عندما انفجر ميسي بالبكاء فبكت الأرجنتين معه

في اعتراف طال انتظاره بما يقدمه «الساحر الصغير» مع منتخب بلاده

TT

عندما انفجر ميسي بالبكاء فبكت الأرجنتين معه

انفجر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في البكاء بعد تسجيله ثلاثة أهداف في مرمى بوليفيا في تصفيات كأس العالم في المباراة التي أقيمت على ملعب مونومينتال في بوينس آيرس. لقد بكت الأمة الأرجنتينية معه، في اعتراف طال انتظاره بما يقدمه الساحر الأرجنتيني مع منتخب بلاده. وكتب الصحافي أندريس بورغو: «إن الأرجنتين فازت ثلاث مرات في ليلة واحدة» بالفوز بثلاثية نظيفة، وبعودة الجماهير إلى الملاعب، وبدموع ليونيل ميسي.
قد لا تكون بوليفيا خصماً عنيداً ونداً قوياً مثل البرازيل مثلاً، لكن السعادة الثلاثية التي حققها ميسي كانت بمثابة رحلة عاطفية عاشها عشاق كرة القدم في البلاد بالكامل. وجاء الهدف الأول، الذي سُجل بطريقة رائعة بعد مرور 15 دقيقة فقط من بداية المباراة، ليرسم البسمة على وجه ميسي، الذي واصل إبداعاته داخل المستطيل الأخضر. إنه لمن دواعي سروري دائماً أن أشاهد اللاعبين وهم يستمتعون بمهاراتهم، لكنني استمتعت بشكل خاص وأنا أرى ميسي وهو يتألق بقميص المنتخب الأرجنتيني، الذي ظل لفترة طويلة يبدو كأنه حمل ثقيل للغاية على كاهله، قبل أن يتحول في نهاية المطاف إلى قميص سحري يقبله ميسي بعد إحرازه أي هدف مع راقصي التانغو، في مشهد بات استثنائياً للجماهير الأرجنتينية.
أما الهدف الثاني فكان هو الهدف رقم 78 لميسي مع منتخب الأرجنتين، وهو ما جعله يتقدم على الأسطورة البرازيلية بيليه كأفضل هداف في تاريخ كرة القدم الدولية بأميركا الجنوبية. لقد كانت آخر مباراة لبيليه مع منتخب البرازيل في أوائل السبعينات من القرن الماضي، ولم يتمكن أي لاعب من كسر هذا الرقم القياسي حتى جاء ميسي وحطمه مثلما حطم كثيراً من الأرقام القياسية التي ظلت صامدة لفترات طويلة قبل مجيئه. وجاء الهدف الثالث من تسديدة سريعة بالقرب من حارس المرمى وبلمسة ذكية ومهارية كما عودنا ميسي دائماً. واحتفل ميسي بهذا الهدف وهو يمد ذراعيه ويلقي بنفسه فوق أرضية الملعب. في الحقيقة، كان هناك شيء قريب من الكمال في هذه الثلاثية التاريخية، حيث حقق بها ميسي كثيراً من الأهداف ومهد الطريق لبداية سعيدة لمنتخب بلاده في نهائيات كأس العالم المقبلة بقطر.
تتصدر البرازيل المجموعة وضمنت فعلياً التأهل لكأس العالم 2022. أما منتخب الأرجنتين، الذي يحتل المركز الثاني بفارق ست نقاط، فهو فريق جيد للغاية في الوقت الحالي، ويقوم اللاعبون بعمل جيد للغاية معاً، خصوصاً أنخيل دي ماريا الذي يواصل تألقه من مباراة لأخرى. لقد شعرت في بعض الأحيان كأن هذه مباراة ودية وأن الهدف الوحيد منها هو مساعدة ميسي في إسعاد الجماهير التي تعشقه. وكان من المهم للغاية أن تعود الجماهير الأرجنتينية التي تعشق كرة القدم إلى الملاعب مرة أخرى، لأول مرة منذ مارس (آذار) 2020. لقد بيع نحو 20 ألف تذكرة في أقل من ساعة، بطريقة فوضوية ويائسة في بعض الأحيان. لكن الشيء المؤكد هو أن كل من حضر هذه المباراة، بدءاً من الصحافيين ووصولاً إلى كبار الشخصيات، كانوا محظوظين للغاية برؤية ميسي وهو يصول ويجول وينثر سحره وبريقه داخل المستطيل الأخضر.
لقد فازت الأرجنتين ببطولة «كوبا أميركا» بالبرازيل في يوليو (تموز) الماضي دون جمهور أيضاً. ومن المؤكد أن هذا الانتصار قد رسخ عشق ميسي في قلوب جميع الأرجنتينيين، بما في ذلك حتى النقاد الذين كانوا يطالبونه دائماً بأن يلعب مع منتخب الأرجنتين بالقوة نفسها التي يلعب بها مع برشلونة. وعلاوة على ذلك، فإن غياب الجماهير عن الملاعب لفترة طويلة جعلنا نشتاق كثيراً لصخب الجماهير التي عادت أخيراً إلى المدرجات لترى ميسي وهو يمسك كأس بطولة «كوبا أميركا» والدموع في عينيه وسط هتافات وتشجيعات حماسية من زملائه ومن الجماهير.
