لماذا قال الحسن الثاني: فهد بن عبد العزيز ملك المملكة المغربية؟

إعلاميون يتذكرون مواقف خادم الحرمين الشريفين في مرحلة تاريخية حاسمة

لماذا قال الحسن الثاني: فهد بن عبد العزيز ملك المملكة المغربية؟
TT

لماذا قال الحسن الثاني: فهد بن عبد العزيز ملك المملكة المغربية؟

لماذا قال الحسن الثاني: فهد بن عبد العزيز ملك المملكة المغربية؟

يفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في 31 مارس (آذار) الحالي، معرض وندوات عن تاريخ الملك الراحل فهد بن عبد العزيز (رحمه الله) في الرياض. وقد أعد فريق البحث التاريخي الخاص بالمعرض بالتعاون مع المركز الإعلامي، تقريرا خاصا عن الملك الراحل فهد بن عبد العزيز (رحمه الله). ومن ضمن ما جاء فيه:
إنه اليوم الذي يلقي فيه ملك المغرب الراحل الحسن الثاني خطاب العرش عبر التلفاز والإذاعة.. يسمعه الناس يصف فيه الملك الراحل فهد بن عبد العزيز بأنه عاهل المملكة المغربية، فيثنون على عبارته التي تحولت إلى رمز للحفاوة بالأشقاء السعوديين على نطاق واسع.
لكن ما الذي دفع الحسن الثاني لهذا القول؟
يفرد الإعلامي محمد بن ددوش حيزاً لهذا الحدث في كتابه «رحلة حياتي مع الميكروفون» الذي ضمنّه مجموعة من الذكريات والمشاهدات التي استخلصها من عمله في مجال الإعلام.
يقول ابن ددوش: "كان الملك الحسن الثاني يوم الثاني من مارس (آذار) 1983 بصدد تسجيل خطاب العرش في القصر الملكي بفاس (إذاعياً وتلفزيونياً)، بحضور وزراء بينهم وزير الإعلام والمسؤولين عن الإذاعة والتلفزة المشرفين عادة على عملية التسجيل في مثل هذه المناسبة". وأضاف أن ملك المغرب انتقل في منتصف الخطاب للحديث عن القادة العرب والأجانب الذين زاروا المغرب خلال العام الماضي (1982)، وكان من بينهم العاهل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز، فاستفاد العاهل المغربي من هذه المناسبة في الإشادة بـ"العلاقات الأخوية والروابط المحكمة المتينة القائمة بين المغرب والمملكة العربية السعودية". وأشار إلى أن الحسن الثاني كان يلقي خطابه بصورة عادية والصمت يخيم على القاعة، وفجأة سمعه الحضور يقول: "استقبلت بلادنا خلال العام المنصرم صديقنا الكبير وشقيقنا العزيز صاحب الجلالة الملك فهد بن عبدالعزيز عاهل المملكة المغربية...". ولا تغيب هذه اللحظة عن مخيلة ابن ددوش: "التقطت آذاننا هذه الجملة، وإذا بأنظارنا نحن ممثلي الإذاعة والتلفزة تتجه مباشرة نحو وزير الإعلام، الذي التقط هو أيضاً تسمية الملك فهد بملك المملكة المغربية، وشعرنا جميعاً بأن الأمر لا يعدو أن يكون فلتة لسان، ولكنها ستكلفنا الكثير لإصلاحها خصوصاً تلفزيونياً إذا استمر الملك في قراءة خطابه ولم يتوقف لإعادة الجملة مصححة، وبدأنا التخاطب بالإشارات مع الوزير الواقف في الجانب الآخر لتشجيعه على التدخل بسرعة لإشعار الملك بما حدث، مع أننا كنا في قرارة أنفسنا نعتقد أن الوزير لن يجرؤ على الإقدام على هذه الخطوة، إذ كان من المستحيل تقريباً أن يقدم أحد الوزراء أو المستشارين على مقاطعة الملك وهو بصدد تلاوة خطابه".
ولفت محمد بن ددوش إلى أن وزير الإعلام الدكتور عبدالواحد بلقزيز امتلك ما يكفي من الشجاعة، فتقدم نحو الملك الذي توقف عن متابعة خطابه ليستمع إلى ما يقوله وزيره.
أطرق الملك رأسه وساد الصمت قليلاً، ثم رفع رأسه وقال مخاطباً الوزير: "أييه"! الملك فهد ملك المملكة المغربية، وليس هناك خطأ وعليكم الاحتفاظ بالجملة كما هي" وأمر باستئناف التسجيل، وفي يوم عيد العرش أذيع الخطاب كما سجل، وسمع المغاربة تلك العبارة، فتيقن الجميع أن قرار الحسن الثاني الاحتفاظ بتلك الجملة كما نطق بها علامة على مدى عمق الروابط الأخوية التي جمعته بالعاهل السعودي الراحل وببلاده الشقيقة على مدى عقود.
وتطرق إلى أن القصة لم تنته عند هذا الحد، وفي مدينة فاس فقط، إذ مرت بضعة أشهر، وتوقف ولي العهد الأمير محمد في مدينة جدة قادماً من أديس أبابا في طريق عودته للمغرب، فاستقبله الملك فهد بن عبدالعزيز أفضل استقبال، وأقام مأدبة غداء على شرفه في رحاب القصر الملكي الجديد، الذي كان في طور التشييد بشارع الكورنيش في مدينة جدة. وحضر المأدبة أعضاء الوفد المغربي المرافق للأمير وعدد من الشخصيات السعودية، ومن بينهم مجموعة من رجال الأعمال كانوا على وشك التوجه إلى المغرب لحضور المؤتمر الثاني لرجال الأعمال والمستثمرين العرب المنعقد في أكتوبر(تشرين الاول) 1983.
وأشار إلى أن المأدبة كانت مناسبة للعاهل السعودي لإبداء حفاوة كبيرة بابن الحسن الثاني والإشادة بالعلاقات المغربية السعودية، وتوجه بالخطاب مباشرة إلى رجال الأعمال السعوديين وطلب منهم "تقديم كل ما يمكن من الدعم للمغرب، لما لهذا البلد من مكانة في نفسي ولما أكنه من تقدير واحترام لأخي الملك الحسن الثاني الذي اعتبره ملكا للمملكة العربية السعودية".
وتابع بن ددوش: "هكذا كانت المفاجأة الأولى في مدينة فاس، وجاءت المفاجأة الثانية في مدينة جدة، وبما أنني كنت ووزير الإعلام الدكتور عبدالواحد بلقزيز الوحيدين الحاضرين لمأدبة الغذاء في جدة، وتسجيل خطاب العرش في فاس، فإننا تبادلنا النظرات والابتسامات من بعيد وكأن كل واحدٍ منا يقول للآخر: إنه الجواب".


