ظاهرة رونالدو... كيف حطم لاعب واحد كل الأرقام القياسية؟

عودة اللاعب إلى مانشستر يونايتد تبدو كأنها بيان قوة من رجل كان شعاره دائماً التفاني والإصرار

هل عادت أيام مانشستر يونايتد الرائعة مع رونالدو؟ (غيتي)
هل عادت أيام مانشستر يونايتد الرائعة مع رونالدو؟ (غيتي)
TT

ظاهرة رونالدو... كيف حطم لاعب واحد كل الأرقام القياسية؟

هل عادت أيام مانشستر يونايتد الرائعة مع رونالدو؟ (غيتي)
هل عادت أيام مانشستر يونايتد الرائعة مع رونالدو؟ (غيتي)

في أعقاب عودة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو المفاجئة إلى مانشستر يونايتد الأسبوع الماضي، كان هناك قدر كبير من التكهنات بشأن ما إذا كان سيستعيد، أم لا، القميص الشهير رقم 7 الذي ارتداه عدد كبير من أساطير النادي عبر التاريخ، مثل جورج بيست وبريان روبسون وإريك كانتونا، والذي يشكل الآن جزءاً أساسياً من علامته التجارية الشخصية «CR7»، في إشارة إلى أول حرفين من اسمه ورقم القميص الذي يرتديه.
لكن في الحقيقة كان الأمر يتجاوز مجرد الحنين إلى الماضي، حيث كان القميص رقم 7 يرتديه بالفعل المهاجم إدينسون كافاني، وبموجب قواعد الدوري الإنجليزي الممتاز، كان يتعين على كافاني اللعب بالرقم نفسه هذا الموسم. ومع ذلك، عندما تكون بشهرة وحجم رونالدو، يتضح أن هناك حداً يمكنك من خلاله وضع القواعد الخاصة بك! وعندما ترى شيئاً تريده، لا تشغل بالك كثيراً بالتفاصيل الدقيقة والحدود المفروضة، وكل ما يتعين عليك القيام به هو أن تتعامل مع الأمور بكل حزم وثقة كما تفعل دائماً.
لقد كان هناك شكل من أشكال القسوة المذهلة في الطريقة التي استعاد بها رونالدو وبكل بساطة القميص رقم 7 في مانشستر يونايتد في غضون ساعات قليلة، حيث تم التغلب على كل العقبات، وتخفيف القواعد الضرورية، واتخاذ الترتيبات اللازمة، فتم بيع دانيال جيمس إلى ليدز يونايتد، وإقناع كافاني بالتخلي عن القميص رقم 7 وارتداء القميص رقم 21 الذي كان يرتديه جيمس، وهو القميص الذي ارتداه أساطير أيضاً في تاريخ مانشستر يونايتد، مثل هينينغ بيرج، ودييغو فورلان ودونغ فانغزهو!
لقد حصل الجميع، ربما باستثناء كافاني، على ما يريدونه. وفي أول يوم طُرح فيه القميص رقم 7 لرونالدو للبيع، كسرت مبيعات القميص الرقم القياسي اليومي لأعلى مبيعات القمصان في تاريخ النادي. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، حظي منشور الإعلان عن انتقال رونالدو إلى مانشستر يونايتد بـ13 مليون إعجاب على «إنستغرام»، كما أن انتقال رونالدو إلى مانشستر يونايتد قد تفوق على انتقال النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى باريس سان جيرمان بـ700 ألف تغريدة على «تويتر». في الحقيقة، يتماشى هذا تماماً مع طبيعة ما يمكن أن نطلق عليه اسم «ظاهرة رونالدو» بشكل عام، حيث نجح هذا اللاعب في تحطيم كل الأرقام القياسية. هذا لا يعني أن الأمر كله متعلق بالأرقام والإحصائيات، وأن رونالدو لا يلهب حماس ومشاعر الجماهير التي تعشقه في كل مكان، لكن الغريب أن هذا اللاعب نجح في الاستحواذ على كل الأرقام تقريباً في هذه الرياضة الجماعية.
وإذا تعمقنا في الحياة الصاخبة للإنترنت، على مواقع مثل «ريديت» و«4تشان» ومنتديات اللياقة البدنية للرجال، سنجد أن ما يجسده وما يمثله رونالدو أكبر بكثير من مجرد تسجيل الأهداف والفوز بالبطولات والألقاب. فبالنسبة إلى قطاع عريض من الذكور الشباب الساخطين الذين يبدو أنه يستمد منهم جوهر قاعدته الجماهيرية، يمثل رونالدو نوعاً من الذكورة المطلقة: التبرير، والانتقام، والفخر، والقوة البدنية، والقدرة على سحق الأعداء. وبالتالي يرى هؤلاء أنه عندما يفوز رونالدو، فإن أي شخص آخر - بما في ذلك المهووسون بميسي - يخسر.
قد تكون هذه هي الطبيعة الوقحة للموهووسين بالمشاهير على شبكة الإنترنت، لكن الحقيقة هي أن رونالدو قد تمكن - أكثر من أي لاعب كرة قدم في تاريخ اللعبة - من بناء وتغذية هذا الشكل من أشكال التفاني الفردي حول نفسه. وعلى النقيض من ذلك، عندما نشاهد ميسي في كثير من الإعلانات فإنه دائماً ما يكون ضمن بيئة اجتماعية أكبر، فيمكن أن تراه وهو يصعد على متن طائرة ويبدأ في ركل الكرة، أو يظهر في محطة بنزين ويبدأ في ركل علبة من المشروبات الغازية، أو يظهر في حفل اجتماعي وهو يأكل رقائق البطاطس.
