تفاقم العنف في المجتمع العربي بإسرائيل

أربع جرائم قتل في يومين إحداها في عرس

احتجاجات مستمرة داخل المجتمع العربي في إسرائيل على تجاهل الجريمة ببلداته (أ.ف.ب)
احتجاجات مستمرة داخل المجتمع العربي في إسرائيل على تجاهل الجريمة ببلداته (أ.ف.ب)
TT

تفاقم العنف في المجتمع العربي بإسرائيل

احتجاجات مستمرة داخل المجتمع العربي في إسرائيل على تجاهل الجريمة ببلداته (أ.ف.ب)
احتجاجات مستمرة داخل المجتمع العربي في إسرائيل على تجاهل الجريمة ببلداته (أ.ف.ب)

قال رئيس اللجنة رؤساء السلطات العربية، مضر يونس، إن المجتمع يتعرض لهجوم عنيف ووحشي من قبل المنظمات الإجرامية، ودعا الحكومة والأهالي، القادة اليهود والعرب، والجمهور الإسرائيلي كله، لأن يستيقظوا قبل أن تحل كارثة.
نداء المسؤول العربي، جاء في أعقاب تفاقم جرائم العنف في المجتمع العربي في إسرائيل، ووصولها إلى 89 ضحية منذ مطلع السنة، ووقوع أربع جرائم قتل في اليومين الأخيرين، تم تحويل واحدة منها، من حفل عرس إلى مأتم.
وكان خلاف بين شابين في مأدبة طعام في عرس قد تسبب في شجار في مدينة الطيبة، فخرج أحدهما من الحفل وأحضر سلاحاً نارياً وعاد لينتظر خروج الشاب الآخر الذي غادر برفقة مجموعة من الأشخاص، فأطلق الرصاص عليهم جميعاً، فقتل بذلك الشاب علاء صرصور (26 عاماً) وأصاب خمسة أشخاص بجراح. وقد أقدم المتهم على جريمته بشكل علني ولم يخف وجهه، ما أعاد إلى الأذهان حقيقة أن مروجي العنف لا يحسبون حساباً لأحد، لا الشرطة ولا المجتمع. هذا وقد ساد هلع في المدينة، إضافة إلى المأساة في تحويل بهجة العرس إلى مأتم.
وفي يوم الاثنين، قتل الشاب فادي غريفات (19 عاماً) من بلدة الزرازير، قرب الناصرة، خلال شجار. وفي يوم أمس، الثلاثاء، حاول شرطيان عربيان من قرية يركا في الجليل فحص تصاريح العمل لعمال فلسطينيين من الضفة الغربية، فاعترض صاحب العمل، وهو شاب من مدينة عرابة، وبعد سجال من الكلام والشتائم، ركب المقاول سيارته ودهس الشرطيين، فقتل أحدهما وأصيب الثاني بجراح متوسطة.
وفي منطقة النقب، جنوب إسرائيل، عثر، أمس الثلاثاء، على قتيل داخل سيارة والضحية هو يوسف حسين الشقيلي (30 عاماً) من منطقة وادي النعم، وقد تعرض لإطلاق نار وفارق الحياة متأثراً بجراحه.
وارتفع بذلك عدد القتلى من جرائم العنف في المجتمع العربي إلى 89 شخصاً، منذ مطلع سنة 2021. وتصبح نسبة العرب من جرائم القتل 73 في المائة، مع العلم بأن نسبة العرب من السكان لا تتعدى 19 في المائة. وقد حاول وزير الأمن الداخلي، عومر بارليف، الدفاع عن سياسة وزارته إزاء تفاقم الجرائم فقال إن «هذه حصيلة الإهمال للأوضاع في المجتمع العربي في جميع حكومات إسرائيل خلال 74 عاماً». وقال إنه وحكومته ودوائرها والشرطة عملوا خلال 100 يوم أكثر مما عملته الدولة منذ نشوئها. وأشار إلى أن الحكومة خصصت مليار شيكل (330 مليون دولار) لمكافحة العنف، وهو ينتظر إقرار الموازنة العامة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، حتى يبدأ الصرف كما يجب على هذا الموضوع.
كما أوضح بارليف، أن شرطته ألقت القبض على القتلة في الحوادث الثلاث الأخيرة، وأنها ضبطت قبل يومين 15 شخصاً يديرون عصابة إجرام كبرى يهودية عربية في الجنوب. وقال: «صحيح أن أفراد هذه العصابة يسكنون في النقب الجنوبي ولكن نشاطهم الإجرامي في ابتزاز الناس وفرض القوة عليهم، وبيع المخدرات وإدارة المال الأسود، ينتشر في جميع أنحاء البلاد ويلحق أضراراً بالسكان اليهود والعرب على السواء». وأكد بارليف على أن الحكومة قررت إقحام الشاباك (جهاز المخابرات العامة) في المخطط، لأن حكومته تنظر إلى العنف في المجتمع العربي على أنه مسألة أمن استراتيجي للدولة بأسرها.
من الجهة الأخرى تساءل رئيس «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية النائب أيمن عودة: شاهدنا الشرطة بألوف عناصرها تنتشر في طول البلاد وعرضها وهي تفتش عن الأسرى الفلسطينيين الستة، الذين انتزعوا حريتهم من سجن الجلبوع. ولم يهدأوا إلا عندما أعادوا اعتقالهم. فعندما تكون الشرطة معنية تستطيع الكثير. لهذا نحن لا نثق بوعودهم وجديتهم في مكافحة العنف ونشتبه بأنهم ما زالوا معنيين بانتشار العنف لدينا.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.