سيرة الراحل تلهم الإعلاميين
ألهمت سيرة الملك فهد بن عبدالعزيز كثيراً من الإعلاميين العرب والأجانب، نظراً إلى أن الملك الراحل عاش مرحلة تأسيس الدولة السعودية وكان من أهم رموزها، وتسلم مناصب قيادية كثيرة فيها انتهت بتوليه مقاليد الحكم في المملكة لما يزيد على 23 عاماً.
ومن الإعلاميين الذين تناولوا جوانب من سيرة الملك فهد بن عبدالعزيز، رئيس التحرير رئيس مجلس إدارة دار "أخبار اليوم" المصرية السابق إبراهيم سعدة عندما قدّم لكتاب أصدرته الدار في يناير(كانون الثاني) 1994م بعنوان: "فهد بن عبدالعزيز الملك الإنسان".
يقول سعدة في بداية مقاله: "أصعب أنواع الكتابة، الكتابة عن الملوك والرؤساء خاصة الذين يحظون بشعبية كبيرة سواء داخل بلادهم أو خارج حدودها فعندما يكتب الصحفي عن ملك له شعبية مثل الملك فهد بن عبدالعزيز، فإن الكثير من القيود تقف أمام قلمه وتضغط عليه ليقلل من حماسته وإعجابه وانبهاره خوفاً من اتهامه بالمبالغة.. لكن من حسن حظ الزميل عادل رضا مؤلف كتاب الملك فهد أنه لم يهتم بهذا الضغط ولا بتلك الحساسية عندما أمسك بقلمه ليكتب عن الملك فهد بن عبدالعزيز فالموضوع ثري بالمعلومات غني بالمواقف واضح في القضايا المحلية والإقليمية والدولية".

