على استعمال ألوان صارخة استعنت بها عوض ألوان ترابية وطبيعة كانت سائدة في ذلك الوقت، كما حرصت على أن لا أغرق في الكلاسيكية التي كانت مهيمنة على حقبة التسعينات». ماكياج العيون المدخن كان واحدا من التغييرات التي أسس لها بسام فتوح في عالم الماكياج والتصقت بأسلوبه. ويعلق بتواضع شديد: «لم أخترع البارود يومها وكل ما قمت به أني اتبعت أسلوبا جديدا ركزت فيه على الأسود ولقي قبولا». نجاحه شجعه على إطلاق منتجات تجميل تحمل توقيعه، لقيت هي الأخرى إقبالا بتركيبتها وألوانها التي تناسب كل البشرات وأيضا بتقنياتها وأشكالها العملية. آخرها كانت مجموعته «نوستالجيا الشرق»، وهي مجموعة تتألّف من 3 أقلام بحجم الـ«جامبو» تمّ تجهيزها في ألمانيا، بعدد محدود، واستوحى ألوانها من العاصمة التي شهدت انطلاقته وخطواته الأولى، بيروت، ويريدها أن تكون هدية قيمة لامرأة تقدر الجمال، تبقى معها طويلا.
قراره إنتاج مستحضرات تجميل خاصة به لم يكن سهلا؛ فقد كان يعرف أنها خطوة لا تخلو من المصاعب، لكنه في الوقت ذاته لم يرد الاكتفاء بنجاحه كفنان تجميل «فمن يريد النجاح يجب أن لا يرتاح ويقنع بما وصل إليه، بل لا بد أن يفكّر بالغد، لذلك ارتأيت أن أخوض المجازفة». يتابع: «سألت نفسي مرارا: وماذا بعد؟ أنا شاطر ولكن هناك غيري أيضا شطّار، أنا أعرف كيف أجمل المرأة لكن هناك من له الكفاءة نفسها، لهذا قررت أن أضع حدا لهذه التساؤلات وأحول حلما قديما راودني إلى واقع بابتكار مستحضرات تحمل اسمي، وأتمنى أن أحقق حلمي الثاني وهو ولوج العالمية». العالمية التي يقصدها تتطلب الكثير من التميز في ظل المنافسة الشديدة ووجود مئات الماركات العالمية والشهيرة في الأسواق، ما يعني أن البقاء للأقوى فقط. ولحد الآن فهو من الأقوياء في العالم العربي، على الأقل، إذ تحقق مبيعات منتجاته أرقاما قياسية سواء في لبنان أو خارجه من العالم العربي، خصوصا بعد انتشار خبر استعمال نجمات من وزن إليسا ومذيعات الفضائيات والتلفزيونات العربية لها. ومع ذلك يقول بسام إنه يُدرك أنه ليس كل من تعامل مع نجمة مشهورة أو زينها لمرة أو مرتين يحقق العالمية، بل من يملك علامة تجارية باسمه يضعها تحت تصرّف هؤلاء النجمات والمرأة عموما، ولا يستغنين عنها في كل المناسبات. لكن ما يحسب له أنه لا يكتفي بعمله مع النجمات، بل العكس، يستمتع بتزيين امرأة عادية أكثر، حسب اعترافه، لسبب بسيط أنها «تكون في طور البحث عن الخط التجميلي الذي يناسبها وتريد أن تكتشف إطلالة جديدة، وتُفاجأ بالنتيجة التي أمنحها لها» على العكس من النجمات اللواتي يعرفن سلفا هذه النتيجة.



اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
TT

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم، سواء تعلق الأمر بمناسبات النهار أو المساء والسهرة. ثم جاءت أميرة ويلز، كاثرين ميدلتون، لترسِخ مكانته منذ أيام قليلة، لدى مشاركتها مراسيم استقبال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني. ظهرت به من الرأس إلى أخمص القدمين، في لوحة مفعمة بالجرأة والكلاسيكية في الوقت ذاته. هذه اللوحة ساهم في رسمها كل من مصممة دار «ألكسندر ماكوين» السابقة سارة بيرتون من خلال المعطف، ومصممة القبعات «سحر ميليناري» ودار «شانيل» من خلال حقيبة اليد.

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

كان هذا اللون كافياً لكي يُضفي عليها رونقاً ودفئاً من دون أن يحتاج إلى أي لون آخر يُسنده. ربما تكون أقراط الأذن والعقد المرصعين باللؤلؤ هما الاستثناء الوحيد.

لكن من يعرف أميرات القصر البريطاني يعرف أن اختياراتهن لا تخضع لتوجهات الموضة وحدها. هن أيضاً حريصات على توظيف إطلالاتهن كلغة دبلوماسية في المناسبات الرسمية. في هذا الحالة، يمكن أن نقرأ أن سبب اختيارها هذا اللون كان من باب الاحتفاء بالضيفين العربيين، بالنظر إلى أنه أحد ألوان العلم القطري.

لكن إذا تقيّدنا بتوجهات الموضة، فإنها ليست أول من اكتشفت جمالياته أو سلّطت الضوء عليه. هي واحدة فقط من بين ملايين من نساء العالم زادت قابليتهن عليه بعد ظهوره على منصات عروض الأزياء الأخيرة.

اختيار أميرة ويلز لهذا اللون من الرأس إلى أخمص القدمين كان مفعماً بالأناقة (رويترز)

«غوغل» مثلاً أكدت أن الاهتمام بمختلف درجاته، من العنابي أو التوتي أو الرماني، بلغ أعلى مستوياته منذ 5 سنوات، في حين ارتفعت عمليات البحث عنه بنسبة 666 في المائة على منصات التسوق الإلكترونية، مثل «ليست» و«نيت أبورتيه» و«مايتريزا» وغيرها.

ورغم أنه لون الخريف والشتاء، لعُمقه ودفئه، فإنه سيبقى معنا طويلاً. فقد دخل تشكيلات الربيع والصيف أيضاً، معتمداً على أقمشة خفيفة مثل الكتان والساتان للنهار والموسلين والحرير للمساء، بالنظر إلى أن أول تسلل له، كان في تشكيلات ربيع وصيف 2024 في عرضي كل من «غوتشي» و«بوتيغا فينيتا». كان جذاباً، الأمر الذي جعله ينتقل إلى تشكيلات الخريف والشتاء الحاليين والربيع والصيف المقبلين.

بغضّ النظر عن المواسم والفصول، كان هناك إجماع عالمي على استقباله بحفاوة جعلته لون الموسم بلا منازع. لم يعد يقتصر على العلامات الكبيرة والغالية مثل «غوتشي» و«برادا» وغيرهما. انتقلت عدواه سريعاً إلى المحلات الكبيرة من «بريمارك» إلى «زارا» و«أيتش أند إم» مروراً بـ«مانغو» وغيرها من المتاجر الشعبية المترامية في شوارع الموضة.

الجميل فيه سهولة تنسيقه مع ألوان كثيرة مثل الرمادي (إ.ب.أ)

ورغم أن أميرة ويلز ارتدته من الرأس إلى القدمين، فإن أحد أهم عناصر جاذبيته أنه من الدرجات التي يسهل تنسيقها مع ألوان أخرى كثيرة، من دون أن يفقد تأثيره. يمكن تنسيقه مثلاً مع الأسود أو البيج أو الرمادي أو الأزرق الغامق. يمكن أيضاً تنسيق كنزة صوفية بأي درجة من درجاته مع بنطلون جينز بسيط، أو الاكتفاء بمعطف منه أو حقيبة أو حذاء حتى قفازات فقط.