تركيا تكثف جسرها الجوي العسكري إلى ليبيا

جانب من تدريب عسكري لجنود ليبيين أشرف عليه ضباط أتراك قرب طرابلس (أ.ف.ب)
جانب من تدريب عسكري لجنود ليبيين أشرف عليه ضباط أتراك قرب طرابلس (أ.ف.ب)
TT

تركيا تكثف جسرها الجوي العسكري إلى ليبيا

جانب من تدريب عسكري لجنود ليبيين أشرف عليه ضباط أتراك قرب طرابلس (أ.ف.ب)
جانب من تدريب عسكري لجنود ليبيين أشرف عليه ضباط أتراك قرب طرابلس (أ.ف.ب)

كشف موقعان متخصصان في رصد حركة الطيران عن تكثيف تركيا جسرها الجوي لطيران الشحن العسكري إلى قاعدتي الوطية ومصراتة، الخاضعتين لسيطرتها في غرب ليبيا، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد توترا سياسيا على خلفية حجب مجلس النواب الثقة عن حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، التي أكدت أنقرة دعمها لاستمرارها حتى إنجاز الانتخابات في موعدها المحدد في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وذكر موقع «إيتاميل رادار» الإيطالي، المختص برصد الحركة الجوية، أمس، قيام تركيا بتسيير رحلتين لطائرتين عسكريتين، باتجاه قاعدة الوطية العسكرية غرب البلاد. مبرزا أن الطائرتين التابعتين للقوات الجوية التركية، وهما من طراز «إيرباص. إيه 400 إم» انطلقت إحداهما من مدينة قيصري (وسط تركيا)، بينما انطلقت الثانية من مطار إسطنبول (غرب)، باتجاه قاعدة الوطية بغرب ليبيا.
وزادت تركيا في الأيام الأخيرة من وتيرة رحلات طيرانها العسكري باتجاه قاعدتي الوطية ومصراتة، رغم قرارات الأمم المتحدة بحظر نقل السلاح إلى ليبيا، بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والمطالبات الدولية لها بسحب قواتها، وآلاف المرتزقة الذين دفعت بهم إلى غرب ليبيا، بموجب مذكرة التفاهم في مجال التعاون الأمني والعسكري، الموقعة مع رئيس حكومة «الوفاق» الوطني السابقة في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019.
ورصد موقع «فلايت رادار» قبل يومين إقلاع طائرتي شحن عسكريتين من طراز «إيرباص. إيه 400 إم» ذاته من مطار سليمان ديميريل في إسبرطة، جنوب تركيا إلى قاعدة مصراتة الجوية الخاضعة لسيطرتها في ليبيا. وأكد أنه خلال الفترة الأخيرة أقامت تركيا جسراً جوياً، كانت هاتان الرحلتان هما الخامسة والسادسة فيه خلال أقل من أسبوع.
وكشفت تقارير في الفترة الأخيرة عن تحركات تركية لنقل عناصر من المرتزقة السوريين، التابعين لها في ليبيا، إلى أفغانستان لاستخدامهم في تأمين مطار كابل، حيث ذكرت وسائل إعلام ليبية الأسبوع الماضي عن نقل تركيا مجموعة من المرتزقة من قاعدة الوطية، وأكد قادة الفصائل الموالية لتركيا في شمال سوريا عدم عودة أي عناصر جديدة من ليبيا.
وتتمسك تركيا ببقاء قواتها في ليبيا، وترفض اعتبارها أجنبية، كما تماطل في سحب المرتزقة السوريين، وتؤكد أن نشرهم في غرب ليبيا جاء بدعوة من الحكومة الشرعية السابقة، وبناء على مذكرة التفاهم الموقعة معها، بينما لم تعترض حكومة الدبيبة على بقاء هذه القوات والمرتزقة. ويتبنى المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، الذي يرأسه خالد المشري، شرعية وجود تركيا العسكري، وعدم المساس بمذكرة التفاهم الموقعة معها، رغم القرارات الدولية التي طالبت بسحب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة لتهيئة الوضع للانتخابات، وتحقيق الاستقرار في البلاد.
وواصلت تركيا رسائل الدعم المقدم إلى حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، عقب قرار مجلس النواب سحب الثقة منها الثلاثاء الماضي، واستمرارها كحكومة تسيير أعمال حتى إجراء الانتخابات. وأجرى وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو اتصالا هاتفيا مع رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، ليل الأربعاء - الخميس، جدد خلاله دعم تركيا لحكومته. كما التقى الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، في الوقت ذاته، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي في نيويورك، على هامش أعمال الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل مغادرته عائدا إلى تركيا. وأول من أمس، دعت وزارة الخارجية التركية في بيان جميع الأطراف الليبية إلى التصرف بمسؤولية، والتركيز على أولويات البلاد. وشددت على أهمية استمرار حكومة «الوحدة» في العمل بكامل السلطة لحين إجراء الانتخابات في موعدها، على النحو المخطط له في خريطة الطريق، والحفاظ على الهدوء في البلاد من أجل إدارة المرحلة الانتقالية بنجاح.
ولفت البيان إلى أن تركيا أيدت العملية السياسية في البلاد منذ البداية، وأنها ستواصل الوقوف إلى جانب ليبيا الشقيقة والصديقة، شعبا وحكومة «شرعية».



