مقتل 30 في معارك دائرة باليمن.. واستمرار قمع الحوثيين للمتظاهرين في تعز

مقتل 30 في معارك دائرة باليمن.. واستمرار قمع الحوثيين للمتظاهرين في تعز
TT

مقتل 30 في معارك دائرة باليمن.. واستمرار قمع الحوثيين للمتظاهرين في تعز

مقتل 30 في معارك دائرة باليمن.. واستمرار قمع الحوثيين للمتظاهرين في تعز

افادت مصادر متطابقة، اليوم (الثلاثاء)، بأن المعارك بين المتمرين الحوثيين وحلفائهم من جهة ومسلحي القبائل ومؤيدي الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في عدة مناطق من اليمن، أوقعت 30 قتيلا منذ مساء أمس الاثنين.
وأعلنت مصادر قبلية أن معارك تدور منذ مساء أمس في محافظة البيضاء (وسط).
وتابعت هذه المصادر ان تسعة مقاتلين من القبائل و15 عنصرا من المتمردين الحوثيين قتلوا. مضيفة أن رجالا من القبائل أزالوا ألغاما من منزلين كان الحوثيون وحلفاؤهم يستخدمونهما ونصبوا كمائن في عدد من الدوريات.
وفي محافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء، اعترضت قبائل مسلحة مساء أمس موكبا للحوثيين، ما ادى الى معارك عنيفة أوقعت "عشرات القتلى" من بينهم ستة من أفراد القبائل، بحسب مصادر قبلية.
وتعذر التحقق من هذه الحصيلة من مصدر مستقل.
ويسيطر الحوثيون على شمال اليمن وعلى العاصمة صنعاء بالكامل. بينما يسيطر على الجنوب مؤيدو هادي الذي لجأ الى عدن بعد فراره من العاصمة.
ويواصل الجانبان تعبئة صفوفهما رغم النداءات الدولية لنزع فتيل الأزمة وتحذير الأمم المتحدة من خطر انزلاق البلاد في حرب أهلية.
وأرسل الحوثيون المدعومون من قبل ايران تعزيزات الى الجنوب مصعدين ضغوطهم على عدن، إلا ان تقدمهم يصطدم بمقاومة الجيش الموالي للرئيس هادي والقبائل المسلحة، بالاضافة الى انفصاليين من الجنوب، بحسب مصادر أمنية.
كما اعترض مقاتلون من مجموعة تتحدر من الجنوب قافلة للحوثيين في منطقة صنعاء (شمال شرقي الضالع كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم نفسه والمحاذية لعدن)، حسبما أفادت مصادر أمنية.
وفي الوقت نفسه، وقعت اشتباكات بين الجانبين في منطقة كرش بمحافظة لحج المحاذية لعدن، بحسب المصادر نفسها.
وكان المتمردون استطاعوا الدخول في الأيام الاخيرة الى تعز ثالث مدن اليمن وبوابة عدن في الجنوب.
يذكر ان وزير الدفاع محمود الصبيحي الموالي للرئيس هادي تفقد الجبهة في كرش امس الاثنين، كما حث مؤيديه على تعزيز مواقعهم "لصد أي تقدم للحوثيين".
من جهة أخرى، قتل خمسة أشخاص وأصيب 80 آخرون اليوم بجروح في تعز (جنوب غربي اليمن)، عندما فتح الحوثيون النار على متظاهرين معارضين لوجودهم في المدينة، بحسب مصادر طبية ومسؤولين.
وتابعت هذه المصادر لوكالة الصحافة الفرنسية أن المتظاهرين تجمعوا لليوم الثالث على التوالي للاحتجاج على وجود الحوثيين، الذين استولوا في نهاية الأسبوع الماضي على مطار المدينة ومعسكر للقوات الخاصة فيها.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.