ثلاثة وفود سورية في أميركا... واتساع الاتصالات مع المقداد

لقاء بين «الهيئة» المعارض وأبو الغيط

TT
20

ثلاثة وفود سورية في أميركا... واتساع الاتصالات مع المقداد

يقوم ثلاثة وفود سورية بزيارات إلى أميركا؛ إذ يمثل وزير الخارجية فيصل المقداد الحكومة في اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك التي يزورها أيضاً وفد «هيئة التفاوض السورية» المعارضة برئاسة سالم مسلط، في وقت يزور وفد من «الإدارة الذاتية» الكردية برئاسة إلهام أحمد واشنطن. وكان لافتاً زيادة الاتصالات مع وفد الحكومة في الأمم المتحدة عن السنوات السابقة.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لمقداد خلال لقاء عقد بينهما في نيويورك، التزام موسكو الثابت بسيادة سوريا واستقلالها. وأكدت الخارجية الروسية في بيان لها، أن الوزيرين خلال المحادثات التي جرت بينهما الخميس على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة تبادلا الآراء حول تطورات الوضع في سوريا، مع التركيز على أفق مواصلة رفد العملية السياسية في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن الدولي 2254، بما يشمل اللجنة الدستورية السورية التي تعقد اجتماعاتها في جنيف. وتابع البيان «أكد الجانب الروسي موقفه الثابت الداعم للاحترام غير المشروط لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، وحق السوريين المشروع في تقرير مصير بلادهم بأنفسهم». ولفت البيان إلى أن لافروف والمقداد بحثا بعض المسائل المتعلقة بمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين روسيا وسوريا.
وكان المقداد التقى نظيره الأردني أيمن الصفدي، وبحثا سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وضمان أمن الحدود المشتركة. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن المقداد بحث مع الصفدي «الخطوات التي يمكن أن يقوم بها البلدان لزيادة التعاون في المجالات المختلفة وضمان أمن الحدود المشتركة بما ينعكس خيراً على البلدين والشعبين الشقيقين». واستعرض الوزيران المساعي المبذولة لدفع الجهود الرامية إلى حل الأزمة في سوريا، ومعالجة تبعاتها الإنسانية. كما بحث الجانبان تزويد الأردن لبنان بالطاقة الكهربائية والغاز المصري عبر سوريا.
من جهته، أكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، الخميس، أن بلاده تعمل من أجل عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية. وبحسب بيان لوزارة الخارجية، قال حسين، إن «استقرار سوريا يهم العراق، وأن الوضع الأمني غير المستقر وتواجد إرهابيي (داعش) وغيرها من المنظمات الإرهابية في سوريا هو تهديد أيضاً لاستقرار وأمن العراق». وأضاف، أن «العراق يستمر في جهوده لعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية».
في المقابل، التقى أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وفداً من المعارضة السورية برئاسة سالم المسلط. وقال مصدر، إن «اللقاء تناول آخر التطورات بشأن الأزمة السورية والجهود الإقليمية والدولية لحلحلتها في إطار تنفيذ القرارات الدولية بشأنها». وأضاف، أن «أبو الغيط استمع خلال اللقاء لعرض من أعضاء الوفد حول مستجدات الأوضاع على الساحة السورية، وأكد أهمية الدفع قدماً باتجاه تنشيط العملية التفاوضية المستندة إلى قرار مجلس الأمن 2254 بعد جمودها منذ فترة، مع ضرورة الانخراط في العملية السياسية بشكل جاد من الجانبين».
وأشار إلى أن «اللقاء استعرض مختلف مراحل عمل اللجنة الدستورية التي لم تفض إلى أي شيء ملموس حتى الآن، كما تمت مناقشة الأوضاع الميدانية وسبل رفع المعاناة عن الشعب السوري الذي يتعرض لأسوأ وضع إنساني عرفه في تاريخه الحديث». ولفت إلى أن «أبو الغيط استمع من أعضاء الوفد حول شرح لمخاطر التغييرات الديمغرافية التي تجري في المجتمع السوري، حيث أبدي الأمين العام انزعاجه من آثارها المحتملة على الاستقرار في البلاد».
وعقد وفد «الهيئة» سلسلة اجتماعات، حيث اقتصرت عموماً على دبلوماسيين ومسؤولين في دول عدة. كما لوحظ عدم وجود مؤتمر خاص بسوريا على هامش اجتماعات الجمعية العامة كما جرت العامة في السنوات السابقة.
تزامن ذلك، مع عقد وفد من «مجلس سوريا الديمقراطية» و«الإدارة الذاتية» التي تسيطر على شرق الفرات بدعم من أميركا، لقاءات في واشنطن.
وفشل النائب الديمقراطي جمال بومان في الحصول على الدعم اللازم لتمرير التعديل الذي طرحه لإنهاء التدخل العسكري الأميركي في سوريا.
وكان التعديل سيجبر إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على الحصول على إذن خاص من الكونغرس لاستمرار وجود القوات الأميركية في سوريا.



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.