لودريان يطالب بلينكن بـ«أفعال» لتجاوز «أزمة الغواصات»

الوزيران ناقشا «استراتيجية التعاون» في منطقة الهندي والهادي

TT

لودريان يطالب بلينكن بـ«أفعال» لتجاوز «أزمة الغواصات»

على رغم الأجواء الإيجابية التي ظهرت بعد الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، ووعد باريس بإعادة سفيرها فيليب إيتيان إلى واشنطن الأسبوع المقبل، أبلغ وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان نظيره الأميركي أنطوني بلينكن، أن تجاوز ما بات يعرف باسم «أزمة الغواصات» بين البلدين يحتاج إلى أفعال ملموسة من جانب الولايات المتحدة. وكانت «أزمة الغواصات» التي صارت رمزاً للتحالف الجديد بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا في منطقة المحيطين الهادي والهندي، هددت باهتزاز العلاقات عبر الأطلسي، وكذلك بـ«اختلال» التوازنات الدولية داخل مجلس الأمن. وعلى أثر اجتماع ثنائي عقده الوزيران الأميركي والفرنسي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك صباح أمس (الخميس)، أفاد لودريان في بيان، بأن اللقاء انعقد في ضوء المحادثة بين زعيمي البلدين، موضحاً أنه «أثار مع نظيره الأميركي النماذج والمواضيع الرئيسية لعملية المشاورات المعمقة بين البلدين بغية استعادة الثقة». وإذ ذكر أن الاتصال بين الرئيسين هو «خطوة أولى»، شدد على أن «الخروج من الأزمة بين لدينا يتطلب وقتاً ويحتاج إلى أفعال».
وكذلك، قال الناطق باسم وزارة الخارجية نيد برايس، إنه بعد المناقشة بين الرئيسين بايدن وماكرون تحدث الوزيران بلينكن ولودريان عن «خطط لإجراء مشاورات ثنائية متعمقة حول القضايا ذات الأهمية الاستراتيجية»، مضيفاً أن الوزيرين «ناقشا استراتيجية الاتحاد الأوروبي للتعاون في منطقة المحيطين الهندي والهادي، التي ترحب بها الولايات المتحدة، والحاجة إلى تعاون وثيق مع فرنسا وغيرها من الحلفاء والشركاء الأوروبيين النشطين في المنطقة». ولفت إلى أن بلينكن ولودريان ناقشا «أهدافنا المشتركة في منطقة الساحل». وكان البيت الأبيض وقصر الإليزيه أفادا في بيان مشترك، بأن إجراء «مشاورات مفتوحة بين الحلفاء في شأن القضايا ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة إلى فرنسا والشركاء الأوروبيين كان من شأنه تفادي هذا الوضع». وقرر الرئيسان الأميركي والفرنسي الاجتماع في أوروبا بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الحالي لإطلاق «عملية تشاور معمّق تهدف إلى تأمين الظروف التي تضمن الثقة واقتراح تدابير ملموسة لتحقيق الأهداف المشتركة». وأفادت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي، بأن المحادثة بين بايدن وماكرون كانت «ودّية»، موضحة أن الرئيس بايدن يأمل في أن تشكل «خطوة نحو عودة الوضع إلى طبيعته» بين البلدين.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.