الدبيبة يجدد تمسكه بإجراء الانتخابات الليبية في موعدها

روسيا تشدد على الخروج المتزامن لـ«المرتزقة»

متظاهرون في طرابلس دعماً للدبيبة في مواجهة مجلس النواب ليلة أول من أمس (أ.ب)
متظاهرون في طرابلس دعماً للدبيبة في مواجهة مجلس النواب ليلة أول من أمس (أ.ب)
TT

الدبيبة يجدد تمسكه بإجراء الانتخابات الليبية في موعدها

متظاهرون في طرابلس دعماً للدبيبة في مواجهة مجلس النواب ليلة أول من أمس (أ.ب)
متظاهرون في طرابلس دعماً للدبيبة في مواجهة مجلس النواب ليلة أول من أمس (أ.ب)

خفف عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة الليبية، من حدة خطابه الرسمي ضد مجلس النواب، الذي سحب الثقة عن حكومته، متعهداً بإجراء الانتخابات في موعدها، بينما بدت مخاوف دولية من تصاعد التأثيرات السلبية على الانتخابات، المقررة قبل نهاية العام الجاري، وتفاقم حدة الخلاف بين الطرفين. وتجاهل الدبيبة مطالب مؤيديه، الذين تجمعوا وسط العاصمة طرابلس مساء أول من أمس، بإسقاط مجلس النواب احتجاجاً على سحبه الثقة من الحكومة، وحملوا لافتات «البرلمان لا يمثلني»، و«الشعب يريد سقوط البرلمان»، و«لا للانقسام». وقال في المقابل إن الانتخابات المقبلة «هدف لن نتنازل عليه» وتعهد بألا يحكم أي شخص أو حزب هذا الشعب إلا باختياره. وأضاف الدبيبة أمام الحشد، الذي شارك أيضاً في حفل زفاف جماعي تموله الدولة في ساحة الشهداء: «لن نسمح بعد اليوم بالانقسام والتشظي مهما كانت الأسباب»، مشيراً إلى أن حكومته «وحدت ليبيا، وحاربت المركزية»، وتعهد بتوزيع الثروة لكل الليبيين، من خلال الإدارة المحلية، وبناء جيش قوي موحد، بعيداً عن القبلية والجهوية. في سياق ذلك، أوضح الدبيبة أن الحكومة «لم تسرق الأموال، بل صرفتها على أبناء هذا الوطن»، الذين تعهد بعدم تركهم «في هذا الوضع المأساوي»، ووعد بمنح القروض السكنية وقروض التنمية قريباً.
بدوره أكد عبد الله اللافي، نائب محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، أن المجلس الرئاسي ماض في تعهداته التي قطعها أمام الليبيين، والمتمثلة في قيادة البلاد إلى أهم استحقاق طال انتظاره، وهو الانتخابات. ودعا اللافي جميع الأطراف إلى تغليب المصلحة العامة، مشيراً إلى أن الليبيين «لا يرغبون في مزيد من العمل الارتجالي، والفوضى السياسية، وأي مراحل انتقالية أخرى لن تخدم مصلحة البلاد».
في المقابل، اعتبر عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، أن «انزعاج النواب من إبرام حكومة الوحدة الوطنية عقوداً بالمليارات مع الخارج، مع ما سيفرض ذلك على الدولة من التزامات وديون، قد أدى إلى سحب الثقة من الحكومة بهدف تحجيم عملها خارجياً».
وقال صالح في تصريحات تلفزيونية، مساء أول من أمس، إنه لا يوجد أي قيد على الحكومة داخلياً، لافتاً إلى أن القيد الوحيد هو على العقود طويلة الأمد الخارجية، وأكد استمرار الحكومة في عملها لحين إجراء الانتخابات.
وعد صالح التظاهر «حقاً دستورياً مشروعاً للجميع، ومن حق الليبيين أن يتظاهروا بأي مكان بشكل سلمي». موضحاً أن المشاورات مع المجلس الأعلى للدولة «لم تصل إلى أي حل، أو قاعدة دستورية وقانونية لتنسيق العمل والتشاور حول القوانين بين المجلسين». وقال بهذا الخصوص إن مجلس النواب، الذي تعهد بتسليمه السلطة بمجرد انتخاب المجلس الجديد، سيصدر القانون البرلماني في الجلسة المقبلة، أو التي بعدها.
وبعدما رأى أنه لا حل في ليبيا إلا عبر الانتخابات، حذر صالح من أن عرقلتها «ستترتب عليه عواقب وخيمة وفوضى»، على حد قوله.
وعلى صعيد متصل، واصل خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، التأكيد على موقفه بعدم السماح للمشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، بالترشح ‏لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة‎.‎
واعتبر في تصريحات تلفزيونية من تركيا، التي يزورها حالياً، أن مجرد القبول بحفتر كمرشح «‏يعني الحكم على القضية الديمقراطية في البلد ‏بالفناء‎»، وقال إن حفتر لن يحصل على أكثر من 10 في المائة من الأصوات في حال إجراء الانتخابات.
إلى ذلك، نقل المنفي عن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي التقاه مساء أول من أمس في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، تأكيده على ضرورة انسحاب «المرتزقة»، والقوات الأجنبية بشكل متزامن من ليبيا، والمضي قدماً في مشروع المصالحة لضمان إجراء الانتخابات في موعدها. كما أبدى دعمه للجهود السياسية الرامية إلى تحقيق الاستقرار في ليبيا، بما في ذلك إطلاق سراح عدد من السجناء، في إطار مشروع المصالحة الوطنية، الذي أعلن عنه المنفي مؤخراً.
وكان المنفى قد دعا خلال اتصال هاتفي مع وزير خارجية الصين، وانغ يي، إلى عودة الشركات الصينية للعمل في جميع أنحاء ليبيا خلال الفترة القادمة، وأشاد بتعامل الصين مع القضية الليبية من خلال سياستها، التي لم تنحز لطرف دون آخر، الأمر الذي يجعلها تعمل في أي مكان من ليبيا.
كما نقل المنفي عن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تأكيده على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها نهاية العام الجاري، مشيراً إلى أنهما ناقشا ملف المقاتلين الأجانب، وضرورة العمل على خروجهم لضمان استقرار ليبيا ودول الجوار. وأشاد المنفي بجهود الأمم المتحدة في دعم الحوار السياسي الليبي، مؤكداً على أهمية دور الذي البعثة الأممية في المساعدة على نجاح العملية السياسية للوصول بالبلاد إلى إجراء الانتخابات في أفضل الظروف السياسية والأمنية.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.