لكن رونالدو لا يظهر سوى بمفرده فقط في كل الإعلانات، فيظهر على خلفية مظلمة حاملاً زجاجة شامبو، أو يظهر وحده في قصره الفارغ محاطاً بالنباتات الشائكة والحلي الذهبية. وحتى لو ظهر شخص آخر في الإعلان بجوار رونالدو فإن هذا الشخص يكون دائماً امرأة تشعر بإعجاب شديد تجاه النجم البرتغالي بسبب وسامته ورائحته الجذابة وقدرته على القيام بأشياء استثنائية! في الحقيقة، هناك وجهة نظر يتم تقديمها بشكل غريب في هذه الإعلانات: نظرة تتجاوز النرجسية البسيطة وتعيد تخيل الذات على أنها آلة يتم صقلها وتحسينها باستمرار. من المؤكد أن رونالدو شخص أكثر تعقيداً مما يعتقد الجمهور العادي. إن الطريقة التي أخرج بها نفسه من نشأته الفقيرة في ماديرا من خلال الطموح الواضح وأخلاقيات العمل الخارقة لا تزال تقدم مصدر إلهام حقيقي للكثيرين. ومع ذلك، هناك أوقات ليس من الواضح فيها تماماً أين ينتهي رونالدو الرجل العادي، وأين يبدأ رونالدو الأسطورة!
في عام 2018، اتُهم رونالدو علناً باغتصاب كاثرين مايورغا، وهي معلمة سابقة قالت لمجلة «دير شبيغل» الألمانية إن رونالدو اغتصبها في غرفة فندق بلاس فيغاس في عام 2009 (في عام 2019، خلصت الشرطة إلى أنه لا يمكن توجيه تهم جنائية لأنه لا يمكن «إثبات الاتهام بما لا يدع مجالاً للشك»). ودائماً ما ينفي رونالدو أنه اغتصب مايورغا، واصفاً تلك الادعاءات بأنها «لا أساس لها من الصحة». في غضون ذلك، حشد كل من حوله على الفور استراتيجية مضادة. ففي الأسابيع التي تلت نشر مجلة «دير شبيغل» لهذه القضية، نشرت والدة رونالدو وأخته صورة لرونالدو مرتدياً رداء سوبرمان، وحثتا معجبيه على فعل الشيء نفسه. ووصف محامو رونالدو الاتهامات بأنها «شائنة»، وبأنها محاولة «لتدمير سمعة بُنيت بفضل العمل الجاد والقدرة الرياضية الفائقة والتصحيح السلوكي». وحتى يومنا هذا، لا تزال مايورغا تتعرض لهجمات شخصية شرسة معادية للمرأة على وسائل التواصل الاجتماعي.
بالطبع، لا يمكن أن يتحمل رونالدو مسؤولية الإساءات التي ينشرها الآلاف من محبيه، لكن من الواضح أن ما يقدمه رونالدو داخل ملاعب كرة القدم قد جذب إليه شريحة معينة من الشباب الغاضب، الذي يبدو أنه لا يحب رونالدو بسبب ما يقدمه داخل المستطيل الأخضر فحسب، ولكن بسبب تصرفاته الشخصية وما يقوم به خارج الملعب. وبينما رحل ميسي عن برشلونة والدموع تملأ عينيه ليبدأ رحلة جديدة مع باريس سان جيرمان، عاد رونالدو إلى مانشستر يونايتد في صورة المنتصر الذي يتحكم في مصيره، كأنه يُسخر جاذبية كرة القدم لإرادته مرة أخرى. وهذا هو السبب في سرعة وصوله وطريقة وصوله إلى مانشستر يونايتد - والتغطية الهائلة التي صاحبت وصوله - كأنه يعلن للجميع أنه قد تفوق على ميسي وعلى مانشستر سيتي وعلى كافاني في ضربة واحدة.
لكن بطبيعة الحال سيكون هناك كارهون ومشككون في قدرات رونالدو وسيقولون إنه لا يقوم بواجبه الدفاعي كما ينبغي ولا يضغط على لاعبي الفريق المنافس، وإن مستواه قد تراجع بفعل تقدمه في السن، وإن مانشستر يونايتد لا يزال بحاجة إلى تدعيم خط وسطه حتى يتمكن من المنافسة على البطولات والألقاب. من الواضح أن المعركة أبدية، وهناك دائماً أعداء جدد يجب التغلب عليهم وطرق جديدة لهزيمتهم. ورغم تألق رونالدو في مباراته الأولى بعد العودة إلى ملعب «أولد ترافورد» وتسجيله هدفين وقيادة مانشستر يونايتد للفوز على نيوكاسل بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد يوم السبت الماضي، لا تزال شروط النجاح غير واضحة. ومن المؤكد أن حالة الجدل هذه ستستمر ولن تتوقف حتى يتمكن مانشستر يونايتد من الحصول على أول بطولة كبرى بعد غياب طويل. لكن في النهاية، لا يمكننا أن نشكك أو نقلل من الأرقام القياسية الهائلة التي حققها النجم البرتغالي.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.