البرلمان اللبناني يمنح اليوم حكومة ميقاتي الثقة بنحو 100 صوت

عون وميقاتي خلال اجتماع الحكومة الخميس الماضي (دالاتي ونهرا)
عون وميقاتي خلال اجتماع الحكومة الخميس الماضي (دالاتي ونهرا)
TT

البرلمان اللبناني يمنح اليوم حكومة ميقاتي الثقة بنحو 100 صوت

عون وميقاتي خلال اجتماع الحكومة الخميس الماضي (دالاتي ونهرا)
عون وميقاتي خلال اجتماع الحكومة الخميس الماضي (دالاتي ونهرا)

يعقد البرلمان اللبناني، اليوم، جلسة لمناقشة البيان الوزاري والتصويت على منح الحكومة ثقة باتت مؤكدة بعدد أصوات قد يصل إلى 100 بعد إعلان «التيار الوطني الحر» توجهه لدعمها، وتأكيد حزب «القوات اللبنانية»، إضافة إلى عدد من النواب المستقلين، حجب الثقة.
وحسب دعوة رئيس البرلمان نبيه بري، ستعقد جلستان، إحداهما صباحية تخصص لمداخلات ستكون مختصرة بحيث يتحدث نائب أو نائبان عن كل كتلة، والأخرى مسائية فيها مداخلة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورده على الملاحظات في الجلسة المسائية المخصصة للتصويت على برنامج الحكومة، ليكون بمثابة الضوء الأخضر للانطلاق بعملها.
وبناءً على المواقف السياسية، ستنال الحكومة الثقة مما يقارب 100 نائب من الكتل المشاركة بشكل أساسي في مجلس الوزراء، وهي «تيار المستقبل»، و«اللقاء الديمقراطي»، و«التنمية والتحرير» (حركة «أمل» برئاسة بري)، و«حزب الله»، وكتلة «الوسط المستقل» التي يرأسها ميقاتي، و«تيار المردة» الذي يرأسه النائب سليمان فرنجية، إضافة إلى «التيار الوطني الحر» المشارك في الحكومة مع حصة رئاسة الجمهورية، الذي كان قد ربط منحه الثقة ببرنامجها، ليعود ويعلن أول من أمس، أنه سيتجه لمنحها إياها. وفي معرض تبرير تراجعه، قال «الوطني الحر» إن «البيان الوزاري تضمن مطالب التيار، لا سيما كل ما يتصل بالإصلاحات المالية والنقدية، وإعادة هيكلة القطاع المصرفي، ومكافحة الفساد، وتوفير شبكة الأمان الاجتماعي، والتدقيق الجنائي، وإعادة الأموال المحولة إلى الخارج و(الكابيتال كونترول)، والفوائد المشجعة للاقتصاد المنتج، والبطاقة التمويلية، والانتخابات ومشاركة المغتربين، والتحقيق في انفجار المرفأ، وإعادة إعماره، وتنفيذ ورقة سياسة النزوح، وإقرار قانون اللامركزية الإدارية».
وقال النائب في «التيار» سيمون أبي رميا، في لقاء شعبي، أمس، «رغم الملاحظات الكثيرة على الحكومة، إلا أنه بعد المماطلة 13 شهراً، ومن ورائها الرهان على نهاية عهد الرئيس ميشال عون من دون سلطة تنفيذية، وبانهيار كامل لمؤسسات الدولة، وبالتالي الذهاب إلى الارتطام الكبير، تكون مقولة الرئيس القوي والممثل لبيئته بحكم الشراكة الدستورية، قد انتهت وتم القضاء عليها». واعتبر أن «صلابة الرئيس عون أفشلت كل المحاولات لضرب صلاحيات رئيس الجمهورية، وتحويله إلى باش كاتب، وعليه فإن الحكومة تألفت كما أراد الرئيس عون بشراكة تامة مع رئيس الحكومة»، مشيراً إلى أنه «وبناء على البيان الوزاري الذي يعتزم مكافحة الفساد والمضي بالتدقيق الجنائي، فإن التيار الوطني الحر سيمنح الثقة للحكومة بشرط الالتزام بالإنتاجية وبالبنود المنصوص عليها في البيان الوزاري كافة».
وفيما بات «حزب الكتائب» خارج البرلمان بعد استقالة نوابه إثر انفجار مرفأ بيروت، كان حزب «القوات اللبنانية» قد أعلن أن كتلته النيابية لن تمنح الحكومة الثقة. وفي هذا الإطار، قال النائب في «القوات» إدي أبي اللمع، أمس: «لا ثقة للحكومة، إنما تأييد أي قرار يخدم لبنان».
واعتبر أن «الحكومة بعيدة كل البعد عن المبادرة الفرنسية (الداعية إلى) حكومة تكنوقراط مستقلين كلياً عن الأحزاب والمحسوبيات السياسية، لذلك سينظر العالم إلى حكومة ميقاتي فقط كحكومة الحد من الانهيار والتحضير للانتخابات البلدية والنيابية المقبلة، وليس حكومة الخروج من جهنم». وأضاف أن «التكتل لن يعطي الثقة للحكومة الجديدة، نظراً إلى طريقة تشكيلها، إنما سيؤيد أي قرار يخدم المصلحة العليا للبنان واللبنانيين».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».