صلابة أبها تختبر الاتحاد «الجديد»... وضمك يستضيف الفيصلي

عجلة «المحترفين» تعود للدوران اليوم بمواجهتي «الجوهرة» و«المحالة»

من استعدادات الاتحاد للمواجهة  - جانب من تدريبات أبها (الشرق الأوسط)
من استعدادات الاتحاد للمواجهة - جانب من تدريبات أبها (الشرق الأوسط)
TT
20

صلابة أبها تختبر الاتحاد «الجديد»... وضمك يستضيف الفيصلي

من استعدادات الاتحاد للمواجهة  - جانب من تدريبات أبها (الشرق الأوسط)
من استعدادات الاتحاد للمواجهة - جانب من تدريبات أبها (الشرق الأوسط)

تعود عجلة الدوري السعودي للمحترفين للدوران من جديد بعد فترة توقف دامت قرابة الأسبوعين بسبب أيام الفيفا الدولية، وهي فترة التوقف الأولى التي شهدتها منافسات الدوري بعد مُضي ثلاث جولات من بدء المنافسة.
وتشهد منافسات الجولة الرابعة غياب قطبي العاصمة الهلال والنصر وذلك بعد تأجيل مباراتيهما أمام الفيحاء والطائي بسبب خوضهما منافسات دور الـ16 في دوري أبطال آسيا.
ويتطلع الاتحاد إلى التقدم نحو صدارة لائحة الترتيب، حيث يستقبل ضيفه فريق أبها في مواجهة تقام على ملعب الجوهرة المشعة بجدة.
ويبحث الاتحاد عن تحقيق فوزه الثالث هذا الموسم وذلك بعدما سجل بداية متعثرة بخسارته أمام الفيحاء قبل تحقيق الفوز بمواجهتين على التوالي أمام الرائد ثم الفيصلي في الجولة التي سبقت فترة التوقف الحالية.
ويدخل الاتحاد مباراته أمام أبها وسط إمكانية استعانته بخدمات مهاجمه الفرنسي يوسف نياكاتي القادم إليه من صفوف فريق الوحدة، حيث يبحث نياكاتي عن المشاركة الأولى مع الفريق بعد توقيعه في اللحظات الأخيرة من سوق الانتقالات الصيفية.
ويبحث الاتحاد من خلال تعاقده مع نياكاتي لحل الأزمة الهجومية التي يعيشها الفريق منذ فترة طويلة بسبب مستويات الصربي بريغوفيتش الذي رحل عن الفريق بعد تجربة لم يكتب لها النجاح، بالإضافة لعدم إثبات البديل «هارون كمارا» لنفسه حتى الآن.
وستكون مواجهة أبها هي المباراة الأولى التي يتولى فيها الروماني كوزمين كونترا قيادة الفريق فنياً وذلك بعد حضوره خلفاً للبرازيلي كاريلي الذي تمت إقالته بعد نهاية منافسات البطولة العربية التي خسرها الاتحاد أمام الرجاء المغربي بركلات الترجيح.
وخلال فترة التوقف الدولية الأخيرة لعب الاتحاد مباراة ودية أمام الأنصار وكسبها الفريق بنتيجة كبيرة 7 - 0 وهي المواجهة التي هدف من خلالها المدرب للوقوف على مستويات لاعبيه قبل استئناف مسابقة الدوري السعودي للمحترفين.
ويملك فريق الاتحاد حالياً ست نقاط في رصيده ويحتل المركز الرابع في لائحة ترتيب الدوري، فيما يدخل أبها مواجهته وهو يحضر في المركز الثامن برصيد أربع نقاط جاءت بعد فوزه على الشباب في الجولة الأولى ثم تعادله أمام الاتفاق في الجولة الماضية.
وأنعش انضمام الثلاثي الدولي فهد المولد وعبد الإله المالكي وسعود عبدالحميد أول من أمس تحضيرات فريقهم لموقعة الليلة بعد انتهاء مشاركتهم مع الأخضر السعودي في التصفيات المؤهلة للمونديال.
وركز المدرب كونترا خلال الحصة التدريبية يوم أمس على وضع اللمسات الاخيرة للمنهجية التكتيكية التي سيدخل بها للمواجهة التي سيدخل لها بكامل ثقل الفريق بغية تحقيق الفوز واسعاد الجماهير الاتحادية التي ستتواجد الليلة بمدرجات ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية.