وكان الأمل دائماً هو الفوز ببطولة «كوبا أميركا»، التي كان من المقرر أن تستضيفها الأرجنتين وكولومبيا بشكل مشترك، قبل أن تنسحب كولومبيا بسبب اضطرابات اجتماعية، لذلك كان من المفترض أن تستضيف الأرجنتين البطولة بشكل منفرد. لكن زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا جعل الحكومة الأرجنتينية تتخلى عن هذه الخطط. ولم يكن هناك خيار آخر أمام اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم سوى نقل البطولة إلى البرازيل، التي لم تكن تلقي بالاً على ما يبدو للمنحنيات المتصاعدة للإصابة بفيروس كورونا والاحتجاجات الاجتماعية.
وبرزت هشاشة الهياكل المؤسسية لكرة القدم في الكوميديا الفاضحة لسوء التفاهم عندما انطلقت مباراة البرازيل والأرجنتين في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، قبل أن تتوقف بعد مرور خمس دقائق فقط، بعدما اقتحم مسؤولو هيئة الصحة في البرازيل الملعب وطالبوا بترحيل أربعة لاعبين من الأرجنتين يلعبون في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث كان يجب أن يخضع هؤلاء اللاعبون للحجر الصحي فور وصولهم إلى البرازيل. لا شك أننا سنسمع المزيد عن المجالات الإلزامية لنماذج الهجرة، والبروتوكولات المتفق عليها والموقع عليها من قبل الاتحادات المختلفة واتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم، فضلاً عن المواجهة بين الأندية والاتحاد الدولي لكرة القدم فيما يتعلق بالسماح للاعبين بالسفر للمشاركة مع منتخبات بلادهم.
قد ينتهي الأمر باللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضية، لكن كما كتب سانتياغو سيغورولا في صحيفة «إل بايس» الإسبانية: «لقد عرّض هذا الوباء كرة القدم لتوترات لا تُحتمل تقريباً. خلال هذين العامين الصعبين، تحملت كرة القدم مؤامرة قبيحة للغاية من الطموحات والخيانات والهجمات والتجمعات». ومع ذلك، خرج ميسي منتصراً من بين كل هذا الفشل الذريع، فبعد اقتحام مسؤولي الصحة البرازيليين للملعب ذهب ميسي إلى غرفة خلع الملابس مصحوباً من قبل مسؤول في اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم مع بقية لاعبي الفريق، ثم ظهر مرة أخرى لمناقشة الموقف.
لقد عقد تيتي ونيمار وليونيل سكالوني ومسؤولون كثيرون اجتماعاً لحل الموقف، لكن الأمر لم يؤدِ في النهاية إلى وضع حد لهذه الفوضى. لقد ظهر للعالم أجمع أن كرة القدم في أميركا الجنوبية تعاني من الفوضى. قد تصبح مباريات التصفيات المؤهلة لكأس العالم التي تُعقد كل أربع سنوات في منتصف العام التقويمي شيئاً من الماضي قريباً، وقد لا ينجح ميسي في قيادة منتخب الأرجنتين للفوز بكأس العالم.
ربما لا يهم ذلك، حيث حقق ميسي إنجازاً بالفعل بقيادة منتخب بلاده للفوز بكأس أمم أميركا الجنوبية، التي تعد بطولة مرموقة للغاية بالنسبة لعشاق كرة القدم في أميركا الجنوبية. وقد غلف ميسي هذا الانتصار بقدر كبير من العاطفة، حيث انهار بجوار خط التماس وقال وعيناه مملوءتان بالدموع: «كنت أريد ذلك منذ وقت طويل، ومن الرائع أن يحدث ذلك الآن في وجود والدتي وإخوتي والجماهير في المدرجات». لم يتمكن ميسي من مواصلة الحديث بسبب انخراطه في البكاء. وأعتقد أنني لا أبالغ عندما أقول إن الأرجنتين بأكملها قد بكت معه. لقد كان ذلك بمثابة «تنفيس» عن الضغوط الهائلة التي كان يتعرض لها ميسي، لكنها تعكس قوة كرة القدم، كما تعكس عشق الأرجنتينيين لهذا اللاعب الفذ.


