باتريك بامفورد... «ملياردير مزيف» انضم لمنتخب إنجلترا أخيراً

إشاعات وأساطير ومفاهيم خاطئة أحاطت بمهاجم ليدز يونايتد

حلم بامفورد تحقق أخيراً وشارك مع منتخب إنجلترا للمرة الأولى أمام أندورا (أ.ف.ب)
حلم بامفورد تحقق أخيراً وشارك مع منتخب إنجلترا للمرة الأولى أمام أندورا (أ.ف.ب)
TT

باتريك بامفورد... «ملياردير مزيف» انضم لمنتخب إنجلترا أخيراً

حلم بامفورد تحقق أخيراً وشارك مع منتخب إنجلترا للمرة الأولى أمام أندورا (أ.ف.ب)
حلم بامفورد تحقق أخيراً وشارك مع منتخب إنجلترا للمرة الأولى أمام أندورا (أ.ف.ب)

تحيط كثير من الإشاعات والأساطير بالمهاجم الإنجليزي الشاب باتريك بامفورد، ومن بينها أنه يجيد أربع لغات، وأن والده ملياردير، وأن مدرسته الخاصة قد دفعته للعب الرغبي، وأنه قد رفض الالتحاق بجامعة هارفارد العريقة ليصبح لاعب كرة قدم محترفاً بدلاً من ذلك. لكن الحقيقة أن شيئا واحدا فقط هو الصحيح من بين كل هذه الإشاعات، التي سمعها بامفورد جميعًا خلال مسيرته الكروية التي قضى كثيرا منها وهو يحاول تبديد المفاهيم الخاطئة التي ارتبطت بسهولة بنشأته المتميزة. وحقق مهاجم ليدز يونايتد حلمه أخيرا بالدفاع عن ألوان منتخب إنجلترا في تصفيات المونديال أمام أندورا.
وبعد أن استدعى المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، بامفورد لقائمة المنتخب الإنجليزي لأول مرة، اعترف مهاجم ليدز يونايتد بأنه عانى من الأرق لليال طويلة قبل إعلان ساوثغيت قائمة منتخب الأسود الثلاثة الموسم الماضي. لقد رأى اللاعب البالغ من العمر 27 عامًا عددا كبيرا من زملائه السابقين في المنتخب الإنجليزي تحت 21 عامًا وهم ينضمون إلى قائمة المنتخب الأول، بينما فشل هو في تحقيق ذلك الحلم رغم أنه يقدم مستويات جيدة للغاية مع ليدز يونايتد تحت قيادة المدير الفني الأرجنتيني مارسيلو بيلسا.
وكانت مباريات تصفيات كأس العالم بمثابة الفرصة التي كان بامفورد يحلم بالحصول عليها منذ الطفولة. ومن المؤكد أن المنتخب الإنجليزي سيكون بمثابة منصة أوسع للمهاجم الشاب حسن الحديث والمتعلم جيدًا لتوضيح الانطباعات الخاطئة المأخوذة عنه. وعندما سُئل بامفورد عما إذا كان يتحدث أربع لغات، رد ضاحكًا: «لا، هذا غير حقيقي. لقد اخترع الناس كثيرا من الأشياء. أستطيع أن أتحدث الفرنسية وأفهمها. وأفهم الإسبانية نوعًا ما، لكن لا يمكنني التحدث بها».
وهل شجعته مدرسة نوتنغهام الثانوية، على عدم لعب كرة القدم وممارسة رياضة أخرى؟ يقول مهاجم ليدز يونايتد: «كانت المدرسة التي ذهبت إليها رائعة حقا، وساعدتني أكثر مما يعتقده كثير من الناس. عندما كنت ألعب في نوتنغهام فورست أعدت المدرسة جدولا زمنيا حتى لا أتغيب عن كثير من الدروس، وحتى أتمكن من مواصلة التدريب واللعب مع نوتنغهام فورست. لقد توقفت عن لعب الرغبي وأنا في الخامسة عشرة من عمري، وربما كان ذلك جيدا لأن الجميع في ذلك الوقت بدأوا يصبحون أقوى كثيرا من الناحية البدنية».