ووضع المدرب كونترا اللمسات الأخيرة على المنهجية التكتيكية للمباراة أمس بعد دراسته لضيفه الأيام الماضية وتدوين نقاط قوة وضعف الفريق، بينما وجه الجهاز الفني ظهبر الجنب بمساندة الهجمة والتراجع السريع للتغطية في حال الهجوم، في الوقت الذي حرص على توجيه اللاعبين لكيفية الاختراق التكتلات الدفاعية بعدد من الجمل التكتيكية واستغلال التسديد من خارج المنطقة وخلق المساحات واستغلالها.
وينتظر أن يدخل الاتحاد الليلة بقائمة محترفيه بشكل كامل يتقدمهم الحارس البرازيلي مارسيلو غروهي والمصري أحمد حجازي والبرازيليان كورونادو وبرنو هنريكي وروماينهو والمغربي كريم الأحمدي، وأخيراً الفرنسي يوسف نياكاتي الذي سيكون الورقة الرابحة للمدرب في أول مشاركة رسمية للاعب مع الفريق.
ويحاول فريق أبها من جهة العودة لنغمة الانتصارات بعد فوزه الثمين أمام الشباب قبل أن يخسر مواجهته أمام الباطن ويعود للتعادل في مباراته الماضية أمام الاتفاق في هدف قاتل حضر في اللحظات الأخيرة من عمر المواجهة التي كانت في طريقها لفوز الاتفاق.
وعاد الثلاثي التونسي سعد بقير والكنغولي برستيج مبونجو والحارس المغربي عبد العالي محمدي إلى المملكة بعد المشاركة مع منتخباتهم في التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم حيث سيكونون متاحين أمام المدرب مارتن سيفيلا للزج بهم في مباراة اليوم.
ولم يوجد الثلاثي في غالبية أيام فترة التوقف بعد التحاقهم بمنتخباتهم مما منح المدرب فرصة لاستكشاف مستويات عناصر جديدة يمكن الاعتماد عليها في بطولة الدوري أو بطولة كأس الملك حيث يسعى المدرب لتقوية قائمة البدلاء.
وخلال فترة التوقف لم يخض أبها أي مباراة ودية حيث اكتفى المدرب بالمناورات والتدريبات التكتيكية اليومية ضمن برامج الإعداد لمواجهة الاتحاد.
وسيكون اللاعبان مطير الزهراني ورياض شراحيلي جاهزين للمشاركة في مباراة اليوم في حال رغبة المدرب بذلك.
وفي مدينة أبها وعلى ملعب الأمير سلطان بن عبد العزيز بالمحالة، يستقبل ضمك نظيره فريق الفيصلي في مواجهة يتطلع من خلالها الطرفين لتحقيق نقاطها الثلاث والتقدم نحو مراكز المقدمة في لائحة الترتيب، حيث يدخلان بظروف متشابهة ويمتلك كل منهما أربع نقاط.
ضمك صاحب الأرض ومستضيف اللقاء والذي يحتل المركز 11 نجح في مسح الصورة الهزيلة التي ظهر عليها في الجولة الأولى التي خسرها برباعية أمام النصر حيث عاد لتحقيق الفوز على الطائي قبل أن ينجح باقتناص نقطة التعادل من أمام مستضيفه فريق الأهلي الجولة الماضية.
أما الفيصلي حامل لقب النسخة الأخيرة من بطولة كأس الملك فيبحث عن مواصلة تحقيق نتائجه الإيجابية والعودة لجادة الانتصارات بعد خسارته في الجولة الماضية أمام الاتحاد بهدفين لهدف.
ويحتل عنابي سدير حالياً المركز التاسع في لائحة ترتيب الدوري، حيث تمكن الفريق من تحقيق التعادل في الجولة الأولى خارج أرضه أمام الأهلي، قبل أن يحقق فوزاً ثميناً من أمام النصر في مواجهة مدينة المجمعة ويرفع رصيده إلى أربع نقاط.
وعاد جوليو تفاريس هداف فريق الفيصلي إلى المملكة لقيادة فريقه في مباراة اليوم. وشارك تفاريس مع منتخب بلاده الرأس الأخضر في الجولة الماضية من التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال 2022 بكونه من أهم الأسماء الأساسية في تشكيلة المنتخب حيث يواصل إبداعاته وتسجيل الأهداف المهمة.
ومع عودة تفاريس وجاهزية المهاجم القادم الجديد لصفوف الفريق صالح آل عباس سيكون للمدرب الإيطالي تراميزاني خيار اللعب بمهاجمين صريحين للمرة الأولى وتغير النهج الفني الذي يعتمده والذي يعتمد على التحولات السريعة في الهجمات المرتدة.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.