مسؤولة السجون الإسرائيلية: أحبطنا 300 محاولة هرب فلسطينية

المحكمة المركزية ترفض السماح للأسرى بالتقاء محاميهم

TT

مسؤولة السجون الإسرائيلية: أحبطنا 300 محاولة هرب فلسطينية

كشفت المفوضة العامة لمصلحة السجون الإسرائيلية، اللواء كاتي بيري، أن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية حاولوا تنفيذ لا أقل من 300 عملية فرار في العقد الأخير، لكن قواتها تمكنت من إحباطها، وبعضها تم إحباطه في الدقيقة التسعين.
وقالت بيري، التي كانت تتحدث خلال جلسة صاخبة للجنة الأمن الداخلي التابعة للكنيست (البرلمان)، أمس الاثنين، إن من ينتقدها ويطالب بإقالتها بسبب فرار الأسرى الفلسطينيين الستة من سجن الجلبوع، قبل أسبوع، يتابعون عمل السجون الإسرائيلية جيداً ويعرفون أنه مقابل نجاح عملية فرار واحدة، هناك 300 عملية أخرى أجهضناها، وأضافت «الهروب من السجن هو التهديد الأول والكبير الذي نضعه على أجندتنا جميعاً. وبعد فرار الأسرى من الجلبوع، اتخذت عدة إجراءات من أجل إعادة السيطرة على الأوضاع وزيادة الردع وقطع دابر أي محاولة لتقليد الأسرى الستة». وكشفت أنها شكلت فريقاً يعمل منذ يوم الحدث مع أشخاص مهنيين ومهندسين بهدف الانتقال من زنزانة إلى أخرى في السجون، وفحص مبناها الهندسي، ومشاهدة الخرائط وما هو موجود تحت الأرض.
وكانت اللجنة قد اجتمعت لمناقشة موضوع الجريمة في المجتمع العربي في إسرائيل (فلسطينيي 48)، والأحداث التي وقعت في مايو (أيار) الماضي بعد هبة الأقصى والتضامن مع قطاع غزة خلال الحرب، وما رافق كل ذلك من مواجهات وصدامات بين المواطنين اليهود والعرب في المدن المختلطة واعتداءات الشرطة والمستوطنين على الفلسطينيين في القدس. وشارك في الجلسة المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، فقال إن «تهديدات الداخل في إسرائيل ليست أقل أهمية وليست أقل خطراً من التهديدات الخارجية لإسرائيل». وفسر أقواله: «نتحدث عن تهديد الأمن الداخلي بأعمال شغب تنتشر هنا وهناك، وأعمال احتجاج غاضبة بسبب سياسة عدم المساواة وشروخ قائمة في صفوف مختلف الطوائف».
وقد أثارت هذه الكلمات أعضاء الكنيست من اليمين المتطرف، وخلال تراشق الكلام بين نواب اليمين والنواب العرب، أحمد الطيبي وأسامة السعدي، مقابل إيتان بن غبير وأبيحاي شيكلي، انعطف النقاش إلى قضية فرار الأسرى. واتهم النواب المتطرفون من اليمين، النواب العرب والجمهور العربي، بالوقوف «مع الإرهاب ضد إسرائيل» وبمساعدة الأسرى الفارين. ودعا بن غبير إلى طرد العرب من الكنيست. وأعلنت رئيسة هذه اللجنة، ميراف بن آري، عن تشكيل لجنة سرية برئاستها، تتابع قضية السجون التي تضم الأسرى الفلسطينيين، وتعمدت أن يكون أعضاؤها من اليهود.
وكانت أجهزة الأمن الإسرائيلية قد دخلت اليوم الثامن من التفتيش عن الأسيرين الفلسطينيين، أيهم كممجي ومناضل أنفيعات، آخر اثنين من الأسرى الفارين. وهي تركز نشاطها على أساس الاعتقاد بأنهما تمكنا من اختراق الخط الأخضر ودخول الضفة الغربية. ولهذا، حشدت قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة، قوات كبيرة، ذكرت الفلسطينيين بأيام الاجتياح سنة 2002، ونفذت حملة اعتقالات في مناطق متفرقة، طالت قيادياً في حركة حماس ببيت لحم، وعدداً من ذوي الأسيرين المحررين من سجن «جلبوع».
