المتحدث باسم مكتب العبادي لـ («الشرق الأوسط»): رئيس الوزراء يقدر مواقف السعودية كثيرا

وزير الخارجية العراقي أكد أن إعادة فتح سفارة المملكة في بغداد باتت قريبة

وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري ونظيره النيوزيلندي موري ماكولي في مؤتمر صحافي مشترك ببغداد أمس (أ.ب)
وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري ونظيره النيوزيلندي موري ماكولي في مؤتمر صحافي مشترك ببغداد أمس (أ.ب)
TT

المتحدث باسم مكتب العبادي لـ («الشرق الأوسط»): رئيس الوزراء يقدر مواقف السعودية كثيرا

وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري ونظيره النيوزيلندي موري ماكولي في مؤتمر صحافي مشترك ببغداد أمس (أ.ب)
وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري ونظيره النيوزيلندي موري ماكولي في مؤتمر صحافي مشترك ببغداد أمس (أ.ب)

رحب وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، بما وصفه «جدية الحكومة السعودية»، في إعادة افتتاح سفارتها في بغداد بعد أكثر من عقدين على غلقها عقب الغزو العراقي للكويت.
وقال الجعفري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النيوزلندي موري ماكولي في بغداد، أمس، إنه سعى منذ تسلمه حقيبة الخارجية ومن خلال اللقاء مع وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، إلى بحث إعادة فتح السفارة السعودية في العراق، لافتا إلى أن السعودية «وافقت على مكان السفارة الذي خصص لها من قبل الحكومة العراقية وتتولى حاليا التهيئة للمباشرة بعمل السفارة في بغداد خلال المدة المقبلة».
ويأتي إعلان الجعفري عن قرب افتتاح السفارة السعودية في العراق غداة الاتصال الهاتفي الذي تلقاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، من رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي. وفي هذا السياق أكد سعد الحديثي، المتحدث الرسمي باسم مكتب العبادي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحكومة العراقية ترى أن هناك خطوات إيجابية تم قطعها في إطار العلاقات بين العراق والمملكة العربية السعودية، وأنه ينبغي التأسيس عليها، لا سيما أن عملية إعادة افتتاح السفارة السعودية تعدت القرار السياسي إلى ما هو إجرائي من خلال اختيار المكان وآلية تجهيزه، فضلا عن الإجراءات المماثلة في إقليم كردستان من خلال فتح قنصلية للسعودية هناك». وأضاف الحديثي أن العبادي «يقدر كثيرا مواقف المملكة العربية السعودية حيال العراق، وذلك لجهة مساندته في حربه ضد تنظيم داعش. وبالتالي، فقد حاء الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع الملك سلمان، بالإضافة إلى عدد من قادة المنطقة ودول الجوار، للتعبير عن رؤية العراق في الانفتاح على الجميع ورفض سياسة المحاور، لا سيما أن السعودية جزء من التحالف الدولي ولها في هذا السياق خطوات إيجابية».
وردا على سؤال بشأن الدعوة الرسمية التي وجهها خادم الحرمين الشريفين إلى العبادي لزيارة المملكة، قال الحديثي إن «هذه الدعوة تترجم التوجه الجديد للبلدين في طي صفحة الماضي والتأسيس لمرحلة جديدة، خصوصا أن العراق يواجه الآن تنظيم داعش الذي هو خطر على السعودية وكل دول المنطقة مثلما هو خطر على العراق».
وحول ما إذا كانت الاتصالات الهاتفية التي أجراها العبادي مع خادم الحرمين الشريفين، والرئيس الإيراني حسن روحاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، تصب في إطار مساعي العراق لتوحيد صفوف المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب، قال الحديثي إن «جزءا من الاتصالات صب في هذا الاتجاه، فضلا عن كونها رسائل تطمين للجميع بأن العراق ضد سياسة المحاور، وأنه يريد بناء علاقات متوازنة مع الجميع، بالإضافة إلى أن العراق بحاجة اليوم إلى وقوف هذه الدول معه على كل المستويات بما فيها تقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية له في حربه ضد تنظيم داعش الإرهابي».
وكان وزير الخارجية العراقي شدد خلال مؤتمره الصحافي مع نظيره النيوزلندي في بغداد رفض بلاده «تشكيل تحالفات أو تقاطعات محورية إقليمية أو دولية، وإنما بتحشيد الصف الدولي بصورة عامة لخطر داهم يهدد المنطقة». وعما إذا شملت زيارة وفد العراق برئاسته إلى روسيا عقد صفقات تسليح مع موسكو، بيّن الجعفري أن «الوفد الزائر إلى روسيا برئاستنا ضم أكثر من وزارة بينها في القطاع التجاري والاقتصادي والسياسي. وأما الجانب الأمني، فقد أوكلت مهمة إدارة الاتفاق الأمني والاتفاقيات السابقة مع روسيا من لجنة سابقة مشكلة لهذا الغرض وهي تتواصل بمستويات جيدة من وزارتي الدفاع الأمن والوطني وهي تتولى عملية إدارة الحوار بذلك. وبالنسبة لنا فقد ناقشنا في الزيارة موضوعات متعددة».
من جانبه، كشف وزير الخارجية النيوزيلندي عزم بلاده إرسال مدربين إلى العراق «مع توفير الحماية المناسبة لهم بما لا يتعارض مع سيادة العراق». وقال ماكولي إن «قراراتنا الأخيرة بدعم العراق جاءت استنادا على التزامه بتشكيل حكومة وطنية شاملة تضم جميع المكونات وتصميمها على المصالحة الوطنية مع جميع المكونات، وقد أبلغت وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري قرار حكومتنا بفتح سفارة صغيرة لنيوزيلندا في بغداد لتسهيل أمور التدريب». وأضاف: «سنعد سويا مع العراق الترتيبات اللازمة لتتمكن من خلالها الفرقة النيوزيلندية إلى القدوم وتوفير فرص التدريب إلى الجيش العراقي».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.