أزمة إصابات في الهلال قبل «موقعة الشباب»

سالم خضع لفحوصات إشعاعية... وعطيف يغيب شهرين

من المرجح غياب سالم الدوسري عن مباراة الشباب (الشرق الأوسط)
من المرجح غياب سالم الدوسري عن مباراة الشباب (الشرق الأوسط)
TT
20

أزمة إصابات في الهلال قبل «موقعة الشباب»

من المرجح غياب سالم الدوسري عن مباراة الشباب (الشرق الأوسط)
من المرجح غياب سالم الدوسري عن مباراة الشباب (الشرق الأوسط)

يواجه البرتغالي جاريم المدير الفني في الفريق الكروي الأول بنادي الهلال، أزمة غيابات في مواجهة الشباب التي ستقام بعد غد (الخميس)، ضمن منافسات الجولة السادسة من الدوري السعودي للمحترفين، وذلك بعد خضوع نجم الفريق الدولي سالم الدوسري أمس، لفحوصات إشعاعية أكدت حاجته للراحة في المباراة المقبلة، لينضم بذلك إلى زملائه اللاعبين سلمان الفرج وناصر الدوسري والبيروفي كاريلو ومحمد البريك، علماً بأن الفرج خضع لبرنامج تأهيلي ويتأهب للعودة قريباً.
وخضع الدولي عبد الله عطيف لاعب فريق الهلال والمنتخب السعودي إلى عملية منظار في الركبة، حيث موضع إصابته الأخيرة، وذلك في مدينة أوغسبورغ الألمانية، تحت إشراف الدكتور الألماني بونيش جراح الإصابات الرياضية.
ورافق عطيف في رحلته العلاجية الحالية الدكتور ياسر الفريهيدي أخصائي العلاج الطبيعي في المنتخب السعودي الأول، وذلك للوقوف على حالته الصحية وعرض الإصابة على مختصين في إصابات الملاعب، قبل أن يقرر اللاعب الخضوع للعملية الجراحية قبل عودته للملاعب مجدداً.
وتعرض عطيف إلى إصابته الحالية خلال مباراة المنتخب السعودي أمام فيتنام في الجولة الأولى من التصفيات الآسيوية الحاسمة والمؤهلة لمونديال قطر 2022، حيث ودع عطيف المباراة مع الدقيقة 18، حيث زج الفرنسي رينارد مدرب المنتخب باللاعب محمد كنو بديلاً عنه.
ومنح الجهاز الفني للمنتخب السعودي حينها الضوء الأخضر للاعب عبد الله عطيف للخروج من المعسكر ومتابعة حالته الصحية قبل السفر إلى العاصمة العمانية مسقط، للقاء المنتخب العماني؛ وهي المواجهة التي شهدت غياب عطيف بداعي الإصابة.
وكانت أشعة الرنين المغناطيسي التي أجراها عطيف بعد إصابته في مواجهة فيتنام كشفت وجود إصابة في الغضروف الداخلي للركبة وكدمة في الرباط الجانبي الداخلي وسلامة الرباط الصليبي الأمامي.
وأجرى ياسر المسحل رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم اتصالاً هاتفياً بلاعب المنتخب الوطني ونادي الهلال عبد الله عطيف، بعد أن أجرى عملية منظار الركبة والتي تكللت بالنجاح، متمنياً له الشفاء والعودة سريعاً إلى المستطيل الأخضر.
ويتوقع أن يمتد غياب عطيف عن الملاعب لمدة تقارب الشهرين، حيث سيخضع لبرنامج علاجي يتبعه برنامج تأهيلي ولياقي حتى دخوله للتدريبات الجماعية والتأكد من تماثله للشفاء وجاهزيته بصورة أكيدة.
وبالتالي سيكون اللاعب عبد الله عطيف أحد أبرز الأسماء التي سيفتقدها المنتخب السعودي الأول بصورة مؤكدة في مواجهتي اليابان والصين المقرر إقامتها يومي 7 و12 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في مدينة جدة، ضمن الجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات الآسيوية الحاسمة والمؤهلة لمونديال 2022.
ويعد عطيف أحد أبرز الأسماء التي يعول عليها الفرنسي إيرفي رينارد بوجوده في قائمته بصورة دائمة في محور الارتكاز، في حين سيكون حضور اللاعب في قائمة رينارد في مواجهات شهر نوفمبر (تشرين الثاني) التي يلتقي فيها الأخضر السعودي مع نظيره أستراليا وفيتنام، بحسب تجاوب اللاعب للعلاج وعودته للمشاركة في المباريات.
فيما سيكون عبد الله عطيف أحد أبرز الأسماء التي سيفتقدها الهلال أمام بيرسبوليس الإيراني في دور ربع نهائي بطولة دوري أبطال آسيا، التي ستقام بنظام التجمع في العاصمة السعودية الرياض يوم 16 أكتوبر المقبل.
وبدأ غياب عطيف عن الوجود في قائمة الفريق العاصمي منذ مواجهتي التعاون والباطن في الجولتين الثانية والثالثة من الدوري السعودي للمحترفين، حيث شارك عطيف هذا الموسم في مباراة الطائي في الجولة الأولى التي كسبها الهلال بهدف وحيد دون رد سجله صالح الشهري.
إلا أن عطيف كان حاضراً في قائمة الفرنسي رينارد في مباراة فيتنام التي أقيمت في الثاني من سبتمبر (أيلول) الحالي في العاصمة الرياض، وهي المواجهة التي تعرض فيها للإصابة وودع المباراة.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.