«النواب» يصادق على قانون انتخاب الرئيس الليبي... و«الأعلى للدولة» يعترض

ألمانيا تعيد فتح سفارتها في طرابلس... وتشيد بـ«المصالحة الوطنية»

هايكو ماس رفقة محمد خليل عيسى ممثلاً لوزارة الخارجية الليبية خلال افتتاح السفارة الألمانية في طرابلس أمس (د.ب.أ)
هايكو ماس رفقة محمد خليل عيسى ممثلاً لوزارة الخارجية الليبية خلال افتتاح السفارة الألمانية في طرابلس أمس (د.ب.أ)
TT

«النواب» يصادق على قانون انتخاب الرئيس الليبي... و«الأعلى للدولة» يعترض

هايكو ماس رفقة محمد خليل عيسى ممثلاً لوزارة الخارجية الليبية خلال افتتاح السفارة الألمانية في طرابلس أمس (د.ب.أ)
هايكو ماس رفقة محمد خليل عيسى ممثلاً لوزارة الخارجية الليبية خلال افتتاح السفارة الألمانية في طرابلس أمس (د.ب.أ)

كشف مجلس النواب الليبي عن قانون يسمح لأول مرة في تاريخ البلاد بالانتخاب المباشر لرئيسها المقبل، وتحديد اختصاصاته، في حين رفضه المجلس الأعلى للدولة، منتقداً ما سماه «تجاوز البرلمان» في إقرار القوانين المنظمة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة قبل نهاية العام الحالي.
ونص القانون الجديد، الذي صادق عليه عقيلة صالح رئيس البرلمان، وسلمه المجلس إلى بعثة الأمم المتحدة مساء أول من أمس، على انتخاب رئيس الدولة عن طريق الاقتراع السري العام المباشر، مشترطاً أن يكون المرشح ليبياً مسلماً من أبوين ليبيين مسلمين، وألا يحمل جنسية دولة أخرى، وألا يكون متزوجاً من غير ليبية، أو متزوجة من غير ليبي، وألا يقل سنه يوم فتح باب الترشح عن أربعين سنة. وطبقاً للقانون، يتوجب على المرشح تقديم تزكية من عدد لا يقل عن خمسة آلاف ناخب، كما اشترط توقفه عن العمل قبل موعد الانتخابات بثلاثة أشهر، سواء كان مدنياً أو عسكرياً، لكن إذا لم ينتخب فإنه يعود لسابق عمله وتصرف له مستحقاته.
وسيحيل مجلس النواب نسخة من القانون إلى المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، والمجلس الأعلى للدولة، وحكومة الوحدة الوطنية، من أجل الشروع في إعداد كل ما يلزم لإجراء الانتخابات في موعدها يوم 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
غير أن المجلس ‎‏الأعلى ‎‏للدولة أعلن رفضه ما وصفه بـ«الإجراءات الأحادية» التي يقوم بها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، و«استمرار تماديه في خرق الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي، وقرارات مجلس الأمن في محاولة للاستحواذ على سلطات لا يملكها». كما اتهم المجلس البرلمان «بعرقلة الانتخابات القادمة من خلال قيامه متعمداً بإصدار قانون معيب للانتخابات، وهو يعلم جيداً أنه غير مقبول». موضحاً أنه أحاط رئيس البعثة الأممية بمشروعات القوانين المتعلقة بالعملية الانتخابية، التي أعدها لغرض التوافق مع مجلس النواب بشأنها. كما دعا المحكمة العليا إلى «ضرورة إعادة تفعيل الدائرة الدستورية للقيام بواجبها، ومنع وقوع هذه المخالفة الدستورية». محذراً المفوضية العليا للانتخابات من التعامل مع أي قانون أحادي الجانب مخالف للإعلان الدستوري والاتفاق السياسي. ومعتبراً أن المرحلة التي تمر بها البلاد «لا تحتمل انفراد أي طرف بالقرار السياسي؛ والشراكة الوطنية هي النهج السليم الذي يُمكننا من تجاوز هذه المرحلة العصيبة والوصول إلى مرحلة الاستقرار». ومن جانبه، أكد عضو مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، عبد الحكيم بلخير، عدم تسلم المفوضية للقانون المنظم لانتخابات الرئيس الليبي، الذي صادق عليه رئيس مجلس النواب أمس. وقال بلخير «لم نستلم بعد قانون انتخاب الرئيس، وحال تسلمنا له سنقوم بقراءته والتعليق عليه من النواحي الفنية، بحكم الاختصاص».
إلى ذلك، أبلغ محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، المفوض الأعلى للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي التقاه مساء أول من أمس بالعاصمة طرابلس، استعداده لدعم جهود إجراء الانتخابات بكل السبل، بما في ذلك إصدار مرسوم رئاسي ضمن صلاحياته، وفقاً لتطلعات ورغبة الليبيين والليبيات.
وجاءت هذه التطورات، في حين أعادت ألمانيا فتح سفارتها المغلقة في طرابلس منذ عام 2014، حيث أعلن وزير الخارجية الألمانية، هايكو ماس، خلال اجتماعه أمس مع عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الوطنية، استئناف عمل السفارة في إطار ما وصفه بـ«تعميق جهود بلاده لمساعدة الليبيين في بناء مستقبل أفضل».
وقال ماس «لقد كانت السفارة مغلقة منذ عام 2014، ولم نتمكن من خدمة طرابلس سوى من جارتها تونس. ونحن نريد أن نظهر عبر إعادة افتتاح السفارة أن ألمانيا شريك ملتزم لليبيا».
كما أشاد ماس خلال اجتماعه في طرابلس بالمنفي بجهود المجلس الرئاسي في مسار المصالحة «التي تعد جزءاً مهماً من جهود إجراء الانتخابات في موعدها»، معرباً عن استعداد بلاده، لاستكمال الجهود السياسية مع المجتمع الدولي، لدعم مساعي المجلس الرئاسي لإنجاز استحقاقات المرحلة كافة.
من جهته، أشاد المنفي بالدور المهم للدبلوماسية الألمانية في إنجاح مؤتمر برلين 1و2، وذلك من خلال دفع العملية السياسية، ودعم الحوار السياسي بين الأفرقاء الليبيين.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.