وأفاد نادي الأسير بمداهمة قوات الاحتلال مناطق مختلفة، خصوصاً محافظة جنين التي تم إحكام حصارها، واعتقال 15 شخصاً بينهم قيادي من حماس وعدد من ذوي كممجي وأنفيعات. واقتحمت دوريات الاحتلال العسكرية، بلدة كفردان مسقط رأس الأسير كممجي، وحاصرت منزل والده المسن فؤاد كممجي، واعتقلت عماد، شقيق أيهم الذي جرى نقله لجهة مجهولة. كما اقتحمت بلدة يعبد قضاء جنين، وداهمت منزل عائلة الأسير مناضل يعقوب أنفيعات، وفرضت طوقاً عسكرياً على البلدة، واعتقلت والده يعقوب أنفيعات (60 عاماً)، واحتجزت أسرته وأخضعتهم للتحقيق والاستجواب. ونفذت قوات الاحتلال اعتقالات أخرى في محافظة قلقيلية، وفي محافظة رام الله، وفي حافظة بيت لحم.
وأعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أن عملية اعتقال الأسيرين الآخرين مجرد مسألة وقت، وأن قواته ما زالت تواصل البحث عنهما. وأضاف «قواتنا تعمل جنباً إلى جنب مع جهاز الشاباك والشرطة لإعادة اعتقال من تبقى من الفارين، وأن عمليات البحث لن تتوقف حتى اعتقالهما».
أما الأسرى الأربعة الذين تم إلقاء القبض عليهم في نهاية الأسبوع، زكريا الزبيدي (45 عاماً) ومحمد قاسم عارضة (39 عاماً) ومحمود عبد الله عارضة (46 عاماً) ويعقوب محمد قادري (49 عاماً)، فقد أخضعتهم المخابرات الإسرائيلية إلى تحقيق قاس وضارٍ ومتواصل، لسحب المعلومات منهم عن مخطط الهرب وكيفية تنفيذه وبمساعدة من ومصير الأسيرين الهاربين. ويجري التحقيق بسرية تامة ومن خلال الاستفراد بالأسرى. ويوم أمس، الاثنين، قررت المحكمة المركزية في الناصرة رفض الاستئناف الذي قدمه طاقم الدفاع عنهم ضد هذه القطيعة، ومنعت المحامين من الالتقاء بهم. وحذر طاقم الدفاع عن الأسرى، من أن حرمانهم من مقابلتهم يؤكد القلق من قيام السلطات بالتنكيل بهم وتعذيبهم.
وكشفت «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، بعضاً مما وصفته بـ«اعترافات الأسرى الأربعة»، فقالت إنهم حالما غادروا الحفرة في السجن ساروا مسافة 7 كيلومترات وصولاً إلى قرية الناعورة، حيث استحموا وحلقوا شعورهم في أحد مساجد القرية ومكثوا فيها أقل من ساعة، وعند مغادرتهم حاولوا أن يجدوا من يقلهم إلى جنين ولم يستجب لهم أحد.
وقد علموا في هذه المرحلة أن أجهزة الأمن الإسرائيلية نشرت قواتها، واستدعت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى خط التماس الفاصل بين الضفة الغربية ومناطق الـ48. فأدركوا أن الوصول إلى جنين أصبح شبه مستحيل؛ لهذا قرروا تغيير الاتجاه وإلغاء الخطة الأصلية، والاختباء بالقرب من البلدات العربية المحيطة حيث تكون فرصة القبض عليهم ضئيلة. وهنا قرروا الانقسام إلى ثلاثة أزواج، وأن يختار كل منهم طريقاً مختلفاً، لكن ما أرهقهم في النهاية هو التعب والجوع والانتشار الكبير لقوات الأمن التي كانت تبحث عنهم. ولم يكشف الأسرى الأربعة مكان تواجد الأسيرين الفارين يعقوب كممجي ومناضل نفيعات، كما لم تسمح قوات الأمن بنشر تفاصيل اعترافاتهم عن كيفية حفر نفق الهروب.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.