أهالي السجناء الفلسطينيين الهاربين خائفون على حياتهم

تابعون تطورات الأحداث بقلوب مثقلة بالقلق

فتحية العارضة والدة السجين الفلسطيني الهارب محمود (أ.ف.ب)
فتحية العارضة والدة السجين الفلسطيني الهارب محمود (أ.ف.ب)
TT

أهالي السجناء الفلسطينيين الهاربين خائفون على حياتهم

فتحية العارضة والدة السجين الفلسطيني الهارب محمود (أ.ف.ب)
فتحية العارضة والدة السجين الفلسطيني الهارب محمود (أ.ف.ب)

يصف أقارب السجناء الفلسطينيين الذين هربوا من سجن إسرائيلي يوم الاثنين، أبناءهم بأنهم أبطال، لكنهم يتابعون تطورات الأحداث بقلوب مثقلة بالقلق على حياة الأبناء الذين لم يعرفوا لهم مصيراً حتى الآن، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
وتطلق فتحية العارضة (80 عاماً) على ابنها السجين الهارب محمود وصف «بطل من رؤوس الأبطال البارزين»، وكانت تتحدث وهي تضع صورته بجانبها في منزل ببلدة عرابة في الضفة الغربية وتقول: «طبعاً خايفة عليه بعد هذه العملية (الهرب من السجن) يقتلوه (إسرائيل)، بخاف يقتلوه... حبيبي محمود حافظ القرآن».
وتضيف: «ما شاء الله عنده دين وحنون ورؤوف... كان يقول أبوه... يا يقتلوه أو يحبسوه».

من جانبه، يقول خضر عدنان؛ وهو جار للعائلة ومعتقل سابق: «تحرر الأبطال الستة على رأسهم محمود العارضة وزكريا (الزبيدي) والشباب هو رفع لنضال شعبنا وإعطاء بارقة أمل لكل الأسرى المحررين. هذه أيضاً رسالة للاحتلال إنه هو (الذي) يتحمل مسؤولية ما حصل... الأسرى من ست سنوات ينتظرون صفقة أحرار جديدة. كان للاحتلال القبول والإذعان لمطالب المقاومة الفلسطينية. لم يقبل؛ فتحرر الأسرى بطريقتهم الخاصة».
وفي مخيم جنين بالضفة الغربية يجلس عم زكريا الزبيدي، وهو يتابع نشرات الأخبار حول الهاربين من سجن «جلبوع»، وكان زكريا قائد «كتائب شهداء الأقصى» في جنين.
ويقول العم جمال الزبيدي إن ما فعله ابن أخيه ورفاقه «مفخرة للجميع... وبنعتز وبنفتخر، ورفعوا رؤوسنا، ونهنئهم ونبارك لهم على النصر العظيم وتحررهم رغم أنف السجان وخروجهم من المعتقل ومن سجون الاحتلال».
لكنه أضاف: «نحن نتابع لحظة بلحظة بقلق وتوتر مصير الشباب وأين وصلت الأمور معهم».

وهرب 6 فلسطينيين من سجن «جلبوع» الإسرائيلي شديد الحراسة، الاثنين، فيما وصفه رئيس الوزراء نفتالي بنيت بأنه «حادث خطير».
وسارعت قوات الأمن والجيش الإسرائيلي إلى القيام بأعمال البحث بعد الهروب من السجن في شمال إسرائيل.
وقالت مصلحة السجون إن 5 من الهاربين ينتمون لـ«حركة الجهاد الإسلامي» والسادس قائد سابق لجماعة مسلحة تنتمي إلى حركة «فتح».
وكان 4 من الهاربين الستة يقضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة لإدانتهم بتهم التخطيط لهجمات أودت بحياة إسرائيليين أو تنفيذها، أما الخامس فكان محتجزاً بموجب أمر اعتقال خاص، والسادس كان ينتظر صدور حكم ضده.

وأفاد متحدث باسم الشرطة بأن قوات الأمن تعتقد أن الهاربين ربما يحاولون الوصول إلى الضفة الغربية، التي تمارس فيها السلطة الفلسطينية حكماً ذاتياً محدوداً، أو إلى الحدود الأردنية على بعد 14 كيلومتراً تقريباً إلى الشرق.
والمنشأة، التي تبعد نحو 4 كيلومترات عن الحدود مع الضفة الغربية المحتلة، واحدة من أشد السجون حراسة في إسرائيل.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.