مصر تؤكد مساندة جهود العراق في التنمية وتعزيز الأمن

مدبولي يستقبل رئيس مجلس النواب العراقي (من صفحة مجلس الوزراء المصري على «فيسبوك»)
مدبولي يستقبل رئيس مجلس النواب العراقي (من صفحة مجلس الوزراء المصري على «فيسبوك»)
TT

مصر تؤكد مساندة جهود العراق في التنمية وتعزيز الأمن

مدبولي يستقبل رئيس مجلس النواب العراقي (من صفحة مجلس الوزراء المصري على «فيسبوك»)
مدبولي يستقبل رئيس مجلس النواب العراقي (من صفحة مجلس الوزراء المصري على «فيسبوك»)

أكدت مصر «مساندة جهود الحكومة العراقية في التنمية وتعزيز الأمن والاستقرار بما ينعكس على المواطن العراقي». فيما أكد رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، «دعم مصر الراسخ للعراق، الذي تمت ترجمته من خلال الزيارتين الرئاسيتين اللتين قام بهما الرئيس عبد الفتاح السيسي للعراق خلال العام الجاري، وهو ما يعكس حجم اهتمام مصر بالتعاون مع العراق الشقيق».
جاء ذلك خلال استقبال مدبولي، مساء أول من أمس، رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي. في حضور وزير شؤون المجالس النيابية المصري علاء الدين فؤاد، وزعيم الأغلبية بمجلس النواب المصري (البرلمان) أشرف رشاد، وعدد من رؤساء اللجان البرلمانية. كما حضر من الجانب العراقي سفير العراق في القاهرة أحمد نايف الدليمي، وعدد من رؤساء اللجان البرلمانية بالبرلمان العراقي.
وجدد رئيس الوزراء المصري «دعم مصر للعراق في حربه ضد الإرهاب»، مؤكداً أن «مصر تساند جهود الحكومة العراقية في التنمية وتعزيز الأمن والاستقرار»، مشيداً بـ«علاقات الأخوة التي تربط مصر والعراق، والتي تقوم على الاحترام المتبادل». وأشار مدبولي إلى زيارته لبغداد العام الماضي، والتي تم خلالها «التوافق على عدد من المشروعات التنموية المشتركة، فضلاً عن آلية النفط مقابل إعادة الإعمار، والتي ستمثل آلية فعّالة لتنفيذ المشروعات».
من جهته، ذكر المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء المصري نادر سعد، أن «رئيس مجلس النواب العراقي أعرب عن تقديره الكبير لمصر»، مشيداً بـ«مواقف القيادة السياسية المصرية تجاه دعم قضايا العراق في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، وما تضمنته من رسائل قوية بدعم وحدة العراق وسيادته». كما أثنى على «نتائج المقابلات التي أجراها مع كبار المسؤولين المصريين خلال زيارته الجارية لمصر»، معرباً عن «تفاؤله بأن الفترة القادمة سوف تشهد توطيداً لعلاقات التعاون مع مصر». في ذات السياق، أكد الحلبوسي «أهمية الزيارات المتبادلة التي أجراها مسؤولو البلدين خلال الفترة الماضية»، مشيراً إلى أن «البرلمان العراقي سوف يدعم تنفيذ المشروعات المشتركة للتعاون الثنائي من خلال تضمين مخصصات تلك المشروعات في قانون الموازنة». ووفق بيان لـ«مجلس الوزراء المصري» فقد «أكد رئيس مجلس الوزراء أنه سوف يوجّه وزير الإسكان للقيام بزيارة إلى بغداد مع مسؤولي الشركات المعنية، من أجل الاتفاق على مزيد من المشروعات التي يمكن تنفيذها من خلال آلية النفط مقابل إعادة الإعمار، وحتى يتم تضمينها في موازنة العراق للعام القادم».



أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
TT

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)

قرب ركام مبنى ما زال الدخان يتصاعد منه في مدينة صور، تحمل عائلة حقائب وتصعد على سلم مظلم إلى شقة خُلعت أبوابها ونوافذها، ولا يوجد فيها ماء ولا كهرباء، بعد أن استهدف القصف الإسرائيلي البنى التحتية والطرق، إضافة إلى الأبنية والمنازل.

في اليوم الثاني من سريان وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، كانت مئات العائلات صباح الخميس تتفقّد منازلها في أحياء استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وحوّلتها إلى منطقة منكوبة.

لم تسلم سوى غرفة الجلوس في شقة عائلة نجدة. تقول ربّة المنزل دنيا نجدة (33 عاماً)، وهي أم لطفلين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بينما تقف على شرفتها المطلة على دمار واسع: «لم نتوقّع دماراً إلى هذا الحدّ. رأينا الصور لكن وجدنا الواقع مغايراً وصعباً».

وغطّى الزجاج أسرّة أطفالها وألعابهم، في حين تناثرت قطع من إطارات النوافذ الحديدية في كل مكان. وتضيف دنيا نجدة: «عندما وصلنا، وجدنا الدخان يتصاعد من المكان، وبالكاد استطعنا معاينة المنزل».