دعم مصر في الأزمات
وتناول إبراهيم سعدة جوانب من مواقف الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله تجاه مصر خصوصاً عندما كانت تمر بمشكلات اقتصادية، مشيراً إلى أن مصر لا تنس للعاهل السعودي مبادرته عام 1986م بمجرد علمه بالصعوبات الاقتصادية التي كانت تعاني منها مصر حيث أعلن نيابة عن الشعب السعودي رغبته في مساندة مصر.

استقبال أسطوري للملك فهد
وأشار سعدة إلى موقف آخر حدث أثناء زيارة الملك فهد لمصر في نهاية مارس(آذار) 1989م بعد عودة العلاقات العربية - المصرية، إذ التقى الملك فهد مع رؤساء تحرير الصحف المصرية وصارحهم بمشاعره تجاه استقبال الشعب المصري له والحفاوة به، حيث قال الملك فهد: "شيء لا يصدق هذا الذي قوبلت به من شعب مصر منذ اللحظة الأولى التي وضعت فيها قدمي فوق أرض مطار القاهرة وحتى هذه اللحظة التي أجلس فيها معكم الآن.. نفس الترحيب نفس المشاعر نفس كرم الضيافة المصرية الأصيلة، لاحقني في الطرقات وفي قناة السويس والإسماعيلية وعلى طول الطريق من القاهرة حتى مدينة الإسكندرية.. إن أحداً لم يطلب من الشعب الطيب والودود أن يخرج لاستقبالي، كنت أنظر إلى شرفات وأسطح العمارات الشاهقة فأجدها مكدسة بالرجال والسيدات والأطفال الذين يلوحون لي بأيديهم وتصل كلمات ترحيبهم إلى أذني.. وكم مرة كنت خائفاً أن يسقط طفل أو طفلة من شرفة شقة أو من سطح عمارة! حقاً إن الترحيب الذي وجدته من شعب مصر... لم أره من قبل ولن أنساه ما حييت.. ورغم أنني لم أشهد في حياتي ما شهدته هذه الأيام إلا إنني لا استبعده عن شعب مصر ومن شعب مصر".
ولفت الكاتب سعدة إلى أن شعب مصر رحب بضيفه الكبير تعبيراً عن سعادته بالزعيم العربي الكبير الذي أكد بزيارته تلك أن العرب عادوا إلى مصر وأن مصر عادت إلى العرب.
ويتناول كتاب "فهد بن عبدالعزيز الملك الإنسان" الذي ألفّه رئيس قسم الشؤون العربية بجريدة أخبار اليوم عادل رضا، جوانب من سيرة الرجل الذي قدم لبلده وشعبه وأمته الكثير، وقاد المملكة في أصعب الظروف التي مرت بها المنطقة.
وقسّم الكتاب إلى تمهيد من المؤلف وعشرة فصول، فتناول الفصل الأول شيئاً من التاريخ حول التطورات التي مرت بها الجزيرة العربية إلى أن وحدها الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وأصبحت كياناً واحداً هو المملكة العربية السعودية، بينما جاء الفصل الثاني من الكتاب بعنوان "الفهد وحقوق الإنسان"، والفصل الثالث "فهد والعطاء الإنساني"، وحمل الفصل الرابع عنوان "قراءة في فكر الملك فهد بن عبدالعزيز"، والفصل الخامس "الملك فهد بطل تحرير الكويت"، والفصل السادس "فلسفة التنمية في فكر الفهد"، وجاء الفصل السابع بعنوان "ملك الشورى"، والفصل الثامن بعنوان "الدور الإقليمي والدولي للملك فهد"، والفصل التاسع بعنوان "فهد والتضامن الإسلامي"، واختتم الكتاب بفصل يتناول الرؤية الاستراتيجية التي اتبعها الملك فهد في تعامله مع الأحداث ومهددات الأمن الوطني والإقليمي والعربي.
وقال مؤلف الكتاب: "تأثرت بهذه الشخصية الفذة ومع ذلك لم يخرجني هذا التأثر عن جادة الحق ولم يحملني على التعصب والتطرف وإنما حملني على الحياد والاعتدال وعلى تقصي الحقيقة والتقيد بها"، مضيفاً أن الملك فهد بن عبدالعزيز، ملك في مسلكه ونهجه يحنو على الضعفاء ويجبر عثرات الكرام ليقينه بأن للقيادة واجبا تجاه الشعب وأن للشعب حقوقاً على القيادة يجب أن يمارسها حاكم يثق في ربه وفي نفسه وشعبه، ويمتلك أعصاباً ما عرفت الوهن ومعنويات ما خضعت للإرهاب وفي سجله إنجازات خيّرة سخية هي وحدها الصلة الوثيقة بين الحاكم والمحكوم.
ويختتم الكتاب بالتأكيد على أن الملك فهد رحمه الله هو الزعيم العربي والإسلامي الذي جسد حقيقة أن الأمن العربي هو مظلة تتسع للجميع بلا استثناء فكل دولة من دول المنطقة عليها أن تشعر مواطنيها بالأمن والاستقرار وأن تعمل لتوفير أسباب ذلك كي يجد كل عربي فرصته ويمارس حقه في حياة كريمة وحرية تامة، وهو الأمر التي تؤكده المملكة دائماً في أن الأمن الجماعي الدولي ممثلاً في ميثاق وأجهزة الأمم المتحدة لا يتعارض مع الأمن القومي العربي ممثلاً في ميثاق وأجهزة الجامعة العربية، ولا مع الأمن الإسلامي ممثلاً في منظمة التعاون الإسلامي.