مقالات ذات صلة

توجيه اتهامات لنيوكاسل وأستون فيلا بسبب شجار جماعي

رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم (رويترز)

توجيه اتهامات لنيوكاسل وأستون فيلا بسبب شجار جماعي

وجَّه الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم اتهامات إلى فريق نيوكاسل يونايتد ومدربه المساعد جاسون تيندال وأستون فيلا والمحلل الأداء الرئيسي له فيكتور مانتس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنتونين كينسكي (إ.ب.أ)

كينسكي: انطلاقتي مع توتنهام أمام ليفربول أبعد من أحلامي

اعترف أنتونين كينسكي، حارس المرمى الجديد لفريق توتنهام الإنجليزي لكرة القدم، بأن ظهوره الأول في المباراة التي فاز فيها فريقه على ليفربول 1 - صفر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أصبح نادي بريستول سيتي رابع نادٍ بدوري البطولة الإنجليزية للسيدات يشارك في تجربة السماح للجماهير بتناول المشروبات الكحولية في المدرجات خلال المباريات (نادي بريستول)

4 أندية إنجليزية للسيدات تسمح بتناول الكحول في المدرجات

أصبح نادي بريستول سيتي رابع نادٍ بدوري البطولة الإنجليزية للسيدات لكرة القدم يشارك تجربة السماح للجماهير بتناول المشروبات الكحولية في المدرجات خلال المباريات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية بافيل نيدفيد في صورة بملعب نادي الشباب (نادي الشباب)

بافل نيدفيد: ألوان نادي الشباب تعكس «اللون الذي أفضّله»

أبدى التشيكي بافيل نيدفيد، المدير الرياضي الجديد لنادي الشباب، سعادته البالغة لوجوده في منصبه الجديد مع «الليث»، مقدماً شكره لمحمد المنجم رئيس النادي.

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو (رويترز)

مدرب توتنهام للإنجليز: احموا قدسية اللعبة من الـ«فار»

تساءل أنجي بوستيكوغلو، المدير الفني لفريق توتنهام الإنجليزي لكرة القدم، عن سبب عدم استجواب الجمهور الإنجليزي تقنية «حكم الفيديو المساعد (فار)».

«الشرق الأوسط» (لندن)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.