وزراء في الحكومة اللبنانية الجديدة: الوقت للعمل والنهوض بالبلد

رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي (أ.ف.ب)
TT

وزراء في الحكومة اللبنانية الجديدة: الوقت للعمل والنهوض بالبلد

رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي (أ.ف.ب)

أجمع عدد من الوزراء الجدد، في تصريحاتهم الأولى منذ تعيينهم في حكومة نجيب ميقاتي، على أن الوقت اليوم للعمل للنهوض بالبلد بعيداً عن الصراعات واعدين بالتغيير، وذلك في مواقف أطلقوها خلال استقبالهم المهنئين وفي احتفالات أقيمت لهم في بلداتهم.
وقد أكد وزير الصناعة جورج بوشكيان أن «الوقت للعمل وبث الإيجابية للنهوض من هذا الواقع المرير، وليس وقت السياسة وصراعاتها».
وقال بوشكيان خلال استقباله وفوداً مهنئة في دارته في زحلة، إن «العمل سينطلق من أجل النهوض الصناعي والإنتاجي، وسنكون وكل العاملين في القطاع الصناعي يداً واحدة للبناء والتطوير، وسنتابع كل الملفات لوضع خطة استراتيجية والعمل على تنفيذها، لأن المرحلة ليست للشعارات السياسية، وإنما نحتاج إلى خطة إنتاجية لمصلحة المواطن»، واعداً الصناعيين بـ«العمل معاً بشفافية لنصل إلى بر الأمان، ليس فقط للقطاع الصناعي وإنما للبنان».
من جهته، وفي التغريدة الأولى له بعد تعيينه وزيراً للصحة، قال مدير مستشفى رفيق الحريري فراس أبيض، عبر حسابه على «تويتر»، «تحمل المسؤولية وقت الأزمات واجب تجاه الوطن والمجتمع، وهي أمانة يسأل عنها أحدنا دنيا وآخرة»، مؤكداً: «الصحة حق، والناس يهمهم ما سوف يفعله المرء لحل مشاكلهم، وليس ما فعله من قبل، وهذا مفهوم».
بدوره، قال وزير الأشغال علي حمية، أمام وفود مهنئة له بتوليه الوزارة، «هذه المسؤولية التي توليتها هي حمل على كتفيّ، ويجب أن أكون على قدرها، وأتمنى عليكم أن تساعدوني، لأن العامل النفسي والعائلي له الفعل الأساس بأن يصل أحدنا ويخدم بلده». وأكد: «أنا وزير لكل لبنان، وبالتالي على عاتقي مسؤوليات تجاه بلدي، وبالطبع عليّ مسؤوليات تجاهكم وتجاه منطقتي».
ولفت حمية إلى أنه سيعلن يوم الاثنين «عن الخطة العملية التي سنرسمها للأيام المقبلة وعن رؤية استراتيجية للوزارة».
كذلك لم ينف وزير الزراعة عباس الحاج حسن، أن لبنان بات في مرحلة الانهيار، وقال في احتفالات شعبية أقيمت لاستقباله في بعلبك، «ولادة الحكومة تأخرت لأسباب عديدة، وكان المخاض عسيراً، لكن أن تصل متأخراً خير من ألا تصل». وقال: «الكثير يصف البلد اليوم بأنه أمام الانهيار، وأعتقد أننا بتنا في الانهيار، لكن الإرادة موجودة، وإرادة جميع القوى السياسية موجودة على الأرض لنقول إننا عازمون على أن يكون الهدف الأساسي والأول حي على خير العمل الذي أطلقه دولة الرئيس نبيه بري».
وأضاف: «نحن اليوم أمام مفصل تاريخي. المجتمع الدولي أمامنا جميعاً، وسنضع كل الإمكانات في سبيل إنقاذ البلد اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وأمنياً. المناكفات السياسية لا شك ستبقى، لكن الأولوية اليوم للمواطن، للإنسان، ولكل الموجوعين في هذا الوطن».
وأضاف: «على صعيد وزارة الزراعة، لن أعد بأي شيء لأننا في اليوم الأول ولم يحدث التسليم والتسلم، ولكن أقول إن منطقة البقاع وعكار، كمعظم المناطق، تنتظر الكثير من وزارة الزراعة، وأنا بدوري أنتظر من مجلس الوزراء موازنة وازنة وحقيقية للوزارة لكي نستطيع أن نقدم ما تصبو إليه كل فئات المجتمع».
وختم: «اليوم نحتاج جميعاً إلى أن نكون على قدر المسؤولية. نحن مسؤولون أمام الناس، وكل صوت اليوم في الشارع وفي البيت يقول إننا نحتاج إرادة حقيقية. لا مجال للكلام، حي على خير العمل».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.