عند الرحيل.. العالم يشهد بمآثر الملك فهد
ما إن أعلن الديوان الملكي السعودي وفاة الملك فهد بن عبدالعزيز يوم 26 جمادى الثانية 1426هـ (1 أغسطس 2005م)، حتى سارع زعماء العالم لرثائه وتعزية الأمة الإسلامية بهذا المصاب الجلل، وتسجيل مآثره.

الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون:
زعيم يتمتع برؤية ثاقبة، وأُقِر بالدور الكبير الذي لعبه خلال حقبات متقلبة في الشرق الأوسط.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية (آنذاك) توم كيسى:
لعب دوراً مهماً في الأحداث الإقليمية والعالمية، وبقي شريكاً فاعلاً في جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان:
أقدر الإسهامات الدائمة التي قام بها الملك فهد بن عبدالعزيز في حقل الدبلوماسية الدولية والإقليمية، وعمله بلا كلل لإنجاز الحلول السلمية مستنداً إلى العدالة. وسيُذكر الملك فهد ليس فقط بمشاعر الود والولاء العميق بين سكان المملكة ولكن أيضا باحترام عميق بين الجاليات العالمية والعربية والإسلامية.
كما أن الملك فهد رحمه الله كان صديقاً مخلصاً للأمم المتحدة منذ تأسيسها عندما حضر تأسيس المنظمة ضمن الوفد السعودي عام 1945.

رئيسة الفلبين السابقة جلوريا أريو:
كان مثالاً للإيمان بالسلام والتسامح، وزعيماً طالما وقف في صف الحرب ضد الإرهاب.

