ضغوط أميركية لدفع الدول إلى خفض غاز الميثان 30 % خلال عشر سنوات

بايدن يستضيف قمة لمكافحة المناخ اليوم لدفع الدول للالتزام بتعهدات قبل قمة اسكتلندا

ضغوط أميركية لدفع الدول إلى خفض غاز الميثان 30 % خلال عشر سنوات
TT

ضغوط أميركية لدفع الدول إلى خفض غاز الميثان 30 % خلال عشر سنوات

ضغوط أميركية لدفع الدول إلى خفض غاز الميثان 30 % خلال عشر سنوات

يعقد الرئيس الأميركي جو بايدن اجتماعا افتراضيا غدا الجمعة مع قادة بعض الدول التي تتحمل المسؤولية الأكبر عن تغير المناخ، وحضهم على بذل مزيد من الجهد لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري قبل قمة الأمم المتحدة الحاسمة في نوفمبر (تشرين الثاني). ومن المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن تعهد عالمي لخفض غاز الميثان الذي يعد أحد الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وقال مسؤول في البيت الأبيض للصحافيين إن بايدن سيحض الدول الأخرى أيضاً على توقيع اتفاق «التعهد العالمي بشأن الميثان»، الذي أبرمته الولايات المتحدة وأوروبا، لتقليل انبعاثات الميثان العالمية بنسبة 30 في المائة على الأقل بحلول عام 2030. وأكد المسؤول أن التقليل السريع لانبعاثات الميثان هو الاستراتيجية الأكثر فاعلية للحفاظ على حد 1.5 درجة زيادة في درجات الحرارة.
وأشار جون كيري مبعوث بايدن المعني بتغير المناخ، في مقابلة خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى أن الإدارة «تحاول إقناع الدول بالانضمام إلى جهد عالمي للتعامل مع التأثيرات الضارة لانبعاثات غاز الميثان»، مضيفاً «إنه أمر مدمر للغاية، ويسرّع معدل الضرر العالمي». وأوضح أن غاز ثاني أكسيد الكربون هو المحرك الأكبر للتغير المناخي، لكن غاز الميثان يكون أكثر ضررا على المدى القصير، حيث يسخن الغلاف الجوي أكثر من 80 مرة مثل نفس الكمية من ثاني أكسيد الكربون على مدى 20 عاماً.
لم يصدر البيت الأبيض قائمة بالمشاركين في هذه القمة الافتراضية، لكن منتدى الاقتصادات الكبرى يضم تقليدياً مزيجاً من الدول الأوروبية الغنية والاقتصادات الناشئة الرئيسية. ليس من الواضح ما إذا كان مسؤولون من الصين، التي تعد أكبر مصدر للغازات الدفيئة، سيشاركون في القمة. وقد شارك من قبل الرئيس الصيني شي جينبينغ في القمة الأولى التي عقدها البيت الأبيض افتراضيا في أبريل (نيسان) الماضي. ولم تتعهد الصين والهند بعد بتخفيضات أكبر للانبعاثات الضارة، وتضغط إدارة بايدن على كلا البلدين للقيام بذلك.
وتأتي المناقشات قبل أقل من ستة أسابيع من المحادثات في غلاسغو، حيث من المتوقع أن تُظهر الدول التي وعدت في باريس بتجنب أسوأ عواقب تغير المناخ ما أنجزته وأن تتعهد بأهداف أكثر طموحاً.
وقد وعدت إدارة بايدن بخفض الانبعاثات بنسبة 50 إلى 52 في المائة دون مستويات عام 2005 بحلول عام 2030. والوصول إلى هناك يعتمد على تمرير مشروع قانون بقيمة 3.5 تريليون دولار يتضمن سياسة للحد بشكل كبير من تلوث الوقود الأحفوري من قبل قطاع الطاقة. ويحاول الديمقراطيون في الكونغرس تمرير رسوم الميثان الجديدة كجزء من فاتورة ميزانيتهم، لكن لا يزال يواجه هذا التشريع معركة شاقة في الكونغرس. من المتوقع أن تصدر وكالة حماية البيئة لوائح جديدة بشأن غاز الميثان في وقت لاحق من هذا العام.
وقد وجدت أعلى هيئة لعلوم المناخ في الأمم المتحدة هذا العام أن العالم دخل في مستقبل أكثر سخونة، وأن الاحترار العالمي من المرجح أن يرتفع نحو 1.5 درجة مئوية خلال العقدين المقبلين. يعد الحفاظ على درجات الحرارة دون هذا الحد أمراً بالغ الأهمية لتجنب أسوأ عواقب تغير المناخ. وقال تشارلز كوفين المؤلف الرئيسي لتقرير الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ الذي نُشر في أغسطس (آب)، إنه رغم أن ثاني أكسيد الكربون يبقى في الغلاف الجوي لفترة أطول، فإن الميثان هو من الغازات الدفيئة أكثر ضررا حيث يحبس 25 ضعف الحرارة.
وأوضح كوفن أنه إذا توقف انبعاث ثاني أكسيد الكربون غداً، فلن تبدأ درجات الحرارة العالمية الانخفاض والبرودة لسنوات عديدة بسبب طول مدة بقاء الغاز في الغلاف الجوي. وقال إن خفض غاز الميثان هو أسهل مفتاح يمكن استخدامه لتغيير مسار درجة الحرارة العالمية في السنوات العشر المقبلة.
الميثان هو المكون الرئيسي للغاز الطبيعي، والذي يشغل ما يقرب من 40 في المائة من قطاع الكهرباء في الولايات المتحدة. يمكن أن يدخل الغلاف الجوي من خلال التسريبات من آبار النفط والغاز الطبيعي وأنابيب الغاز الطبيعي ومعدات المعالجة. ووفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، تمتلك الولايات المتحدة آلاف الآبار النشطة للغاز الطبيعي، وملايين آبار النفط والغاز المهجورة، وحوالي مليوني ميل من أنابيب الغاز الطبيعي، والعديد من المصافي التي تعالج الغاز. ويعيش واحد من كل ثلاثة أميركيين في مقاطعة تشهد عمليات استخراج نفط وغاز، مما يشكل خطراً على المناخ والصحة العامة، وفقاً لتقرير صادر عن صندوق الدفاع عن البيئة.