غارة جوية إسرائيلية تستهدف شاحنات محملة بمواد طبية وإغاثية في حمص

من مدينة حمص السورية (أرشيفية - رويترز)
من مدينة حمص السورية (أرشيفية - رويترز)
TT

غارة جوية إسرائيلية تستهدف شاحنات محملة بمواد طبية وإغاثية في حمص

من مدينة حمص السورية (أرشيفية - رويترز)
من مدينة حمص السورية (أرشيفية - رويترز)

استهدفت غارة إسرائيلية، الأحد، شاحنات تحمل مواد إغاثية وطبية في مصنع فارغ للسيارات الإيرانية جنوب مدينة حمص وسط سوريا، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بعد أيام من غارات طالت دمشق والحدود اللبنانية السورية.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال «المرصد» إن طائرات إسرائيلية شنّت «غارات جوية بثلاثة صواريخ استهدفت(...) 3 شاحنات محملة بالمواد الغذائية والطبية في معمل للسيارات الإيرانية بمنطقة حسياء الصناعية»، الواقعة جنوب المدينة.

وأدّت الغارة إلى إصابة 3 أشخاص من فرق الإغاثة، وتدمير الشاحنات القادمة من العراق لتقديم مساعدات إنسانية للبنانيين المتضررين من الغارات الإسرائيلية، وفق «المرصد».

من جهته، أكد مدير المدينة الصناعية في حسياء عامر خليل وقوع «أن عدواناً جوياً إسرائيلياً استهدف 3 سيارات داخل المدينة الصناعية، محملة بمواد طبية وإغاثية، والأضرار مادية»، وفق ما نقلت «وكالة الأنباء الرسمية» (سانا).

يذكر أن حمص محافظة حدودية مع لبنان.

وكثّفت إسرائيل في الأيام الماضية وتيرة استهداف نقاط قرب المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان، التي عبرها مؤخراً عشرات الآلاف هرباً من الغارات الإسرائيلية الكثيفة على لبنان.

وأدّت غارة إسرائيلية، استهدفت فجر الجمعة منطقة المصنع في شرق لبنان، إلى قطع الطريق الدولي بين لبنان وسوريا، وأتت بعد اتهام إسرائيل «حزب الله» باستخدام المعبر لنقل الأسلحة.

كما شنّت إسرائيل مراراً في الأيام الماضية غارات جوية داخل سوريا.

وأدت إحداها، الأربعاء، على منطقة المزة في دمشق إلى مقتل حسن جعفر قصير، وهو صهر الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، الذي قتل بغارات إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 27 سبتمبر (أيلول).

ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في هذا البلد، مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ«حزب الله» الحليف لطهران ودمشق.

ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر أنها ستتصدى لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا. ومنذ بدء غاراتها المكثفة في لبنان في 23 سبتمبر، شددت إسرائيل على أنها ستعمل على الحؤول دون نقل «حزب الله» لـ«وسائل قتالية» من سوريا إلى لبنان.