وفاة المخرج اللبناني برهان علوية في بروكسل

المخرج اللبناني برهان علوية (الوكالة الوطنية اللبنانية)
المخرج اللبناني برهان علوية (الوكالة الوطنية اللبنانية)
TT

وفاة المخرج اللبناني برهان علوية في بروكسل

المخرج اللبناني برهان علوية (الوكالة الوطنية اللبنانية)
المخرج اللبناني برهان علوية (الوكالة الوطنية اللبنانية)

نعت وزارة الثقافة اللبنانية المخرج اللبناني برهان علوية الذي توفي اليوم (الخميس) في بلجيكا عن عمر ناهز الثمانين عاماً إثر تعرضه لنوبة قلبية.
وقالت الوزارة في بيان: «غادرَنا المخرج المبدع برهان علوية الذي وثّق في أفلامه الروائية شكلاً ومضموناً صورة المجتمع الإنساني في لبنان والعالم العربي بكل تجلياته الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فأغنى السينما بتجربة مميزة وفريدة، طرح من خلالها إشكاليات الحرب الأهلية اللبنانية والذاكرة والصراع -العربي الإسرائيلي والهوية والمنفى»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
ورأت الوزارة في رحيل علوية خسارة للبنان والثقافة مؤكداً أن بصمته ستبقى شاهداً على إبداعه.
وفي سجل المخرج الراحل الكثير من الأفلام التي اتخذت طابعاً سياسياً وطنياً وعروبياً لعل أبرزها فيلم «كفر قاسم» الذي عُرض عام 1975 وتدور أحداثه عشية الهجوم الإسرائيلي على مصر عام 1956 حين أعلنت السلطات الإسرائيلية حظر تجول في المناطق العربية في فلسطين من دون سابق إنذار للسكان.
ويشكّل هذا الإعلان مفاجأة لسكان كفر قاسم لدى عودتهم من أعمالهم ويقعون تحت حصار الجيش الإسرائيلي الذي ارتكب بحقهم ما بات يُعرف لاحقاً بـ«مجزرة كفر قاسم».
وُلد علوية في قرية أرنون الواقعة في جنوب لبنان وعمل مساعد مصور في تلفزيون لبنان من أجل تدبير جزء من أعباء دراسته قبل أن يلتحق بالمعهد العالي الوطني للفنون المسرحية في بروكسل.
ويعد فيلم «بيروت اللقاء» أحد أبرز أفلام علوية، وفد حققه عام 1981 في خضم الحرب الأهلية التي دارت في لبنان بين عامي 1975 و1990.
وجسّد هذا الفيلم حالة الفوضى والضياع في لبنان وانقسام البلاد بين شرقية وغربية واقتتال بين الطرفين. ومن أفلام علوية أيضاً «رسالة من زمن الحرب» و«رسالة من زمن المنفى» و«أسوان والسد العالي» و«خلص».
عمل برهان علوية أستاذاً محاضراً في الجامعة اليسوعية واختير عضواً في لجان مهرجانات منها قرطاج وكازابلانكا وبروكسل. نال جوائز عديدة، كما رشح لجائزة سيزار للأفلام الفرنكوفونية في فئة الإخراج عن فيلم «بيروت اللقاء».
وفاز فيلم «خلص» بجائزة أفضل سيناريو ومونتاج في مهرجان دبي السينمائي الدولي 2007. كما تم تكريم علوية في عدة مهرجانات كان آخرها مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة في مصر عام 2019.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».