وبسؤاله عما إذا كان مارسيلو بيلسا يعتقد أن والده كان مليارديرًا وأنه رفض الالتحاق بجامعة هارفارد العريقة، رد بامفورد قائلا: «لم يكن بيلسا هو من يعتقد ذلك، بل كان أحد المدربين في ليدز يونايتد والذي لم يعد موجودًا في النادي الآن. لا أستطيع أن أتذكر الكلمات التي استخدمها بالضبط، لكن عندما صعدنا للدوري الإنجليزي الممتاز قال إنه فخور بالعمل الجاد الذي قمت به بالنظر إلى أن والدي كان مليارديرًا. لكنني كنت مندهشا تماما مما قاله! لقد كان يعتقد، مثل كثير من الناس، أن والدي كان له علاقة بشركة جيه سي بي العملاقة، وهذا غير صحيح بالمرة».
ويضيف: «أما بالنسبة لجامعة هارفارد، فعندما كنت في المدرسة كان جميع زملائي يقدمون طلبات للالتحاق بالجامعة، وكان ذلك قبل توقيعي على عقود احترافي لكرة القدم. لم أكن متأكدًا من أنني سأحصل على عقد احتراف في كرة القدم، لذلك كان يتعين علي أن أقدم طلبا للالتحاق بالجامعة مثلهم. لكني لم أكن أرغب في الالتحاق بالجامعة في إنجلترا. وكنت أرغب في الحصول على منحة دراسية في مجال كرة القدم في الولايات المتحدة الأمريكية. لقد ساعدتني المدرسة في ذلك، وجاء الرد الأول من جامعة كونيتيكت ثم تبعتها جامعات أخرى. وكانت هذه هي الطريقة التي قدمت بها جامعة هارفارد عرضها. لكن كرة القدم كانت دائمًا حبي الأول. ويبدو من الغريب أن يقال إنني رفضت جامعة هارفارد، لكنني لم أكن مهتمًا بذلك على الإطلاق».
ولم يرفض بامفورد الجامعات الأمريكية المرموقة لتحقيق طموحاته في كرة القدم فحسب، لكنه رفض أيضا اللعب مع منتخب جمهورية آيرلندا من أجل تحقيق حلمه باللعب للمنتخب الإنجليزي.
يقول المهاجم الشاب، الذي لعب مباراة واحدة مع منتخب جمهورية آيرلندا تحت سن 18 عامًا: «خلال موسمي الأول مع ليدز يونايتد، تواصل معي ميك مكارثي. كنت أعاني من إصابة في الركبة، لذلك كنت أركز بشكل أكبر على تحسين لياقتي البدنية والتأكد من أنني سألعب بقية الموسم مع ليدز يونايتد. ونظرا لأن قلبي كان معلقا باللعب لمنتخب إنجلترا وكنت أحلم دائما بتحقيق ذلك، فقد شعرت بأنه سيكون من الخطأ أن ألعب مع منتخب آيرلندا لمجرد أنهم تواصلوا معي. ولو وافقت على ذلك، لكان من الممكن أن يؤدي هذا إلى استبعاد لاعب آخر كان يحلم بتمثل منتخب آيرلندا وأن أحصل أنا على الفرصة بدلا منه. وبالتالي، رأيت أن ذلك لن يكون عدلا. لقد كنت أريد أن أكون صادقًا مع نفسي، وأن أعمل بكل جدية من أجل تحقيق أحلامي».
ويضيف: «لقد شعرت في بعض الأوقات بأن حلمي باللعب لمنتخب إنجلترا لن يتحقق، لكنني بعد ذلك استعدت تركيزي وواصلت العمل بكل قوة لتحقيق هذا الحلم. دائما ما كنت أقول إنني لن أستسلم أبدًا، حتى لو تم استدعائي لصفوف المنتخب الإنجليزي لأول مرة وأنا في السادسة والثلاثين من عمري! بالنسبة لي، سيكون هذا انتصارًا، لذلك كنت أركز دائما على مواصلة العمل بكل قوة حتى يأتي اليوم الذي سأعتزل فيه اللعبة. وإذا تم استدعائي للمنتخب الإنجليزي فسأكون بذلك قد حققت حلمي، وإذا لم يحدث ذلك فإنني أكون قد بذلك قصارى جهدي وقمت بواجبي على أكمل وجه». وبالتالي، كانت المثابرة، وليست النشأة المتميزة، هي التي ساعدت بامفورد على تحقيق حلمه أخيرا بالدفاع عن ألوان منتخب الأسود الثلاثة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».