رئيسة الوزراء النيوزيلندية السابقة هيلين كلارك:
حقق الملك فهد النمو والتطور للمملكة ما أدى إلى تحول في الاقتصاد السعودي وصنع للسعودية صوتاً مسموعاً في المنطقة. ووفاته خسارة كبيرة.

ملك ماليزيا توانكو سيد سراج الدين:
خسرنا واحداً من أكبر قادة العالم الإسلامي احتراماً وتقديراً في العالم أجمع.

الرئيس السنغافوري اس ار ناتان:
الملك فهد قاد بلاده نحو الازدهار والتنمية، وكان رجل الدولة وصانع السلام في منطقة الشرق الأوسط.

الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف
كان الملك فهد قائداً فعلياً للإسلام والأمة الإسلامية، وصديقاً كبيراً لباكستان، واهتم دائماً برعاية مصالح باكستان وشعبها.

الرئيس التركي السابق أحمد نجدت سيزر:
أسهم بحكمته وقيادته في تعزيز الحياة الكريمة في السعودية.

الرئيس الأفغاني السابق حميد كرزاي:
تفانى في خدمة العالم الإسلامي وحمل قضاياه، ووجه بالدعم القوي لأفغانستان.

الممثل الأعلى السابق لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا:
تميز دائماً بالشجاعة، ولم تهزه الأحداث فقاد بلاده برؤية ثاقبة خلال فترات صعبة ومليئة بالتحديات.

رئيس الحكومة الفرنسي السابق دومنيك دوفيلبان:
انطبع حكم هذا الملك الصديق والمحترم بإرادة تحقيق السلام والعدل وكان ضامناً وحدة بلاده ومدافعاً عن الاستقرار في المنطقة.

الرئيس الإيطالي السابق كارلو ازيغليو تشامبي:
رجل دولة كبير، وزعيم من الطراز الأول في تاريخ العالم العربي، انتهج سياسة الاعتدال المستوحاة من قيم السلام.
وأعطى دائما البرهان عن عمق حكمته بجعله المملكة مرجعاً دائماً من أجل السلام والاستقرار.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين:
سنتذكر في روسيا مشاركة الملك فهد في تنمية العلاقات الروسية السعودية التي بلغت في السنوات الماضية مستوى نوعياً عالياً.

رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية جوزف كابيلا:
ترك الملك فهد بصماته على تطور العالم خلال السنوات الماضية.

رئيس الوزراء الكندي السابق بول مارتن:
الملك فهد عرف بوفائه الدائم لشعبه ولوحدة الدول العربية، ولعب دوراً رئيسياً من أجل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

يا أبا فيصل (رثاء الملك فهد)
غازي القصيبي

لَمْ نَجدهُ... وقيل: «هذا الفِراقُ!»
فاستجارت بدمعِها الأحداقُ
كانَ ملءَ العيون فهدٌ... فما
حِجّةُ عينٍ دُموعها لم تُراقُ؟!
عَجبَ النعشُ من سكون المُسجَّى
وهوَ من عاش لم ينلهُ وِثاقُ
عَجبَ القبرُ... حين ضمّ الذي
ضاقت بما في إهابه الآفاقُ
عجبَ الشوطُ... والجياد قليلٌ...
كيف يهوي جَواده السبّاقُ
هدرت حولك الجموعُ وماجتْ
مثل بحرٍ... والتفّتِ الأعناقُ
هو يومُ الوفاءِ... حبّ بحزنٍ
نتساقاهُ... والكؤوسُ دهاقُ
وقفَ الموتُ في الطريق... ولكنْ
زحفتْ... لا تخافُهُ... الأشواقُ
يا أبا فيصلٍ! عليك سلامُ الله...
ما خالجَ القلوبَ اشتياقُ!



