جنازة عسكرية لأسير فلسطيني توفي بالسرطان

حسين مسالمة قضى 19 عاماً في سجون إسرائيل

تشييع جثمان الأسير حسين مسالمة في مدينة بيت لحم (وفا)
تشييع جثمان الأسير حسين مسالمة في مدينة بيت لحم (وفا)
TT

جنازة عسكرية لأسير فلسطيني توفي بالسرطان

تشييع جثمان الأسير حسين مسالمة في مدينة بيت لحم (وفا)
تشييع جثمان الأسير حسين مسالمة في مدينة بيت لحم (وفا)

شيع الفلسطينيون في جناة عسكرية جثمان الأسير حسين مسالمة (39 عاما) بعد 19 عاما قضاها مكبلا بالأصفاد في السجون الإسرائيلية قبل أن يحول إلى مستشفى إسرائيلي ثم فلسطيني مكبلا بمرض السرطان الذي داهمه في سجنه، وقضى عليه.
وهتف الآلاف في مدينة بيت لحم التي أعلنت الخميس الإضراب الشامل في جميع مناحي الحياة، لمسالمة الذي حُمل على اكتاف رجال الامن الفلسطينيين في جنازة عسكرية من المشفى الى منزله حتى "مقبرة الشهداء" في المدينة. ورفع المشيعون صورا مؤثرة لمسالمة حين اعتقاله شابا، وكيف حوله السجن والمرض بعد 19 عاما في قصة أثارت الحزن والدموع.
اعتقلت إسرائيل مسالمة عام 2002 وحكمت عليه بالسجن 20 عاما، قضى حوالي 19 منها قبل أن تتدهور صحته بسرطان الدم، الذي اكتشف متأخرا، حتى أفرجت عنه إسرائيل في فبراير (شباط) الماضي إلى المستشفيات الإسرائيلية، ثم جرى نقله قبل أيام قليلة إلى المستشفى الاستشاري في رام الله حيث قضى.
الإفراج عن مسالمة تم بعد ضغوط حقوقية واسعة، بسبب سوء حالته الصحية واقتراب موعد الإفراج عنه عام 2022 لكنه لم ينعم بطعم الحرية. وأكّد نادي الأسير الفلسطيني، أن الأسير المحرّر مسالمة استشهد في مستشفى الاستشاري في رام الله، وذلك بعد مروره بمرحلة صعبة أمضاها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأصيب خلالها بسرطان الدّم، وعانى من الإهمال الطّبي. وأكّد نادي الأسير، أنّ الاحتلال هو المسؤول عما وصل إليه الأسير مسالمة، حيث نفّذ بحقه جريمة الإهمال الطبي، التي طالت وما زالت تطال المئات من الأسرى في سجون الاحتلال.
وواجه مسالمة منذ نهاية العام الماضي، تدهورًا على وضعه الصحي، وعانى من أوجاع استمرت لأكثر من شهرين ماطلت خلالها إدارة سجون الاحتلال في نقله إلى المستشفى. وقال نادي الاسير إنّ المعطيات الراهنة بشأن الأسرى المرضى، خطيرة، مع تسجيل حالات جديدة بإصابتها بأوارم بدرجات مختلفة، لا سيما بين الأسرى الذين أمضوا أكثر من 20 عامًا.
وطالب نادي الأسير المؤسسات الدولية الحقوقية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، بضرورة التدخل العاجل والجدي بالتدخل للإفراج عن الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، وإرسال لجنة طبية محايدة. وقالت سهيلة مسالمة والدة الأسير الراحل، إن السجن حول ولدها من شاب سليم وقوي إلى مريض. لكنها أضافت بكثير من العزم «لقد أوصاني أن ازغرد يوم استشهاده وأن أفخر به. أنا فخورة به لأنه عاش بطلا واستشهد مرفوع الرأس».
من جهتها، حملت حركة حماس، إسرائيل «المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير المحرر حسين مسالمة، والذي تعرض لتعذيب وإهمال طبي متعمد، ولظروف اعتقال سيئة للغاية خلال فترة اعتقاله، كما باقي الأسرى في سجون الاحتلال». وقالت في بيان، إن هذه الجريمة بحق الإنسانية تعكس حجم انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى المرضى بشكل خاص.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.