أبو وليد الصحراوي على قائمة الإرهابيين العالميين

مَن يكون عدنان أبو وليد الصحراوي، زعيم تنظيم «داعش» في الصحراء الكبرى، الذي أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مقتله، أول من أمس، على يد قوات بلاده؟
أبو وليد الصحراوي بدأ اسمه يُتداول على نطاق واسع منذ نحو 10 سنوات، أدرجته واشنطن على قائمة الإرهابيين العالميين، بعد أن أصبح أحد قادة حركة «التوحيد والجهاد» في غرب أفريقيا، وهي واحدة من الجماعات المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، وكانت تسيطر على شمال مالي آنذاك، إلا أنه انشق عام 2015 عن حركته التي تحوّلت لاحقاً إلى اسم «المرابطون» وأعلن مبايعة «داعش».
وقاد جماعة حملت اسم «داعش في الصحراء الكبرى» باعتبارها فرعاً للتنظيم الأصلي في غرب أفريقيا. وفي منطقة تعج بالجماعات المتشددة، ظهرت نزاعات بين «داعش»، وتنظيمات أخرى، إلا أن جماعة الصحراوي شنّت هجمات عدة على الحدود بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
وفي يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، أعلنت فرنسا أنها تعتبر جماعة الصحراوي أبرز عدو لها في المنطقة. وجاء الإعلان الأميركي في الذكرى السنوية الثانية لمقتل 4 جنود أميركيين و4 نيجريين في النيجر، بهجوم شنه مسلحون مرتبطون بتنظيم «داعش» في الصحراء الكبرى.
والصحراوي مدرج على اللائحة السوداء الأميركية منذ عام 2018... وفي 2019 أعلنت واشنطن عن مكافأة قيمتها 5 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات عن موقعه ووضعته على قائمة الإرهابيين العالميين.
وقالت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية فلورنس بارلي، أمس، إن مقتل أبو وليد الصحراوي زعيم تنظيم «داعش» بمنطقة الساحل ضربة حاسمة للجماعة المتشددة، وإن تنظيم داعش في المنطقة سيواجه صعوبة في استبداله. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد قال، أول من أمس، إن قوات فرنسية قتلت الصحراوي زعيم «داعش» بمنطقة الصحراء الكبرى.
ولهذا الرجل سجل طويل، فقد ولد، كما تقول التقارير، بداية أو نهاية سبعينات القرن الماضي في مدينة العيون بالصحراء الغربية، وكان مقاتلاً أول الأمر في صفوف جبهة البوليساريو.
وتشير المعلومات المتداولة إلى أنه يعد أحد مؤسسي الجماعة السلفية «التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا»، وانضم بعد ذلك إلى تنظيم «المرابطون»، وبالنهاية انضم إلى تنظيم «داعش»، وكان أول مَن بايع زعيمه بالمنطقة، وكان ذلك في مايو (أيار) عام 2015.
وكان الصحراوي وراء خطف عدد من العاملين في المجال الإنساني في مخيم تندوف للاجئين، فيما تحول التنظيم في عام 2013 إلى «المرابطون»، وأعلن عدنان أبو وليد الصحراوي في 19 مايو مسؤوليته عن اختطاف حارس روماني في منجم بالقرب من منطقة تامباو. وحصل انشقاق في تنظيم «المرابطون» في مايو 2015، وكان عدنان الصحراوي ضمن مجموعة بايعت أبو بكر البغدادي، زعيم «داعش» آنذاك، في حين أن مختار بلمختار، الشخصية الشهيرة والمعروفة بارتباطها بتنظيم «القاعدة»، رفض الخطوة وشدد على بيعة أيمن الظواهري، وعلى عدم شرعية ما قام به الصحراوي.
ومن سجل الصحراوي الطويل، هجمات استهدفت نقطة تفتيش جمركية بمنطقة ماركوي في بوركينا فاسو مطلع سبتمبر (أيلول) 2016، ما أسفر عن مقتل ضابط جمارك وأحد المدنيين. وفي 12 أكتوبر (تشرين الأول) قتل 4 جنود من جيش بوركينا فاسو في منطقة إنتانغوم، ونفذت مجموعته أيضاً في 17 أكتوبر هجوماً باء بالفشل على سجن كوتوكالي بالنيجر.