تباطؤ التعافي يضرب آفاق الاقتصاد الياباني

تباطؤ التعافي يضرب آفاق الاقتصاد الياباني
TT

تباطؤ التعافي يضرب آفاق الاقتصاد الياباني

تباطؤ التعافي يضرب آفاق الاقتصاد الياباني

خفضت الحكومة اليابانية توقعاتها الاقتصادية لأول مرة منذ أربعة أشهر، بعد تمديد حالة الطوارئ الصحية الرامية إلى احتواء أسوأ تفشٍ لجائحة فيروس كورونا في البلاد حتى الآن.
وفي تقريره الشهري الصادر الخميس، وصف مكتب رئاسة الحكومة اليابانية الاقتصاد بأنه يواصل التحسن، بعد أن كان قد تراجع إلى مستوى منخفض للغاية، لكن وتيرة التعافي الحالية تراجعت. كما خفضت الحكومة توقعاتها للإنتاج والاستهلاك في البلاد.
وذكرت وكالة «بلومبرغ»، أن تدهور الموقف الاقتصادي يأتي في الوقت الذي يستعد فيه الحزب الحاكم في اليابان لاختيار رئيس جديد خلفاً لرئيس الوزراء المستقيل يوشيهيدي سوغا الذي أعلن استقالته في وقت سابق من الشهر الحالي في ظل تصاعد الغضب الشعبي من سوء إدارة الحكومة للجائحة.
وسلط تقرير الحكومة لشهر سبتمبر (أيلول) الحالي الضوء على استمرار معاناة شركات قطاع الخدمات في اليابان، مثل المطاعم والحانات وغيرها، والتي تكافح على مدى أكثر من عام في مواجهة القيود الصارمة المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وذكرت الحكومة، أن الإنفاق الاستهلاكي سجّل تراجعاً جديداً، في حين يسجل الإنتاج في اليابان تعافياً هشاً. وفي المقابل، أشار التقرير إلى نقطة إيجابية واحدة تتمثل في زيادة نشاط بناء المساكن في البلاد.
وبالتزامن، أظهرت بيانات وزارة المالية اليابانية الصادرة الخميس وصول عجز الميزان التجاري للسلع لليابان خلال أغسطس (آب) الماضي إلى 635.4 مليار ين (5.8 مليار دولار). وكان محللون يتوقعون تسجيل اليابان عجزاً قيمته 47.7 مليار ين فقط، مقابل فائض قدره 439.4 مليار ين خلال يوليو (تموز) الماضي وفقاً للبيانات النهائية، في حين كانت البيانات الأولية تشير إلى فائض قدره 441 مليار ين.
وزادت صادرات اليابان خلال الشهر الماضي بنسبة 26.2 في المائة سنوياً، في حين كان المحللون يتوقعون زيادتها بنسبة 34 في المائة بعد زيادتها بنسبة 37 في المائة خلال الشهر السابق.
في المقابل، زادت الواردات خلال الشهر الماضي بنسبة 44.7 في المائة بما يزيد على التوقعات التي كانت 40 في المائة، بعد زيادتها بنسبة 28.5 في المائة خلال يوليو الماضي.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».