العبادي يعتزم توحيد قيادات الحشد الشعبي تحت إمرته.. قاطعًا الطريق أمام المالكي

تباين بين قادة الميليشيات والجيش حول الحاجة إلى إسناد جوي أميركي

العبادي يعتزم توحيد قيادات الحشد الشعبي تحت إمرته.. قاطعًا الطريق أمام المالكي
TT

العبادي يعتزم توحيد قيادات الحشد الشعبي تحت إمرته.. قاطعًا الطريق أمام المالكي

العبادي يعتزم توحيد قيادات الحشد الشعبي تحت إمرته.. قاطعًا الطريق أمام المالكي

في خطوة وصفها سياسي شيعي مطلع بأنها تهدف إلى قطع الطريق أمام آخر محاولات رئيس الوزراء السابق نوري المالكي لقيادة فصائل الحشد الشعبي، يعتزم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي البدء بإجراءات عملية تهدف إلى توحيد قيادات الحشد الشعبي لتكون تحت إمرته.
وكان المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء، سعد الحديثي، أعلن أن الحشد الشعبي يأتمر بإمرة القائد العام للقوات المسلحة وأنه هيئة تابعة لمكتب رئيس الوزراء وسيتحول إلى حرس وطني. وتعليقا على الانتقادات الأميركية للحشد الشعبي، أضاف الحديثي أن الموقف الرسمي للإدارة الأميركية يتم التعبير عنه عن طريق القنوات الرسمية والمسؤولين الأميركيين وأن كل اللقاءات التي يتم البحث فيها بهذا الموضوع مع المسؤولين الأجانب يتم التأكيد فيها على أن الحشد الشعبي هو هيئة تابعة لمكتب رئيس الوزراء وسيتحول إلى حرس وطني عقب إقرار القانون الخاص بهذا الجهاز.
وطبقا للسياسي الشيعي المطلع الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» شريطة عدم الإشارة إلى اسمه، فإن «الإجراء الذي يعتزم العبادي اتخاذه سيكون لتوحيد قيادات الحشد الشعبي ووضعها تحت إمرته من الناحية العملية لأنها نظريا تحت قيادته من منطلق كونها هيئة تابعة لمجلس الوزراء»، مضيفا أن هذا التوجه «يأتي انطلاقا من متغير هام حصل في الآونة الأخيرة وهو قيام زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بوضع (سرايا السلام) التابعة له تحت إمرة القائد العام ووزارة الدفاع». وأضاف السياسي الشيعي أن «هذا التنسيق مع التيار الصدري يهدف إلى قطع الطريق أمام المساعي التي يبذلها المالكي في التقرب من الحشد الشعبي من خلال مسارات مختلفة، لكنه من جانب آخر يهدف إلى تقوية موقف العبادي داخل المؤسسة العسكرية بعد أن أظهرت العمليات العسكرية في صلاح الدين المزيد من الحاجة إلى التنسيق بين الحشد الشعبي والقيادات العسكرية، وهو ما أثار انزعاج تلك القيادات التي عبرت عن ذلك خلال اللقاءات مع العبادي أو وزير الدفاع».
وأوضح السياسي الشيعي أن «هناك مشكلة بدأ يواجهها العبادي وهي الانتقادات الأميركية بخصوص عدم القدرة على السيطرة على الفصائل المسلحة التي يتشكل منها الحشد الشعبي، وهو ما يمكن أن يؤثر على موقف التحالف الدولي من العمليات الجارية ضد تنظيم داعش، سواء في تكريت اليوم أو في باقي المناطق خلال الفترة المقبلة»، مؤكدا أن «ربط عملية توحيد الحشد الشعبي بتشكيل الحرس الوطني في مرحلة لاحقة إنما هو خطوة تهدف لطمأنة العرب السنة إلى أن عملية تشكيل الحرس الوطني قائمة طبقا لما كان قد تعهد به العبادي بموجب وثيقة الاتفاق السياسي».
وردا على سؤال حول تضارب التصريحات بين القادة العسكريين في قطاع صلاح الدين من جهة، وقادة الحشد الشعبي من جهة أخرى، حول أهمية مشاركة التحالف الدولي في معارك تكريت طبقا لما أعلنه قائد عمليات صلاح الدين الفريق عبد الوهاب الساعدي، ورفض زعيم منظمة بدر هادي العامري، تلك المشاركة، قال السياسي الشيعي إن «العبادي الآن في وضع لا يحسد عليه لجهة كونه بين مطرقة إيران وسندان التحالف الدولي، فإنه بات يبحث عما هو أكبر من عملية التنسيق بل الإشراف المباشر على المؤسسة العسكرية»، مبينا أن «ربطه بين جعل فصائل الحشد الشعبي تحت إمرته وبين كون ذلك تمهيدا للحرس الوطني، إنما يهدف إلى جعل القيادات السنية تضغط على قوى التحالف الوطني، لا سيما المتحفظة منها للحرس، لتمشية مشروع القرار داخل البرلمان بأسرع وقت ممكن».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن العامري رفضه لدعوة قائد عمليات صلاح الدين عبد الوهاب الساعدي إلى مشاركة التحالف الدولي في معارك تكريت بتقديم الدعم الجوي. وأكد العامري، الذي تدعم إيران فصيله (منظمة بدر) ومعظم الفصائل الأخرى التي يتشكل منها الحشد الشعبي، أن «لا حاجة» للتحالف الدولي، مضيفا أن «بعض الضعفاء في الجيش (...) يقولون نحتاج إلى (الأميركيين)، أما نحن فنقول لا نحتاج إليهم».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.