السنيورة: الحريري أبلغني عن محاولات متعددة لاغتياله من قبل «حزب الله»

في اليوم الثاني لشهادته أمام المحكمة الخاصة بلبنان: النظام الأمني أراد أن يبقيه {ملجومًا} وخاضعًا للاستتباع السوري

السنيورة: الحريري أبلغني عن محاولات متعددة لاغتياله من قبل «حزب الله»
TT

السنيورة: الحريري أبلغني عن محاولات متعددة لاغتياله من قبل «حزب الله»

السنيورة: الحريري أبلغني عن محاولات متعددة لاغتياله من قبل «حزب الله»

أعلن رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أن رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري أبلغه أكثر من مرة أنه تم اكتشاف عدة محاولات لاغتياله من قبل «حزب الله».
وفي اليوم الثاني للإدلاء بشهادته أمام المحكمة الخاصة باغتيال الحريري، حيث استجوبه الممثل القانوني للمتضررين من عملية الاغتيال، قال السنيورة: «جرى العبث بموقع الجريمة، وهذا أمر مثير للشكوك»، موضحا أن «طلب إنشاء محكمة دولية اتخذ في اجتماع في منزل الحريري بعد الجريمة ومن دون تدخل من أحد». وأكد أن «أحد أهم القرارات التي اتخذت على طاولة الحوار الوطني إنشاء المحكمة الدولية، وأن كشف حقيقة الاغتيال سيكون خطا فاصلا بين مرحلة وأخرى ورسالة بأنه لا يمكن ارتكاب جريمة من دون عقاب». مضيفا: «لو لم تنشأ المحكمة الدولية لكان سيل جرائم الاغتيال التي شهدها لبنان قد استمر».
وأشار السنيورة إلى أن «الأحداث التي كانت تلي الجريمة كانت تثبت صوابية إنشاء المحكمة الدولية التي جرت محاولات للاستبدال بها أخرى عربية، لكن المحاولات ولدت ميتة».
وقال السنيورة: «رئيس الجمهورية السابق إميل لحود رفض القيام بالتعهد لعقد جلسة مجلس الوزراء بشأن إقرار الاتفاق مع المحكمة، وعندما لم يعطِ أي موقف ولمست امتناعا عن ذلك وجهت دعوة للحكومة. لم يكن يبدو لي أن لحود كان مرحبا بتأسيس المحكمة الخاصة بلبنان، وكان انطباعي أنه كان يتهرب من عقد جلسة للحكومة لبحث هذا الموضوع».
ولفت السنيورة إلى أن هناك من كان يحاول في لبنان تلطيخ المحكمة والنيل من حياديتها والعمل على إظهار وكأنها تحاول أن تتخطى حدودها».
وردا على أسئلة محامي الدفاع عن المتهم حسين العنيسي، أحد المتهمين الأربعة باغتيال الحريري، قال السنيورة: «لا اعرف مطلقا العنيسي ولا أستطيع حتى أن أميز وجهه»، مضيفا: «حتما لا يمكنني أن أعرف من هم الأشخاص الذين نفذوا عملية الاغتيال».
وعن علاقته بالنظام السوري، قال السنيورة: «النظام الأمني أراد أن يبقى الحريري ملجوما وخاضعا للاستتباع السوري»، لافتا إلى أنه «بعد كل زيارة إلى الخارج كان الحريري يقول: الله يسترنا عندما نعود إلى بيروت».
ولفت السنيورة إلى أن الحريري كان يحاول أن يتقي التعسف الذي يمارسه النظام الأمني السوري، نافيا علمه على الإطلاق بأي معلومة حول المبالغ التي كان يتقاضاها رئيس الأمن السياسي السابق في سوريا رستم غزالة»، مشيرا إلى أن الحريري كان يعتمد على أن البعض سيكون منتبها لعواقب اغتياله ولا يقدم على مثل هذا الأمر.
وكانت الجلسة قبل الظهر استهلت بعرض الادعاء على السنيورة شريط فيديو للرئيس رفيق الحريري في دبي في حضور الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون ووزيرة الخارجية، الأميركية السابقة مادلين أولبرايت.
وأكد السنيورة أن علاقة الحريري بالرئيس الأميركي كلينتون توثقت عبر 3 لقاءات بينهما، مشيرا إلى أنه كان لديه القدرة على التواصل مع رئيس أي دولة، مشيرا إلى أن «لقاء الحريري بوزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت في سبتمبر 2004 جرى من خارج الإدارة».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.