تعويم أول سفينة قتالية سعودية ضمن مشروع «طويق»

جانب من مراسم تعويم سفينة "جلالة الملك سعود" في ويسكونسن (واس)
جانب من مراسم تعويم سفينة "جلالة الملك سعود" في ويسكونسن (واس)
TT

تعويم أول سفينة قتالية سعودية ضمن مشروع «طويق»

جانب من مراسم تعويم سفينة "جلالة الملك سعود" في ويسكونسن (واس)
جانب من مراسم تعويم سفينة "جلالة الملك سعود" في ويسكونسن (واس)

في مراسمَ خاصة جرت في ولاية ويسكونسن الأميركية تم تعويم سفينة «جلالة الملك سعود»، وهي الأولى ضمن أربع سفن قتالية سعودية في إطار مشروع «طويق».

وشهد الفريق الركن محمد الغريبي، رئيس أركان القوات البحرية السعودية، تدشين السفينة، بحضور عدد من كبار الضباط والمسؤولين من الجانبين السعودي والأميركي.

ونوّه الفريق الغريبي بالدعم غير المحدود الذي تحظى به القوات المسلحة بوجه عام، والقوات البحرية بوجه خاص، من القيادة السعودية؛ مما أسهم في تحقيق إنجازات نوعية في مجالَي التحديث والتطوير. وأوضح أنَّ مشروع «طويق» يجسّد توجه السعودية نحو بناء قوة بحرية حديثة واحترافية تعتمد على أحدث التقنيات العسكرية، إلى جانب برامج التدريب والتأهيل المتقدمة لمنسوبيها.


إجماع دولي في جدة على دعم فلسطين... ورفض الإجراءات الإسرائيلية الأحادية

صورة جوية لقبة الصخرة والمسجد الأقصى في القدس (رويترز)
صورة جوية لقبة الصخرة والمسجد الأقصى في القدس (رويترز)
TT

إجماع دولي في جدة على دعم فلسطين... ورفض الإجراءات الإسرائيلية الأحادية

صورة جوية لقبة الصخرة والمسجد الأقصى في القدس (رويترز)
صورة جوية لقبة الصخرة والمسجد الأقصى في القدس (رويترز)

صدر في مدينة جدة السعودية البيان المشترك للاجتماع التشاوري بشأن التطورات في دولة فلسطين المحتلة، بمشارَكة وفود رفيعة المستوى من الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، ومفوضية الاتحاد الأفريقي، في اجتماع عكس تصاعد التنسيق السياسي بين المنظمات الـ3 حيال مسار القضية الفلسطينية وتداعياتها الإقليمية والدولية.

وأكد البيان أن خطة السلام التي أعلنها رئيس الولايات المتحدة الأميركية، وجرى التوقيع عليها خلال قمة السلام الدولية التي عُقدت في شرم الشيخ في أكتوبر (تشرين الأول) 2025، برعاية مصرية - أميركية وبمشاركة قطرية وتركية، واعتمدها مجلس الأمن الدولي في قراره رقم 2803، تمثل نقطة انطلاق أساسية لوقف نزف الدم، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتهيئة الظروف لعودة الحياة الطبيعية، وصولاً إلى فتح مسار لا رجعة عنه لتجسيد «حل الدولتين».

وفي هذا السياق، شدَّدت المنظمات الـ3 على رفضها القاطع لأي محاولات أو خطط تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، عادّةً ذلك جريمة حرب وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وتهديداً مباشراً للأمن والسلم الإقليميَّين والدوليَّين. كما أدانت بشدة التصريحات الإسرائيلية المتعلقة بفتح معبر رفح في اتجاه واحد، محذِّرة من تداعيات السياسات الرامية إلى جعل قطاع غزة منطقةً غير قابلة للحياة.

وندَّد البيان بسياسة الحصار والتجويع الممنهج، التي تفرضها سلطات الاحتلال على قطاع غزة، مطالباً بإجبار إسرائيل على فتح معبر رفح وجميع المعابر البرية والبحرية بشكل دائم وآمن، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود. كما حذَّر من خطورة الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، من خلال التوسُّع الاستيطاني، والاعتقال التعسفي، ومخططات الضم، وفرض السيادة الإسرائيلية المزعومة، واقتحام المدن والمخيمات، وتدمير البنية التحتية، وتهجير السكان.