مقالات ذات صلة

رئيس وزراء منغوليا من الرياض: مشاريع سعودية تستهدف الانتقال للطاقة النظيفة

الاقتصاد رئيس وزراء منغوليا يتحدث إلى الحضور خلال «كوب 16» في الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس وزراء منغوليا من الرياض: مشاريع سعودية تستهدف الانتقال للطاقة النظيفة

أوضح رئيس وزراء منغوليا أويون إردين لوفسانامسراي أن مؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16» المنعقد حالياً في الرياض يتمحور حول مستقبل الأرض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى المناطق الخضراء في السعودية (الشرق الأوسط)

العبد القادر لـ«الشرق الأوسط»: «كوب 16» سيدعو إلى تبني استراتيجيات تكافح التصحر

أكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر السعودي، الدكتور خالد العبد القادر، أن مؤتمر «كوب 16» سيدعو إلى تبني استراتيجيات للتصحر.

آيات نور (الرياض)
يوميات الشرق الصورة المصاحبة لبوستر الفيلم الوثائقي (نتفليكس)

«اشترِ الآن!»... وثائقي «نتفليكس» الجديد يكشف دهاليز مؤامرة التسوق

تُغري عبارة «اشترِ الآن» ملايين المستهلكين من حول العالم، لتبضع الكثير من السلع الاستهلاكية التي غالباً لا يحتاجون إليها، خصوصاً في فترة نهاية العام.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق عرض جزيئات بلاستيكية دقيقة تم جمعها من البحر باستخدام مجهر بجامعة برشلونة (أرشيفية - رويترز)

أنشطة منزلية تزيد من تعرضك للجزيئات البلاستيكية الضارة... تعرف عليها

حذر علماء من أن الأنشطة المنزلية اليومية مثل طي الملابس والجلوس على الأريكة قد تنبعث منها سحب من البلاستيك الدقيق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

انخفاض مخزونات النفط الخام وارتفاع مخزونات البنزين في أميركا

انخفاض مخزونات النفط الخام وارتفاع مخزونات البنزين في أميركا
TT

انخفاض مخزونات النفط الخام وارتفاع مخزونات البنزين في أميركا

انخفاض مخزونات النفط الخام وارتفاع مخزونات البنزين في أميركا

أعلنت إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام انخفضت، بينما ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير في الأسبوع المنتهي في 6 ديسمبر (كانون الأول).

وقالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات النفط الخام انخفضت بمقدار 1.4 مليون برميل إلى 422 مليون برميل، مقارنة بتوقعات المحللين في استطلاع أجرته «رويترز» لسحب 901 ألف برميل.

وأوضحت إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات النفط الخام في مركز التسليم في كوشينغ بولاية أوكلاهوما انخفضت بمقدار 1.3 مليون برميل.

وقالت إن تشغيل المصافي للخام انخفض بمقدار 251 ألف برميل يومياً الأسبوع الماضي.

وانخفضت معدلات استخدام المصافي بنسبة 0.9 نقطة مئوية في الأسبوع إلى 92.4 في المائة.

فيما ارتفعت مخزونات البنزين الأميركية بمقدار 5.1 مليون برميل في الأسبوع إلى 219.7 مليون برميل، حسبما ذكرت إدارة معلومات الطاقة، مقارنة بتوقعات المحللين في استطلاع أجرته «رويترز» بزيادة قدرها 1.7 مليون برميل.

وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، ارتفعت بمقدار 3.2 مليون برميل في الأسبوع إلى 121.3 مليون برميل، مقابل توقعات بارتفاع قدره 1.4 مليون برميل.

وقالت إدارة معلومات الطاقة إن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام انخفض الأسبوع الماضي بمقدار 170 ألف برميل يومياً.