اتفاق مصري ـ أميركي على تعزيز التعاون العسكري

رئيس الأركان استقبل قائد القيادة المركزية ضمن تدريبات {النجم الساطع}

ممثلو القوات المشاركة بـ«النجم الساطع» (المتحدث العسكري المصري)
ممثلو القوات المشاركة بـ«النجم الساطع» (المتحدث العسكري المصري)
TT

اتفاق مصري ـ أميركي على تعزيز التعاون العسكري

ممثلو القوات المشاركة بـ«النجم الساطع» (المتحدث العسكري المصري)
ممثلو القوات المشاركة بـ«النجم الساطع» (المتحدث العسكري المصري)

اتفقت مصر والولايات المتحدة على أهمية تعزيز التعاون العسكري بين البلدين خلال الفترة المقبلة. جاء ذلك خلال لقاء الفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، بالفريق أول كينيث ماكينزي قائد القيادة المركزية الأميركية، والوفد المرافق له الذي يزور مصر حالياً، على هامش متابعة فعاليات التدريب العسكري المشترك «النجم الساطع 2021». وتستضيف قاعدة «محمد نجيب» العسكرية في مصر، منذ الثاني من سبتمبر (أيلول) الحالي، مناورات «النجم الساطع 2021» الأميركية، بمشاركة 21 دولة بينها 10 جيوش عربية. وتعد «النجم الساطع»، من أكبر المناورات العسكرية في العالم، من حيث عدد الدول المشاركة فيها ونوعية القوات التي تنفذ تدريبات مشتركة في البر والبحر والجو. ومن المقرر أن تستمر المناورات حتى 17 سبتمبر. ووفق بيان عسكري مصري، تناول لقاء فريد - ماكينزي، عدداً من الموضوعات الخاصة بـ«التدريب والأهمية التي يحققها باعتباره أرضاً خصبة لتبادل الخبرات بين كافة العناصر المشاركة، وما يمثله التدريب من بيئة عسكرية ثرية للتعرف على كل جديد في كافة التخصصات العسكرية لمختلف الأسلحة».
وأكد الفريق فريد حرص القيادة العامة للقوات المسلحة لمتابعة كافة الأنشطة التي تنفذ يومياً وتقوم بتهيئة المناخ الذي يحقق لكل العناصر المشتركة بالتدريب القدرة على تنفيذ كافة المهام والأنشطة التدريبية التي توكل إليها.
ونقل البيان عن قائد القيادة المركزية الأميركية، إشادته بالصدى الذي يحققه التدريب بكافة الأوساط العسكرية الدولية، معرباً عن إعجابه بقدرة القوات المسلحة المصرية على تنظيم فعاليات هذا الحدث الذي يعد واحداً من أهم وأكبر التدريبات التي تنفذ بمنطقة الشرق الأوسط. وقام رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقائد القيادة المركزية الأميركية بجولة تفقدية تضمنت المرور على مراكز القيادة والسيطرة لمتابعة آليات العمل التي تعتمد على التخطيط المشترك لإدارة مهام التدريب.
كما قام قائد القيادة المركزية بالمرور على مناطق وميادين التدريب، أشاد خلالها بـ«الكفاءة القتالية العالية لكافة العناصر المشاركة بالتدريب، وكذا بالإمكانيات التدريبية والإدارية بالقاعدة وميادين التدريب المجهزة لتدريب مختلف العناصر القتالية والتخصصية».
وأعقب ذلك لقاء رئيس أركان حرب القوات المسلحة مع كافة العناصر المشاركة بالتدريب الذي نقل خلاله تحيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى للقوات المشاركة، مرحباً بهم في مصر، كما أثنى على المستوى المتميز الذي وصل إليه التدريب خلال كافة المراحل التي تم تنفيذها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».