وأكدت المنظمات عدم قانونية جميع المستوطنات الإسرائيلية، وضرورة تفكيكها وإخلائها، محذِّرة من تصاعد عنف المستوطنين المتطرفين تحت حماية قوات الاحتلال، ومطالِبةً المجتمع الدولي بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم وفق القانون الجنائي الدولي، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 904، بسحب سلاح المستوطنين.

وفي الشأن المقدسي، رفض البيان كل الإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى تغيير الوضع السياسي والجغرافي والديموغرافي في مدينة القدس المحتلة، مؤكداً ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.

كما أدان البيان الانتهاكات الجسيمة بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بما في ذلك الإخفاء القسري، والتعذيب، والإعدام، والتنكيل، مشيراً إلى اقتحام الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير زنزانة الأسير القائد مروان البرغوثي وتهديد حياته، وداعياً إلى الضغط الدولي للكشف عن مصير الأسرى وضمان حمايتهم والإفراج عنهم.

ودعت المنظمات المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عملية لمساءلة إسرائيل عن جميع انتهاكاتها، وإنهاء حالة الإفلات من العقاب، عبر المحاكم الوطنية والإقليمية والدولية، لا سيما المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، مع التأكيد على ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. كما شدَّدت على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، داعيةً إلى دعم حكومة دولة فلسطين لتولي مسؤولياتها كاملة في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك قطاع غزة، والمطالبة بالإفراج الفوري عن أموال الضرائب الفلسطينية المحتجزة.

ورحّب البيان بالتحالف الطارئ من أجل الاستدامة المالية للسلطة الفلسطينية، الذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية خلال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) 2025، داعياً الدول كافة إلى الانضمام إليه ودعم الحكومة الفلسطينية مالياً. كما رحّب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 12 سبتمبر 2025، الذي أقرَّ مخرجات مؤتمر التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، والذي عُقد في نيويورك برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية.

وأشادت المنظمات بالرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما رحبت بتمديد ولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) 3 سنوات، مؤكدة ضرورة توفير الدعم السياسي والقانوني والمالي للوكالة، ورفض أي محاولات تستهدف تقويض دورها أو ولايتها.

وفي ختام البيان، ثمّنت المنظمات مواقف الدول التي اعترفت بدولة فلسطين خلال سبتمبر 2025، داعية بقية الدول إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية ودعم عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، بوصف ذلك ركناً أساسياً لتحقيق «حل الدولتين». وأكدت أن السلام العادل والدائم في المنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.


السعودية تُدين مصادقة إسرائيل على بناء وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية

جندي إسرائيلي يقف لحماية المشاركين في جولة أسبوعية للمستوطنين في الخليل بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)
جندي إسرائيلي يقف لحماية المشاركين في جولة أسبوعية للمستوطنين في الخليل بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)
TT

السعودية تُدين مصادقة إسرائيل على بناء وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية

جندي إسرائيلي يقف لحماية المشاركين في جولة أسبوعية للمستوطنين في الخليل بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)
جندي إسرائيلي يقف لحماية المشاركين في جولة أسبوعية للمستوطنين في الخليل بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة لقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي القاضي ببناء 19 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، مؤكدة أن هذه الخطوة تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وفي بيان رسمي، شددت الوزارة على أن السعودية تجدّد دعوتها للمجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته تجاه وضع حد لهذه الانتهاكات المتواصلة، التي تقوّض فرص السلام، وتُسهم في تعقيد المشهد السياسي، وتعرقل الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.

وأكدت الخارجية السعودية ثبات موقف المملكة الداعم للشعب الفلسطيني الشقيق، وحقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.