على الشرفة ذاتها، يقف والد زوجها سليمان نجدة (60 عاماً)، ويقول: «نشكو من انقطاع المياه والكهرباء... حتى المولدات الخاصة لا تعمل بعد انقطاع خطوط الشبكات».

ويقول الرجل، الذي يملك استراحة على شاطئ صور، الوجهة السياحية التي تجذب السكان والأجانب: «صور ولبنان لا يستحقان ما حصل... لكن الله سيعوضنا، وستعود المدينة أفضل مما كانت عليه».

وتعرّضت صور خلال الشهرين الماضيين لضربات عدّة؛ دمّرت أو ألحقت أضراراً بمئات الوحدات السكنية والبنى التحتية، وقطعت أوصال المدينة.

وأنذرت إسرائيل، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مراراً سكان أحياء بأكملها بإخلائها، ما أثار الرعب وجعل المدينة تفرغ من قاطنيها، الذين كان عددهم يتجاوز 120 ألفاً.

لن يحصل بنقرة

خلال جولة في المدينة؛ حيث تعمل آليات على رفع الردم من الطرق الرئيسة، يحصي رئيس بلدية صور واتحاد بلدياتها، حسن دبوق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أكثر من 50 مبنى، مؤلفة من 3 إلى 12 طابقاً دُمّرت كلياً جراء الغارات الإسرائيلية»، غير تضرّر عشرات الأبنية في محيطها، بنسبة تصل إلى 60 في المائة. ويضيف: «يمكن القول إنه يكاد لم يبقَ أي منزل بمنأى عن الضرر».

وشهدت شوارع المدينة زحمة سير مع عودة المئات من السكان إلى أحيائهم، في حين أبقت المؤسسات والمحال التجارية والمطاعم أبوابها موصدة.

ويوضح دبوق: «يتفقّد السكان منازلهم خلال النهار، ثم يغادرون ليلاً بسبب انقطاع الماء عن أنحاء المدينة والكهرباء عن الأحياء التي تعرّضت لضربات إسرائيلية قاسية».

ويقول إن الأولوية اليوم «للإسراع في إعادة الخدمات إلى المدينة، وتأمين سُبل الحياة للمواطنين»، مقرّاً بأن ذلك «لن يحصل بنقرة، ويحتاج إلى تعاون» بين المؤسسات المعنية.

ويضيف: «من المهم أيضاً إزالة الردم لفتح الشوارع حتى يتمكّن الناس من العودة».

واستهدفت غارة إسرائيلية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) شركة مياه صور، ما أسفر عن تدميرها، ومقتل موظفيْن، وانقطاع المياه عن 30 ألف مشترك في المدينة ومحيطها، وفق ما قال رئيس مصلحة مياه صور وليد بركات.

ودمّرت الغارة مضخّات المياه وشبكة الأنابيب المتفرّعة منها، وفق ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس، في إطار جولة نظمها «حزب الله» للصحافيين في عدد من أحياء المدينة.

وتحتاج إعادة بنائها إلى فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، وفق بركات، الذي قال إن العمل جارٍ لتوفير خيار مؤقت يزوّد السكان العائدين بالمياه.

ويقول بركات: «لا صواريخ هنا، ولا منصات لإطلاقها، إنها منشأة عامة حيوية استهدفها العدوان الإسرائيلي».

قهر ومسكّنات

بحزن شديد، يعاين أنس مدللي (40 عاماً)، الخيّاط السوري المُقيم في صور منذ 10 سنوات، الأضرار التي لحقت بمنزله جراء استهداف مبنى مجاور قبل ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار. كانت أكوام من الركام تقفل مدخل المبنى الذي تقع فيه الشقة.

ويقول بأسى: «بكيت من القهر... منذ يوم أمس، وأنا أتناول المسكنات جراء الصدمة. أنظر إلى ألعاب أولادي والدمار وأبكي».

وغابت الزحمة، الخميس، عن سوق السمك في ميناء المدينة القديمة، الذي كان يعجّ بالزبائن قبل الحرب، بينما المراكب راسية في المكان منذ أكثر من شهرين، وينتظر الصيادون معجزة تعيدهم إلى البحر لتوفير قوتهم.

بين هؤلاء مهدي إسطنبولي (37 عاماً)، الذي يروي أنه ورفاقه لم يبحروا للصيد منذ أن حظر الجيش اللبناني في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حركة القوارب في المنطقة البحرية جنوب لبنان.

ويقول: «لم يسمح الجيش لنا بعد بالخروج إلى البحر حفاظاً على سلامتنا» باعتبار المنطقة «حدودية» مع إسرائيل.

ويقول إسطنبولي: «نراقب الوضع... وننتظر»، مضيفاً: «نحن خرجنا من أزمة، لكن الناس سيعانون الآن من أزمات نفسية» بعد توقف الحرب.

ويقول أب لأربعة أطفال: «أحياناً وأنا أجلس عند البحر، أسمع صوت الموج وأجفل... يتهيّأ لي أن الطيران يقصف. نعاني من الصدمة».