تشيلسي يحسم ديربي العاصمة أمام توتنهام بثلاثية ويزاحم ليفربول على الصدارة

انتصار مثير ليونايتد على وستهام يشعل القمة الإنجليزية... وليستر يواصل عروضه المخيبة بسقوط أمام برايتون

هوغو لوريس حارس توتنهام يفشل في التصدي لتسديدة روديغر لاعب تشيلسي (رويترز)
هوغو لوريس حارس توتنهام يفشل في التصدي لتسديدة روديغر لاعب تشيلسي (رويترز)
TT

تشيلسي يحسم ديربي العاصمة أمام توتنهام بثلاثية ويزاحم ليفربول على الصدارة

هوغو لوريس حارس توتنهام يفشل في التصدي لتسديدة روديغر لاعب تشيلسي (رويترز)
هوغو لوريس حارس توتنهام يفشل في التصدي لتسديدة روديغر لاعب تشيلسي (رويترز)

حسم تشيلسي ديربي العاصمة لندن ضد مضيفه توتنهام بثلاثية ليعتلي صدارة الترتيب، فيما هزّ المهاجم الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو الشباك مجدداً وسجل جيسي لينغارد هدفاً رائعاً قرب النهاية وأنقذ الحارس ديفيد دي خيا ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع، ليحقق مانشستر يونايتد فوزاً مثيراً على مضيفه وستهام 2 - 1 أمس في الجولة الخامسة للدوري الإنجليزي الممتاز التي شهدت أيضاً سقوط ليستر سيتي أمام برايتون 1 - 2.
في ديربي العاصمة وبعد شوط أول ندرت فيه الفرص مع أفضلية بسيطة لتوتنهام صاحب الأرض، انقلبت الأمور تماماً في الشوط الثاني الذي تسيده تشيلسي ليسجل ثلاثية عبر البرازيلي تياغو سيلفا من ضربة رأس في الدقيقة 49، وتسديدة بعيدة المدى من الفرنسي نغولو كانتي اصطدمت بالمدافع إيرك داير لتخدع الحارس لوريس في الدقيقة 57، ثم اختتم أنطونيو روديغر بتسديدة قريبة في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للمباراة.
ورفع تشيلسي رصيده إلى 13 نقطة ليتقاسم صدارة الترتيب مع ليفربول بفارق الأهداف أمام مانشستر يونايتد، فيما توقف رصيد توتنهام عند تسع نقاط في المركز السابع.
على ملعب لندن الأولمبي بدأت المباراة سريعة وفرض مانشستر يونايتد سيطرته على مجريات اللقاء وبادر بشن هجمات متتالية بحثاً عن تسجيل هدف مبكر، في المقابل تراجع وستهام لوسط ملعبه واعتمد على شن الهجمات المرتدة وقتما تتاح أمامه الفرصة.
وحرم القائم الأيسر البرتغالي برونو فرنانديز من افتتاح التسجيل ليونايتد برده تسديدته القوية من داخل المنطقة إثر ركلة ركنية في الدقيقة (27)، ثم سدد المدافع لو شو كرة قوية زاحفة بيسراه من خارج المنطقة تصدى لها حارس وستهام فابيو فابيانسكي.
وعلى عكس مجريات المباراة وجد مانشستر يونايتد نفسه متخلفاً في الدقيقة 30 بهدف للدولي الجزائري سعيد بن رحمة بتسديدة قوية ارتطمت بجسم المدافع الدولي الفرنسي رافائيل فاران وخدعت دي خيا. وأدرك رونالدو التعادل بعد خمس دقائق مستغلاً تمريرة من مواطنه برونو فرنانديز في الدقيقة (35) عندما تلقى كرة عرضية من فرنانديز فتابعها بيمناه ارتدت من فابيانسكي وتهيأت أمامه مجدداً فتابعها داخل المرمى الخالي، مسجلاً هدفه الرابع في ثالث مباراة بألوان فريقه القديم الجديد في مختلف المسابقات منذ عودته إلى صفوفه هذا الصيف قادماً من يوفنتوس الإيطالي.
وكاد رونالدو يضيف الهدف الثاني بتسديدة قوية من داخل المنطقة تصدى لها فابيانسكي على دفعتين في الدقيقة 42.
ودفع النرويجي أولي غونار سولسكاير مدرب يونايتد بكل من جايدون سانشو ولينغارد مكان ميسون غرينوود وبول بوغبا في الدقيقة 73 ليفرض الفريق سيطرته لكن دون نجاح في حسم الهجمات. ونجح لينغارد في تسجيل هدف الفوز لمانشستر يونايتد في الدقيقة 89 عندما تلقى كرة داخل المنطقة من الصربي نيمانيا ماتيتش، فتلاعب بالمدافع الفرنسي كورت زوما وسددها بيمناه في الزاوية اليسرى البعيدة للحارس الدولي البولندي لوكاس فابيانسكي. وعوض لينغارد الذي لعب الموسم الماضي مع وستهام على سبيل الاعارة، خطأه الفادح الذي تسبب في خسارة فريقه أمام مضيفه يانغ بويز السويسري (1 - 2) الثلاثاء الماضي في مسابقة دوري أبطال أوروبا بتمريرة خاطئة استغلها الفرنسي جوردان سيباتشو لتسجيل هدف الفوز. وفي الوقت الذي كانت فيه المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة حصل وستهام على ركلة جزاء في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع إثر لمسة يد على المدافع لوك شو بعد تمريرة عرضية للبديل الدولي الأوكراني أندري يارمولنكو، فانبرى لها مارك نوبل الذي دفع به مدرب الفريق الاسكوتلندي ديفيد مويز خصيصاً لتنفيذها بإشراكه مكان جارود بوين، فتصدى لها دي خيا الذي لطالما واجه انتقادات من جماهير النادي لضعفه في ركلات الجزاء والترجيح.
وهو الفوز الثالث على التوالي لمانشستر يونايتد والرابع هذا الموسم فلحق بليفربول في الصدارة برصيد 13 نقطة لكل منهما مع أفضلية الأهداف للأول، فيما مني وستهام بخسارته الأولى هذا الموسم بعد فوزين وتعادلين. ويلتقي الفريقان مجدداً الأربعاء في الدور الثالث لكأس الرابطة على ملعب «أولدترافورد» في مانشستر.
وتابع برايتون انطلاقته الجيدة هذا الموسم عندما عمق جراح ضيفه ليستر سيتي 2 - 1.
وسجل للفائز كل من الفرنسي نيل موباي في الدقيقة 35 من ركلة جزاء وداني ويلبيك (50)، بينما سجل هدف ليستر سيتي نجمه جيمي فاردي في الدقيقة 62.
وهو الفوز الثاني توالياً لبرايتون والرابع هذا الموسم مقابل خسارة واحدة فارتقى إلى المركز الرابع برصيد 12 نقطة، فيما مني ليستر سيتي بخسارته الثانية توالياً والثالثة هذا الموسم فتجمد رصيده عند ست نقاط وتراجع إلى المركز الثاني عشر.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».